تُعد الكتابة أحد اكثر الممارسات إثراء للعقل و تعتبر المحرك الاول للمرونة الفكرية
وتنمي القدرة على تحويل الافكار والمشاعر الى لغة يتخاطب فيها الكاتب و القارىء
وهي تصنع من الانسان شخصاً ذو قدرة عالية على التعبير عن النفس وتنمي لديه الحس الادبي
وكانت الكتابة اهم العادات التي حاولت مرارا إدخالها الى جدول العادات اليومية الخاص بي وعلى الرغم من انها فترات متقطعة إلا انني وفي كل مرة أبدأ فيها بالكتابة اجد بأن كل فكرة داخل رأسي تتخذ مكانها الصحيح تلقائيا ، واجد ان المشاعر تتدفق بإنسيابية صانعةً من الاحاسيس كلمات ذات وقع لذيذ على الروح
ووجدت ان القدرة على صياغة المفاهيم تصبح اكثر وضوحا وصلابة من ذي قبل.
وفي كل مرة انتهي فيها من الكتابة ، استشعر مدى الاتساع الفكري الذي اكتسبته وكيف أن العديد من المشاعر التي لا نستطيع فهمها ونعتقد بانها مجرد اعراض مُبهمة لاحداث عرَضَية او سطحية في حياتنا اليومية تصبح اكثر وضوحاً بعد اول محاولة كتابة او تدوين نقوم بها وتعمل الكتابة على ترجمتهاعلى هيئة نصوص ذو معاني جميلة للغاية كانت دفينة بدواخلنا قبل ان نكتب.
كثيرا ما تسقط الكتابة في شباك المفاهيم الخاطئة حين يظن الناس انها خاصة فقط بمن لديهم مهارة او قدرة خاصة على التدوين بينما في منظورها العميق تعمل الكتابة كمُهدء للفوضى العارمة داخلنا وترجمة
حقيقية ودقيقة لما نمر به من انفعالات نفسية وتراكمات باتت طويلا في اعماقنا.
ان الاحتفاظ بوقت مخصص من اليوم للكتابة ولو كانت بضع كلمات تأملية تساعد العقل على ترتيب افكاره واثراء المعلومات فيه
وحين تتحول الكتابة إلى عادة يومية ستتفاجىء بعد مدة وجيزة انك كتبت كمًّا لا يُستهان به من النصوص والمقالات التي تعكس شخصيتك وترى من خلالها نبذة عن ذائقتك الادبية
إن في الكتابة متعة لا يشعر بها الا من يداوم عليها
ولعل افضل وصف لمفعول الكتابة وجدته في اقتباس يقول :
أن تكتب يعني أن تتنفس هواءً غير مستعمل.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات