هل أستسلم للعواصف ام اتعلم كيفية تخطيها؟ في المواقف الصَّعبة طريقة تفاعلي هي الأساس.

في حياتنا أحياناً تكون السَّماءُ صافيةً وأحياناً أخرى تمتلئ بالعواصف.


"كونك إنساناً فهذا وحده ضمان لمرورك ضمن تحدِّيات وعوائق وعقبات."



بالرَّغم من أنّ حدوث التغيُّرات جزء أساسي من حياة الإنسان الّا أنّه يميل بطبعه إلى الرُّوتين ولا يرتاح لفكرة التّغيير غالباً ولا يتقبّله بسهولة ويقاومه ويرفضُه.

هذا الَّرفضَّ للتَّغييرات هو ما قد يتسبَب بحدوث الضُّغوطات النَّفسيَّة.فهي تحدث عندما يَشعُر الإنسان بعدم القُدرة على السَّيطرة على أحداث حياته،سواءً كانت هذه الأحداث ظروف ماليَّة أو صحيَّة ،أو ناشئة عن العلاقات الإجتماعيَّة او ضغوطات العمل وغيرها من الظُّروف الَّتي نشعُر بعدم السَّيطرة عليها.


في الحقيقة انّه بسبب المشكلة أو الظَّرف أو الموقف غير المتوقَّع تتشكَّل أفكار في العقل تتَّصل بمراكز الدِّفاع في الدِّماغ ما يجعله يُفرز هرمونات تساعد أعضاء الجسم في وضعيَّة الهروب أو الهجوم إستجابةً لهذه الأفكار .

فالدّماغ لا يُفرِّق بين هجوم أسد أو كلمة قيلت وأزعجتني! فبالنِّسبة للدماغ كلها أخطار ويستجيب لها بنفس الإستجابة .


بقاء هذه الحالة لوقت طويل يُحدث اثاراً سلبيَّة ًعلى طاقة الجسم وكفاءة عمل أعضائه ومع مرور الوقت تبدأ هذه الاثار بالظُّهور على شكل أمراض عضويَّة ونفسيَّة وهذا ما يُطلَق عليه ضمنيّاً ب"التَّعاسة".في حقيقة الأمر أنَّ مفهوم التَّعاسة مرتبط بأفكار الإنسان نفسه وطريقة تفاعله مع مجريات الأحداث وليست بسبب الحدث نفسه.فالعاصفة مهما كانت صعبة لها نهاية كما لكلِّ شيئ في هذه الحياة،ولكن إذا استنزفنا أنفسنا وأعصابنا خلالها سوف تذهب العاصفة ويبقى أثرها مما سيَضطرّنا للتّعامل مع عواصف أُخرى جسديَّة ونفسيَّة ما يُبقينا عالقين في دوّامة العواصف هكذا إلى أن يَمضي بِنا العُمر من غير أن نَّحياه!



بالمقابل إن أحسنَّا التّعامل مع الظرف الرّاهن بالرِّضا بالأمر الواقع والتّسليم - وليس الإستسلام - والذي يكون بالإعتراف بوجود مشكلة، وبالتعامل الصّحيح مع أفكارنا ومشاعرنا ،والتّركيز على ما أريد وليس العكس،

ويتكلل هذه الرِّحلة الإستعانة بالله والصّبر .


عندها سوف تنتهي العاصفة ليظهر بعدها قوس قزح وربّما بألوان لم نرى جمالها من قبل فالمشكلات تحتاج تعامل مختلف واكتساب مهارات وطريقة تفكير مختلفة لحلِّها ما يجعلنا نرى الحياة بشكل أوسع بعد انقضاءها.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

كلام جميل و إبداع دون نظير سيدة بتول.
أتمنى لك كل التوفيق.

إقرأ المزيد من تدوينات م.بتول نعيرات

تدوينات ذات صلة