فبعدما قرأت الأدب شعرت أنني أنتمي لمكاناً ما... ربما بعيدا عن الجامعة لكنه موجود... ويمكن الوصول اليه يوما..
الناس لا يؤمنون بالفن او الأدب. لكن أنا أؤمن به وبشدة....
عندما ذهبت إلى كليتي لأول مرة. كان عمري 17 سنه. لم يكن لدي الكثير من الأصدقاء ولا اريد التحدث عن كم هذا مرهق ان تدخل عالما جديدً بمفردك. ومع ذلك كنت أشعر بقليل من الراحة النفسية لوجود مكتبة صغيرة في الجامعة أستطيع أن اتردد عليها كما شأت.
ربما اول سؤال سيخطر على ذهنك، ماذا كنت أقرأ؟؟؟
عالم الجامعة لم يكن مرهقا بالنسبه ألى فقط لأني كنت بلا أصدقاء، بل لعدم حبي للكلية التي فرضت علي.
ولدت بداخلى شكوك وتسألات كثيرة، أين انا؟ وماذا سأفعل هنا؟ هل هذا المكان مناسب الي؟ هل هذا حقا ما سأكون!!! هل انتمي الي هنا؟؟؟
فالمستقبل كان قاتم....لهاذا اتجهت لكتب التنمية الذاتية. كي تساعدني في رؤية أفضل للغد.
وقد نجحت في هذا بالفعل. وظننت انها الحل الوحيد لكل مخاوفي. لكني كنت مخطئة. لم تكن الدواء الوحيد للشفاء واكتشاف من أكون. بل كان هناك دواء أخر لم أسمع عنه من قبل يسمي "بالأدب literature".
لا يعتقد الناس أن الأدب يمكن أن يمنحك شيئًا مميزًا. ولديهم بالفعل بعض الآراء الغريبة عنه.
وأنا لست هنا لأثبت ان رأيهم خطأ. فمن انا لأتحدث؟؟
كل ما سأقوم به هو استخدام خبرتي الصغيرة في قراءة الأدب، لتوضيح بعض المعتقدات الغير صحيحة عنه...
أولا وقبل كل شيء (( "الأدبliterature" ليست مضيعة للوقت))
"الأدب عالم بلا زمن ، بلا حدود ، بلا نهاية"
القصص والروايات أقوه مما نتخيل. ليست فقط لأنها تسلينا.،بل لأنها تمنحنا الخبرة والتجارب والمشاعر التي مهما بذلنا من جهد لن نستطيع معايشتها كلها.
بصدق كم عمرك؟ كم سنه ستعيش؟ كم شخص ستقابله؟ وكم بلد وقتك سيسمح لك بزيارتها؟
هل سيسمح لك الوقت بالذهاب الى الماضي والمستقبل؟ هل سيعطيك الوقت الفرصة للذهاب الي الفضاء؟ هل سيعطيك الفرصة لخوض كل التجارب المختلفة وتذوق كل المشاعر والاحساسية والمعتقدات الفريدة؟
تمنحك الروايات والقصص كل هذا وانت مكانك، بالأدب ان تعيش أكثر من حياة واحدة، أنت تطلع الى أكثر من نافذة
بدون الأدب، ستعيش حياة محدودة دون أن تدرك ذلك.
ثانيا (( الادب يظهر وجهات نظر واراء مختلفة))
"الأدب مرآة ذات جوانب متعددة"
هناك نوعان من الناس: نوع طيب ونوع شرير. ونحن البشر دائما نكافح ونقف بجانب الصواب ومن أجل الخير ندافع دائما عن الأشخاص الطيبون. لكن هناك اقتباس يقول، "الابطال يخلقون". أنا أتفق معهم أيضا بأن، " الوحش يخلقون"
وفي عالم الأدب. الكتاب والمؤلفون لا يخشون الوقوف على منحدر اخر، أكثر خطورة. لا يخافون من طرح أسئلة غربية مثل ماذا لو؟؟؟
ماذا لو ما نؤمن به كان خطأ منذ البداية؟
ماذا لو هناك فلسفة وراء كل هذا الشر في العالم؟
ماذا لو دافعنا عن الشر؟
ماذا لو صدقنا جميع الخرافات؟
ماذا لو توقفنا عن القيام بأي شيء؟
ماذا لو أصبنا بالجنون؟
ماذا لو تحررنا من أجسادنا؟
ماذا لو هربنا من القدر؟
ماذا لو ؟؟؟؟
ثالثا ((الأدب لا يمنح حلول او اجبابات بل فقط يعطي تلميحات بلا نهاية))
"الأدب ليس من أجل الإجابات ، ولكن للأسئلة التي تحتاج إلى عقل شجاع ومجنون لطرحها"
الأدب لا يقدم حلول بل فقط تلميح... اشارة بأن هناك نمط أخر للتفكير... ضوء يشير الي ممر مغلق لو تم فتحه لعبرنا عالمًا موازياً آخر نقع في حب قواعدة ونظرياته وارقامه وفيزيائه...
الأدب بوابه سحرية تدخلها لتلمس وتشعر بكل ما حولك...
رابعا(( احيانا الأدب يكون معلم ماهر ))
النصيحة والحكمة التي تستخرجها بنفسك من القصص أكثر ثباتًا من أي حكمة أخرى يتردد صداها في أذنك بأقصى قدر من البلادة والملل
يمكن للقصص أن تبقى في أذهنا لوقت طويل. فنحن لا نتذكر لماذا السجائر سيئة للغاية على صحتنا ، ولكن يمكننا تذكر المشاعر اتجاه تلك الشخصية في الرواية عندما تم تشخيص حالتها بسرطان الرئه الناتج عن التدخين المستمر.
وكم قال سكوت فيتزجيرالد هناك جزء من جمال الأدب يخبرك أن أشواقك هي أشواق عالمية ، وأنك لست وحيدًا ومعزولًا عن أحد. أنت تنتمي...
فبعدما قرأت الأدب شعرت أنني أنتمي لمكاناً ما... ربما بعيدا عن الجامعة لكنه موجود... ويمكن الوصول اليه يوما..
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات