قد يرى البعض ان الاختيار بين طريقين هو امر سهل ولكن الحقيقة غير ذلك تماما....
إن الشعور بالحيرة فى اتخاذ قرار ما خاصة وان كان مصيريا لهو شعور يصعب وصفة حيث يصاب المرء بالقلق والتوتر ويصبح تائها لا يعرف ماذا يفعل فيلجأ الى من هم اكثر خبرة عنه ثم الأقربين ثم يستفتى قلبة وفى النهاية يجد نفسة تائها ما بين قرارين فكلاهما بنفس الصعوبة وكلاهما يأخذك الى طريق مختلف تماما عن الآخر وما يزيد صعوبة الأمر هو مشورة الأقربين فتجدهم ينهون كلامهم معك بجملة واحده وهى " القرار قرارك اولا واخير فأنت الذى ستكون مسئولا عنه". ووسط هذه الحيرة تتمنى لو يظهر لك شخص لينير لك الطريق ببصيص من الضوء ولكن لا شىء فكل شخص يرى من وجهة نظرة الخاصة به وحده وكما هو معروف فإن وجهات النظر تختلف من شخص لآخر ففى النهاية انت سيد قرارك. البعض يرى ان النواحى المادية هى الأهم ويليها الخبرة ثم العلاقات والبعض الآخر يرى الاستقرار ولكن فى النهاية توصلت إلى بعض الاستنتاجات :-
١ - يمينا او يسارا فوقا اوتحتا فما كان سيصيبك لم يكن ليخطئك فهى ارزاق بيد الله مقدرة ومكتوبة.
٢ - من الناحية الإيجابية فإن المفاضلة بين قرارين مهما بلغت صعوبتهما لهو نعمة من الله لا يتمتع بها الكثير من الناس فالغالبية لا يمتلكون رفاهية الاختيار.
٣ - لن ينير طريقك احد فخذ قرارك واشعل الضوء فى عتمة طريقك بنفسك ولا تنتظر احدا لفعل ذلك.
٤ - استخارة الله دائما في كل موقف يتطلب اختيارا بين طريقين لأن من المؤكد ان اختيار الله افضل من اختيار البشر.
٥ - اذا كان الاختيار صحيحا فهو توفيق من الله واذا كان خاطئا فهو تجربة لتتعلم منها تضاف اليك فى المستقبل.
إن اختياراتنا هى من تحدد مصائرنا ولكن الأهم من ذلك الإكتشاف المبكر لصحته من خطأه فكلما كان الاكتشاف فى مرحلة متقدمة وخاصة إذا كان خاطئا فسيسهل تدارك الموقف والعدول عن الإختيار وتصحيح مسارة ولكن ما يفعلة اغلبنا عند الإكتشاف المبكر هو محاولة التأقلم وهذا ما يكلف الكثير.
فى مجتمعنا ما يحدث من حالات طلاق وما يحدث بين غالبية المتزوجين هو معرفة ان الاختيار كان خاطئا منذ البداية ولكن تم إكتشافة فى وقت متأخر وهذا ادى اما الى الطلاق واما الى الاستمرار مرغمين على تحمل ما هو سيء فيما يسمى بالتأقلم على الوضع الجديد.
ما يحدث فى مجتمعنا ما هو الا عدم معرفة او الخوف من قول كلمة لا. لا لكل الظروف التى ترغمنا على فعل اشياء لا نحبها. وعلينا ان نعرف ان ما نزرعة فى بداية حياتنا سنحصدة فى النهاية سواء كان خيرا ام شرا.
إن اختيارا واحدا صحيحا مهما كان وقته متأخرا حصادة سعادة على المدى البعيد وقرار خاطىء لم يتم تداركة فى البداية نتائجه ستصبح كارثية فى المستقبل وهذا لن يؤثر علينا وحدنا فقط بل على اسرتك وعائلتك وكل المقربين منك وفى النهايه سيكون الخاسر الوحيد هو انت.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات