تعرف على نفسك واكتشف طريقتك الخاصة للاستمتاع بحياتك

يحاول كل شخص منا أن يكون ناجحاً، أن يضع خططاً يومية وسنوية، أن يوازن بين جميع جوانب حياته من عمل وأسرة وأصدقاء وصحة جسدية ونفسية وهوايات وغيرها. وأثناء محاولاته لتحقيق كل ما سبق يقوم بالاستعانة بالكثير من المصادر للحصول على طرق علمية ونصائح تساعده لتحقيق تلك الأهداف بشكل أسهل وأكثر فاعلية.


لكن كثيراً ما تكون النتائج مخيبة للآمال عندما لا تجدي تلك النصائح نفعاً، وهنا يبدأ كل شخص في التشكيك بذاته، وقد يعتقد البعض في النهاية أنهم فاشلون عند مقارنة أنفسهم بالآخرين خاصة الناجحين من أصحاب تلك النصائح.


هنا تكمن المعضلة، والتي لا تتمثل إطلاقاً في المقارنة، فهي صحية في بعض الأحيان عندما تحفزنا لفعل شيء ما أو تعطينا أمل أن ذلك الشيء الذي نراه مستحيلاًً هو في الحقيقة قابل للتنفيذ، لكن المعضلة الحقيقية تتمثل في عدم معرفتنا بأنفسنا وشخصياتنا وبالتالي عدم معرفتنا أي الأساليب يتناسب معنا ويمكن أن يساعدنا بالفعل في تحقيق أهدافنا. تؤدي هذه الفجوة في المعرفة إلى تعميم كل شيء دون النظر إلى الفروق الفردية بيننا وبين الآخرين، فنحن لا نتحفَز عن طريق الأساليب ذاتها، ولا توجد طريقة مثلى لتخطيط العام الجديد، ولا يمتلك كلاً منا مقدار الوقت والطاقة ذاته للموازنة بين جوانب الحياة، والأهم أن نجاح طريقة معينة مع شخص ما لا يعني إطلاقاً ضرورة نجاحها معنا.


نحن بحاجة للاطلاع على كل ما يمكن أن يساعدنا في تحقيق أهدافنا والاستمتاع بحياتنا، لكننا أيضاً نحتاج أن نتعرف جيداً على أنفسنا، أن نتعرف على أولوياتها في الحياة وأولوياتها في المرحلة الحالية، وأن نصل إلى مفهوم النجاح الذي نريد تحقيقه وليس الذي يحققه الآخرين، ذلك لكي ننتقي لأنفسنا ما يناسبها. وعلى الرغم من أن معرفة الذات عملية مرهقة ومليئة بالتشتت، إلا أن ثمار كل خطوة فيها تكون أحياناً بنفس فرحة تحقيق الأهداف.


معرفة الذات تجربة شخصية تماماً، لا يمكن لأحد أن يخبرك كيف تخوضها، يجب أن تجرب بنفسك وتخفق مرة ثم تغير طريقتك أو تعدلها ثم تجرب مرة اخرى وهكذا، حتى تصل إلى فهم جانب معين من شخصيتك ثم تعيد نفس الخطوات مرة اخرى لاكتشاف جانب آخر. والإخفاق هنا لا يعني الفشل ولكن يعني معرفتك بأن تلك الطريقة التي جربتها لا تتناسب مع شخصيتك وهو ما يعد خطوة ناجحة في مشوار معرفتك بذاتك.


وتذكر دائما أنه على الرغم من محاولات المقربين والعلماء والمتخصصين والمشاهير لإخبارنا ما هي الطريقة المُثلى لفعل كل شيء، إلا أن الطريقة المُثلى هي دائما التي نكتشفها بأنفسنا.

صبَّارة

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صبَّارة

تدوينات ذات صلة