أهمية التدريب الإلكتروني وتوظيفه في جميع المؤسسات العاملة
يشهد العالم ثورة تكنولوجية غير مسبوقة في مجال التكلونوجيا، كما وتشهد كافة المجتمعات تغييرات سريعة في كل المجالات وعلى رأسها التدريب وأساليبه، مما يفرض على القائمين على مراكز التنمية البشرية والتدريب العمل بتلك التطورات، ورسم الخطط لدمج التقنيات الحديثة وعلى رأس أولوياتها التدريب الإلكتروني. والذي بدونه لن يستطيع العاملون في كافة مرافق المجتمع مواصلة العطاء والإستمرار بوظائفهم الإدارية بناء على المعلومات والخبرات والمعارف التي تم إكتسابها قبل دخولهم أعمالهم .فالتدريب المستمر يعمل على تغيير الفرد بهدف تنمية وتزويد كفاءته وقدرته على الإنتاج والتقدم، عن طريق تحويل المعارف والمعلومات الجديدة التي اكتسبها إلى مهارات تطبيقية. كما و يعد مجال التدريب من أهم محاور تطوير العمل إذ أنه كفيل بتزويد العاملين بالمهارات لتحسين أدائهم والرقي بالمستوى العام للجهات التي يعملون من أجلها. ومن هذا المنطلق فقد توجهت المطالب المتكررة بضرورة زيادة فاعلية برامج التدريب للعاملين، على أسس الإدارة وعلى المهارات التخصصية الأخرى التي يجب معرفتها .ومع أن هناك برامج تدريبية تنفذها بعض المؤسسات وتتفاوت في جودتها، إلا أن العمل الجماعي المنظم والمرتب يكون بلا شك أفضل وأنفع وأدوم وأحرى بإنجاز الأهداف. ولتعميم الفائدة من هذه التجارب فإنه يجب إيجاد عمل جماعي يهتم بتدريب العاملين في الجهات العامة، ويجب تحقيق أهداف تصبو إليها مراكز التدريب. لذا كان من المهم على مراكز التدريب أن ينطلقوا من المبادئ الأساسية للعملية الإدارية من تخطيط وتنظيم وتوجيه ورقابة وتغذية راجعة.ويمكن القول أن شق التدريب الإلكتروني متواجد في خطة كافة مراكز التدريب، نظراً للفائدة الكبيرة من دمج التدريب الإلكتروني في إطار ما تقدمه هذه المراكز. كما و أن انتشار أدوات ووسائل التدريب الإلكتروني في السنوات الأخيرة أجبرت تلك المراكز ببناء أحد أنواع أشكال التدريب الإلكتروني. ولكن بعد متابعة الكثير من مراكز التدريب، يلاحظ الضعف والإرتباك الواضح بسبب التحويل من التدريب التقليدي إلى التدريب الإلكتروني .كما ويتيح التدريب الإلكتروني إمكانية حصول المتدربين على المادة التدريبية في أي مكان، وفي أي زمان، كما ويمكن تحميل العديد من الكتب الإلكترونية، أو من خلال المواد السمعية أو المرئية. ويعمل أيضا التدريب الإلكتروني على مُراعاة الفروقات الفردية بين فئة وأخرى وخصوصاً للذين لا يمكنهم استيعاب المحتوى التدريبي على عكس زملائهم .لذا فإن لكل فئة من المتدربين طريقة معينة يمكن مراعاتها من خلال إدارة التدريب الإلكتروني، فعلى سبيل المثال يمكن أن تقوم إدارة المؤسسة التدريبية بتقديم مادة أكثر سهولة عن طريق power pointأو الرسومات، مع تقديم محتوى يسهل قرائتة للفئات التي يمكنها استيعاب البرامج التدريبية دون مُعضلة. كما وأن تكلفة التدريب الإلكتروني أٌقل من تكلفة التدريب التقليدي وفي ذات الوقت يتحقق الأمر المطلوب، وهو تأهيل كادر من أجل القيام بأعمالهم بالطريقة المثالية بأقل تكلفة.ويعمل أيضاً التدريب الإلكتروني على تجنيب المتدربين للمواقف المحرجة وأهمها الخوف من المحاضرين أو الخجل في بعض الأوقات، لذلك فإن التدريب الإلكتروني يعمل على تحقيق التفاعل والمشاركة بشكل فردي لتلك الفئة. ومن أهم الأمور التي تميز التدريب الإلكتروني هي تطوير مهارة المتدرب في إستخدام الحاسوب والتعامل مع الإنترنت.حسب إحصائيات جرت لعام 2011 وُجد أن في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها أكثر من 3 مليون متدرب يتدربون ويتعلمون عبر الإنترنت، وفي إحصائية أخرى أكدت أن تكلفة التعليم والتدريب الإلكتروني في 2011 ( 35.6) مليار دولار. لعل عزيزي القارئ ما يزيدك من الدهشة أكثر هو إزدياد الإنفاق على التدريب والتعليم الإلكتروني في عام 2014 ليصل إلى (56.6) مليار دولار كما وأشارت بعض التقارير لبعض الشركات والمؤسسات أن التعليم الإلكتروني يوفر ما قيمتة 50% من نفقات التدريب و50% من نفقات الوقت المخصص لتدريب و أشارت أيضاً بعض الشركات والمؤسسات أنها تقوم بتعليم موظفيها على النظام الإلكتروني وأساليبه أثناء دوامها الإداري .وكذالك يمكن تقديم العديد من الخدمات للمجتمع ومنها (ورشات عمل،دورات مجانية،جلسات ارشادية،إنشاء ونشر محتوى تعليمي هادف،عمل مجموعات تفاعلية اثرائية،نشر بعض الكتب والمقالات المتخصصة بالتدريب وغيرها..)ولعل الأمر الذي يزيد التدريب الإلكتروني قوة وجمال أنه يسمح للمتدربين باستخدام كل ما هو متاح له من وسائل مساعدة من الإنترنت وغيرها من المواقع المهمة والتعدد في أنماط التدريب المختلفة. في الختام أود أن أشير أن جميع مراكز التدريب والمؤسسات تتجه نحو التدريب الإلكتروني في ظل هذا التطور المستمر والتقدم السريع وذالك لتوفير الوقت والجهد وخاصة أن المنافسة ستزداد بين مراكز التدريب في مجال التدريب الإلكتروني ومن لا يتقدم سيجد نفسة في المؤخرة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات