الببلومانيا هذا المرض اللذيذ الذي لا يشفى منه أي أحد
الببلومانيا،،،
هو مرض رافقني منذ الصغر وﻻيزال حتى الآن يعيش داخلي ، هو مرض ليس بالخطورة التي يمكنكم تخيلها بل هو مرض جميل كما صوره أطباء وعلماء النفس ، و هو ببساطة مرض الببلومانيا أو " حب القراءة " فمنذ طفولتي كنت أقف أمام رفوف المكتبات لأطالع عناوين الكتب التي تتراص من أمامي ، وﻻ أنكر أن جل مصروفي آنذاك كان يذهب لشراء الكتب سواء قمت بقراءتها أم ﻻ أو حتى ناسبت عمري أو ﻻ ، هو شعور بالهوس عند إقتناء الكتب على مختلف مواضيعها، فقد إقتنيت كتبا بالفلسفة وعلم المنطق وعلم الإجتماع بل وقرأت كتبا بجميع الأديان، وهذا كان يشعرني دوماً بالسعادة، وأذكر حادثة جرت معي منذ ثلاثة عقود على وجه التقريب عندما كنت بالصف السابع فقد كنت حينها أقرأ القصص البوليسية على مختلف أنواعها وفجأة وقع تحت يدي كتاب عن الرأسمالية وأثرها على تشكيل المجتمعات وﻻ أنكر أن الغلاف قد شدني كثيراً آنذاك لإلتهام صفحات الكتاب والذي قرأته كله مع التأكيد بأن مفاهيمي الصغيرة وقتها قد إستوعبت البسيط منه ولكني تشجعت بعدها بفترة وقرأت عن الاشتراكية لتتعادل كفة عقلي المراهق آنذاك ، ومع مرور السنوات ظل القرآن الكريم هو أفضل كتاب قرأته على الإطلاق، وأبحرت في شتى أنواع القراءات والتي أصبحت عنواناً لشخصيتي ، هي الببلومانيا ذلك المرض اللذيذ والذي لن يجد أطباء العالم شفاء له ولن يجدوا عقاراً له طالما كانت الثقافة هي مرآة الشعوب في التعبير عن نفسها في فضاءات مختلفة ومتعددة من الحضارات ضمن التأكيد على إحترام وجهات النظر والمناقشة الهادفة والمعبرة عن ثقافة الشخص والتي يجعلها ركيزة أساسية في تعامله مع الآخرين ....
محمد البيطار .....
https://www.facebook.com/bitar79/
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
جميل جداً وإن كانت القراءة مرض فلا أود الشفاء منها