أثر الإنترنت وانعدام ثقافة الإنترنت على الأسرة.. وزيادة نسبة الطلاق في المجتمعات العربية
رأيي في صحيفة الدستور في تقرير بعنوان
م. هناء الرملي
الأردن الأعلى عربيًا في نسبة حالات الطلاق
تقول الخبيرة الاستشارية والكاتبة والمحاضرة في مجال ثقافة استخدام الإنترنت المجتمعية - رئيسة جمعية كتابي كتابك للأسرة والطفل المهندسة هناء الرملي «للاسف فان افتراض حسن النوايا حتى إثبات عكس ذلك، هي الصفة الأغلب لمستخدمي الإنترنت خاصة أصحاب الخبرات القليلة في الحياة خصوصاً النساء وربات البيوت، ما يوقعهن في حبائل الكائدين والمتربصين.
ونوهت الرملي ان طبيعة مجتمعاتنا العربية وما تعانية من كبت وانعدام الاختلاط ، يجعل من الإنترنت عالماً ينطلقون إليه من كلا الجنسين متحررين من قيود العادات والتقاليد، يتهافتون على التعرف على الجنس الآخر ،فتتنوع الأحاديث وتتطول ما بين الحديث المباح وغير المباح، الخواء العاطفي والروحي والعقلي والفكري والثقافي الذي يحيا فيه أفراد المجتمع، إضافة إلى ضعف العلاقات بين الأزواج وخمود العواطف فيما بينهم، وانشغالهم بأعباء الحياة وروتينها، والإهمال والانتقاص، يجعل المناخ مهيئا وممهدا للخيانة، ثم الطلاق».
خارج النطاق
وحذرت الرملي من تسارع التعارف بين الطرفين على مواقع التواصل الاجتماعي، التي تبدأ بمسمى صداقة والفضفضة في الأمور الشخصية والتي تسودها التمرير والتبرير وتجاوز الخطوط الحمراء، فيما الاعتقاد أن علاقات الإنترنت هي خارج نطاق الخيانة الزوجية، ولا تتعدى حدود تبادل الحوار بالكتابة، حتى وإن تطور الحوار ليكون سمعيا أو سمعيا وبصريا من خلال الوب كام، الاعتقاد أن هذا النوع من العلاقات علاقات متحررة من الالتزامات والحقوق، ولا تتحمل تبعاتها وعواقبها، سهولة إنهاء أي علاقة على الإنترنت، لا يتطلب الأمر سوى الاختفاء والعودة باسم جديد وهوية جديدة، علاقات الإنترنت غير ملزمة في التكاليف، فإن إهداء قصيدة رومانسية أو مقطع من أغنية وصورة باقة من الزهور ممكن ومتاح مجانا، طبيعة النفس البشرية المثقلة بالهموم والهزائم والاحباطات، فيصبح الإنسان مشدوداً لطرف يمنحه القوة ويمده بالحب ويطري عليه بكلمات الإعجاب، التي تهبنا الثقة بالنفس والرضا عنها.
وتضيف الرملي ان بعض الأزواج يدعي أنه منفصل أو مطلق أو أنه على خلاف دائم مع زوجته، فيخدعون الفتيات على الإنترنت بأن ما يحدث بينهما هو بداية علاقة ماهي إلا نوع بديل من السياق الاجتماعي للوصول إلى علاقة ارتباط شرعية ورسمية، الخيال دائماً أجمل وأزهى وأبهى، فيكّون كلا الطرفين صورة مثالية عن الآخر، وكذلك تخيل علاقة مثالية لم يتمكنوا من تحقيقها في الواقع، عقد النقص والعيوب الكامنة في الأزواج أو الزوجات، كالانتقاص من جمال الشكل أو الانتقاص من أنوثة الزوجة أو رجولة الزوج، أو التقدم في السن والرغبة في استعادة مشاعر الرومانسية والعودة لمرحلة الشباب. يدفع كلا من الزوج والزوجة ليبحث عن من يحرره من هذه العقد والعيوب. ليسترد ثقته بنفسه واعتزازه بذاته، الهروب من الحياة الواقعية اليومية بكل ما تحمله من أعباء وضغوطات وقيود من خلف شاشات باسماء مستعارة أو اسماء حقيقية إلى عالم ساحر حر حالم، الشعور بالاحتياج لهذا النوع من العلاقة والتواصل بشكل دائم وأي انقطاع فيه يحدث نوعا من الشعور بالنقص تماما كأي نوع من أنواع الإدمان يحتاج المرء إلى جرعات وإلا عانى من نقص وتعب.
لقراءة كامل التقرير
https://www.addustour.com/articles/940326-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B1%D8%AF%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%84%D9%89-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D9%8B%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D9%86%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D8%AD%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%84%D8%A7%D9%82
م. هناء الرملي
خبيرة استشارية باحثة ومدربة وكاتبة في حماية الأسرة والأطفال من مخاطر الإنترنت
مؤلفة كتاب أبطال الإنترنت للحماية من التنمر الإلكتروني والتجرش الجنسي عبر الإنترنت
www.hanaa.net
موقع هناء نت دورات تدريب للحماية من مخاطر الإنترنت للآباء والأمهات والأطفال والناشئين
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات