في هذه التدوينة تطرقنا لمفهوم العفوية باعتبارها أمر جد مهم لعيش حياة سعيدة بسيطة بعيدة كل البعد عن النفاق.

"عيشوا حياتكم بكل تلقائية ولا تكترثوا أبدا لسوء ظن غيركم وأوهامهم الخبيثة وسلوكاتهم المشينة، وكونوا دائما معتزين بعفويتكم ما دامت تنبع من صفاء نيتكم ونقاء سريرتكم."

- أمين أمكاح -

حياكم الله و بياكم أصدقائي، إنني جد سعيد بمشاركتي في هذه المدونة الشبابية و أتمنى أن تعود بالنفع على الشباب بصفة عامة.

في هذه المقالة قررت أن أتكلم عن العفوية باعتبارها عامل رئيسي في صناعة التميز الشخصي. و ليكن في علمك صديقي أنه كل ما سيكتب هنا ليس بكلام فارغ نظري بعيد عن الواقع و إنما هو نتاج بحث قائم على الملاحظة البصرية و الاستنتاج المنطقي.

سأبدأ بطرح السؤال التالي: ما هي العفوية؟؟؟

بالنسبة لي أرى أن العفوية هي الحالة التي يحس فيها الإنسان بالراحة و السعادة، بعيدا كل البعد عن التصنع و التفاخر ان صح التعبير و سواء كان يتواجد مع الغير أو مع نفسه فقط. انطلاقا من هذا التعريف يمكننا القول أن لكل انسان عفويته الخاصة به التي اكتسبها من المحيط الذي يعيش فيه، من الكتب التي يقرأها، من الأفلام التي يشاهدها... الى اخره.

صديقي كن فخورا بعفويتك فهي جزء من هويتك و تركيبتك كبشر، و الله استغرب من الأشخاص الذين يتصنعون أمامي و دائما ما أجدني في حيرة من أمري هل أصارحهم برأي الشخصي أو أصمت محاولا أن أقنع نفسي بما يفعلون و بما يقولون و غالبا ما كنت ألجأ الى صناعة كذبة بسيطة حتى أتهرب من تصنعهم هذا لأنه يزعجني كثيرا.

من لا يتصرف بعفوية في حياته فهو مجرد ضعيف الشخصية غير واثق في نفسه، يحب و يعشق مقارنة نفسه مع الغير، يلجأ دائما الى تقمص أدوار عديدة في حياته اليومية، السؤال المطروح هنا لماذا كل هذا العذاب؟؟ سأجيب، انه يعذب نفسه حتى يرضي الطرف الأخر و بالتالي فحياته يتحكم فيها الغير لا هو و هذا ما يجعلنا نستنتج أن بالعفوية نحن من نتحكم في حياتنا لا الغير.

حتى تتصرف بعفوية لا بد أن تؤمن بالحقيقة التي تقول " أنا من أقرر كيف أتصرف و ليس الغير " و حتى تؤمن بهذه الحقيقة لا بد من أن تتعرف على نفسك، و تكتشف هدفك في الحياة دون الإغفال عن أهمية تعلم فن حب الذات الصحي السليم.

عفويتك عنصر مهم يصنع تميزك في كل مناحي الحياة، خير دليل على كلامي هو تأثرنا بأستاذ محدد دون غيره من الأساتذة و هذا التأثر غالبا ما يعود الى الطريقة التي يتكلم بها و يتعامل بها، أنه لا يتصنع بل يقول ما يريد بالطريقة التي يريد لأنه واثق بنفسه و مؤمن كذلك بالحقيقة التي اشرت لها سابقا.

في الختام ما يسعني الا أن أقول لك صديقي لا تتصنع أمام الناس تصرف بعفوية، من تقبلك و رحب بعفويتك احضنه و ضمه الى قائمة احبائك، و من رفض عفويتك فلا تضيع وقتك معه لأنه لن يفيدك و لن تفيده هنا تعبير "مع السلامة" كفيل بإنقاذك من عالم التصنع القاتل لشخصيتك المتميزة.



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ‫حمزة سبكي‬‎

تدوينات ذات صلة