حتى يستطيع الإنسان أن يُمارس حياته بأفضل طريقه،عليه أن يُساعد الجسد والعقل على البقاء لأقرب حالة من التّوازن..

جسم الطفل يتفاعل مع أي ميكروب يخترقه ويُعبِّر عن تفاعله ودفاعه ورفضه له برفع حرارة جسمه. وقتها أكثر ما يُركّز عليه الطبيب المُعالج هو تخفيض هذه الحرارة لأنَّ بقاءها مرتفعة سيؤثِّر على كافّة الجسم! وبعد أن تنخفض يُصبح الجسم أكثر إتِّزاناً فيجد الطبيب مسبّب المرض ويضع تركيزه على العلاج.

عند حدوث أي مثير خارجي للمشاعر سواء كانت خوف أو غضب أو قلق أو تَوتُّر - والتي تكون إمّا على شكل ظروف،او أحداث ،أو كلام او تصرُّفات لأشخاص أو حتى على شكل أفكار في رأسنا عن المستقبل اوالماضي-

فإنّ الجسم يتفاعل معها بأنّها خطر وتهديد للإنسان مشابه لما يحدث عند ارتفاع حرارة الطِّفل! ويدخل الجسم عندها بحالة عدم توازن ..


يتفاعل الجسم للدّفاع والتَّخلُّص من الخطر برفع مستويات هرمون الكورتيزول عندما نخاف أو نغضب أو نقلق أو نتوتَّر فبالنّسبة للجسم كل هذه المخاوف تعتبر مخاطر ولا يفرِّق بين ملاحقة أسد وكلمة قيلت لي وتسبَّبت بإثارة مشاعري!

بقاء الكورتيزول في مستويات مرتفعة سيؤثّر على طاقة الجسم وعلى عمل أعضائه وأيضاً يؤثّر على العمليّات العقليّة من قرارات واعية وإدراك وتركيز وتفكير لما يُسبِّبه من ضبابيَّة في التَّفكير .

لهذا أردت أن أُولي أهميَّة لهذا الموضوع وأُلقي الضّوء على الطُّرق العمليَّة للتخفيف من هذه الكركبة في توازن الجسم.وإذا استمرّ لفترة أطول مع الوقت تبدأ الأمراض المزمنة بالظهور لأن الجسم لم يعُد باستطاعته التّكيّف في حالة عدم الاتزان هذه.


قد لا يسير كل شيء في حياتنا حسب رغباتنا ولكن ما هو تحت سيطرتنا اختيارنا بين أن نكون مجرّد مفعول بهم أو فاعلين وأصحاب إرادة



عند حدوث أي أمر مزعج أو حتّى عند التّفكير في أي أمر مُقلق؛


  • مهم جدّاً أخذ نفس عميق على شكل 4 عدّات شهيق،نحبس النّفس 4 عدّات،زفير 4 عدّات.


  • إدراك نوع المشاعر والاعتراف بوجودها ولكن من دون رفضها كمشاعر وليس كأفكار.. فقد أُثبِت علميّاً أنَّه بمجرَّد وقفتي لثواني مع نفسي والإعتراف بحالتي المشاعريَّة فإنَّ ذلك له لأثر كبير على تخفيض مستويات الكورتيزول.


  • تفريغ الطَّاقة بتحويلها من كامنة تشكّلت داخل الجسم الي نوع اخر من الطَّاقة سواءً حركيّة بالقيام بأي حركة أو المشي او حتى القيام باي نوع رياضة أنواع الرياضات المختلفة أو صوتية مثل الغناء أو ترتيل القران.


  • شرب الماء ،أيضاً غسل الوجه والأطراف لتتهدئة الجسم تماما كما يتم التعامل مع ارتفاع الحرارة.


  • تهدئة الأفكار ويمكن القيام بذلك بالتّركيز على نقطة معيّنة والسماح لأي فكرى تظهر بالرّحيل مع الزّفير، او باستعمال طرق مختلفة من التّأمّل واليقظة الذّهنية والتّواجد هنا والان.


  • تفريغ المشاعر وطرقها متعددة وبنظري الكتابة هي الأفضل.


  • لقيام بشيء محبّب كهواية محببة أو الاجتماع مع ناس نحبهم ونسعد بصحبتهم .


  • العطاء بأي شكل مفضَّل لديك.


كل تلك الطُّرُق وغيرها هي ليست علاج كما أسلفتُ سابقاً،إنَّما هي فقط لتهدئة الجسم وتخفيف ضبابيّة التَّفكير حتى يتمكّن الشخص من التّفكير بمنطقيّة للتعامل مع المشكلة بطريقة صحيحة.


إقرأ المزيد من تدوينات م.بتول نعيرات

تدوينات ذات صلة