تبدأ رحلة علاج الادمان على المخدرات من خلال ثلاث مراحل متداخل معها العديد من البرامج العلاجية التى تساعد في فهم طبيعة الشخص المدمن

يوجد مُعتقد سائد أنه بمجرد أن تخرج السموم من الجسم هنا انتهي العلاج من الادمان، ويمكن للمدمن أن يعيش حياته كمُتعافي طبيعي؛ وهذا المُعتقد مع الأسف غير صائب؛ فالمدمن يمر بثلاثة مراحل لينتهي من كابوس الإدمان ويبدأ حياته.


تبدأ رحلة علاج الادمان على المخدرات من خلال ثلاث مراحل متداخل معها العديد من البرامج العلاجية التى تساعد في فهم طبيعة الشخص المدمن؛ وتساعد أيضاً في التغلب على تلك المشكلة، وتبدأ تلك المراحل بما يُعرف بعلاج الأعراض الإنسحابية للمخدر، وبذلك قد أنتهى المدمن من الألم النتاج عن توقفه على المخدرات.


1. مرحلة أعراض الإنسحاب

هذه المرحلة من العلاج من الإدمان مرحلة دوائية كاملة يكون التركيز فيها علي إزالة السموم من الجسم وإعادته تنظيف الجسم مرة أخري.طيلة هذه الفترة تكون أعراض التخلص من المادة التي تم إدمانها أعراض جسمانية.وتستمر أعراض الإنسحاب للمدمن من إسبوع لعشرين يوم (ثلاث أسابيع بالتقريب) هذه المدة كافية جداً لإزالة السموم من الجسم وبعدها يستطيع المدمن الدخول للمرحلة الثانية.


2. مرحلة التأهيل النفسي للمدمن

التأهيل النفسي المرحلة الأطول بين مراحل علاج الادمان الثلاثة لأنه فيها يتم التعديل علي سلوك المدمن بشكل كامل؛ وهذه المرحلة هي الأهم في علاج الادمان كما أنها الأصعب وفي نفس الأطول كمدة بين المراحل الأخري. ما هو التأهيل النفسي للمدمن؟


أ. مرحلة التأهيل النفسي أو السلوكي:

هو عملية تعديل كاملة علي سلوك الشخص المدمن فلأول مرة من فترة طويلة جداً تصل لسنين كاملة نجعل المدمن يتعامل مع كل الضغوطات الموجودة في حياته والأشخاص المحيطين به وكذلك يكون بإمكانه التعامل مع انفعالاته مثل الغضب والحزن؛ وكل ذلك سيتم التعامل معه من دون المخدرات التي كان معتمداً عليها إعتماداً كلياً ومعتاد علي وجودها كمادة كميائية بجسده لا يمكنه الإستغناء عنها.


في الغالب تتم خطوة تأهيل المدمن داخل المستشفي أو المصحة المتخصص في علاج الادمان .يتم استخدام طرق معينة في العلاج لتدريب المدمن علي استخدام مهاراته مرة أخري لإدارة حياته؛ مثل العلاج المعرفي السلوكي وزيادة الدافعية.


ب. مرحلة العلاج المعرفي السلوكي وزيادة الدافعية:

تشمل هذه النقطة الكثير من الدروس التي يتم تعليمها للمدمن لكي يتعامل مع حياته مرة أخري بالشكل الصحيح مثل:


  1. كيفية رفض ما لا يعحبه وألا يوافق سوي علي ما سيفيده فقط؛ وبهذا يكون له شخصيته التي لا تتأثر بالمحيطين.
  2. كيف يقبل نفسه مرة أخري ويتصالح معها ويتحدث عنها دون خجل.
  3. كيف يمكنه أن يسرد آراؤه الشخصية دون خوف.
  4. كيفية التحكم في الإنفعالات وخصوصاً الغضب.

وبعد التأكد من أن المدمن أصبح مؤهل نفسياً بشكل تام ويمكنه التواصل والتحكم في الضغوطات المجتمعية يمكننا الدخول في المرحلة الثالثة.


3. مرحلة دمج المدمن مع المجتمع

دمج المدمن مع المجتمع هي الخطوة الثالثة من خطوات علاج الادمان وهي الأخيرة والتي تختبر نجاح خطوة التأهيل النفسي لأنها عبارة عن تجربة واقعية للدروس النظرية التي تعلمها المدمن عن حياته.


الدمج بالأسرة:

بالبداية يجب التحدث مع الأهل كأول مجتمع صغير موجود بجانب المدمن؛ ويجب سرد الكثير من المعلومات عن الشخصية الجديدة التي اكتسبها المدمن خلال رحلة العلاج من الادمان ؛ غير أن الأهل يجب أن يكونوا في وعي وإدراك كامل أن المريض بدأ للتو يتعرف علي الحياة؛ لأنه كان ينظر للحياة أثناء وجود المخدر في جسه نظرة مختلفة تماماً؛ ويجب أن يعتاد علي الحياة من دونها.


دمج المدمن بمجتمع إيجابي جديد:

بعدها يجب أن يتعامل هذا الشخص مع المجتمع الأكبر ويخرج للحياة وينشئ لنفسه مجتمعه الإيجابي الجديد حتي لا يعود للمجتمع السلبي القديم الذي ساعده علي الدخول في دائرة الإدمان؛ ويكون أفضل لو أن هذا المجتمع الجديد يقبل المدمن بعيوبة وسلبياته وبالتالي لا يجد المدمن حرج في التواصل أو التعامل ويجد تشجيع من المحيطين.


طبعاً علاج الادمان صعب جداً ويأخذ وقت طويل.. لكن يمكنه أن يكون هين بوجود الكثير من الأشخاص بجانب المريض وبذل جهد وعمل خطة علاجية صحيحة ويتم ذلك من خلال الفريق العلاجي المتمرس.. ليصل المدمن بالنهاية للشفاء.


المتابعة الخارجية بعد الانتهاء من مراحل علاج الإدمان لمنع الانتكاس

تعد مرحلة المتابعة بعد الانتهاء من مراحل العلاج من الادمان على المخدرات هي النقطة الأكثر أهمية في طرق علاج الإدمان ، لأنها المفتاح الحقيقي للاستمرار في التعافي من إدمان المخدرات.


ومن خلالها يتم إجراء الاستشارات النفسية وجلسات الدعم النفسي، والنفسية يعد دعم المدمن أحد أهم مراحل الدعم، والذي يجب أن يحدث بعد توقف المدمن عن تعاطي المخدرات، ومصدر هذا الدعم هو أساسًا من العائلة والأصدقاء.

ايمن كميل

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ايمن كميل

تدوينات ذات صلة