الأساتذة الجامعيون هم محترفون ومفكرون وباحثون ومحللون وفنانون وموسيقيون وكُتاب وآباء وغير ذلك؛
لذا فهم أكثر من مجرد كونهم أساتذة! فَهُم الأشخاص الذين كرسوا حياتهم لتعليم الجيل القادم.
وفقًا لذلك، يُنصح باستثمار بعض الوقت في بناء علاقة مهنية مع الأساتذة الجامعيين.
لكن ما الذي يجعل هذا الأمر غاية في الأهمية؟ وكيف يمكنك بناء علاقات مهنية قوية مع أساتذتك؟
أهمية بناء علاقات مهنية مع الأساتذة الجامعيين
تتمثل أهمية بناء العلاقات المهنية مع الأساتذة فيما يلي:
1- كلما زادت علاقتك بأستاذك زاد اهتمامك بالتعلم العميق للمادة
إذا وجدت أن لديك اهتمامًا كبيرًا في أحد المواد أو في نظرية أو دراسة معينة، وترغب في التعمق بشكل أكبر بها فعليك التواصل مع أستاذك،
سواء كان ذلك بعد المحاضرة أو عبر البريد الإلكتروني أو أثناء حوار نقاشي ذا صلة بالفكرة التي تثير اهتمامك وفضولك.
عندما يعلم الأستاذ بهذا الاهتمام والرغبة بالتعلم التي تملكها، فسيعمل على توفير المعلومات والمراجع التي تحتاجها لذلك، كما أنهم سيزودونك بأبحاثهم الشخصية في هذا الصدد.
2- قد يرى لديك الأستاذ إمكانات لا تراها بنفسك
غالبًا ما يكون لدى الأساتذة خيار لترشيح الطلبة المتميزين في مجال معين للجوائز الأكاديمية سواء كان ذلك ضمن نطاق الجامعة أو خارجها. ومن خلال بنائك لعلاقة مهنية مع أساتذك فمن المرجح أن يُرشحك أساتذتك فور توفر هذه الفرص؛ حيث أن لديهم العديد من الشبكات والعلاقات مع مزودي هذه الفرص.
وبالتالي فإن حصولك على توصية من أحد أساتذتك في هذا الخصوص سيكون أفضل طريقة لبدء حياتك المهنية.
3- سيتذكرك أستاذك دائمًا
إذا كنت لا تبذل جهدًا للتواصل مع أساتذتك فمن المرجح أن ينسوك، وعندما يكون الأستاذ بالكاد يتذكر وجهك لن يُرشحك كطالب متميز ذا إمكانيات عندما تُتاح الفُرص.
ولكي لا يتم نسيانك، يحتاج الأساتذة إلى رؤية مجهود أكبر من مجرد إحراز العلامات العالية وتسليم المهام.
4- النصح والإرشاد
يعد الأساتذة أفضل سلاح سري للطالب؛ إذ يمكنهم إفشاء العديد من المعلومات المهنية التي تساعد على الدخول إلى سوق العمل. وبالتالي من خلال بنائك لعلاقة قوية مع أساتذك ستحصل على التوجيه المفيد والنصح والإرشاد سواء على الصعيد المهني أو الشخصي.
5- يتسنى لك التعرف على شخصيات أساتذك
يمكنك رؤية جانب آخر من شخصية أستاذك عندما تربطك به علاقة مهنية بعيدًا عن الجانب الأكاديمي؛ حيث أن لدى جميع الأساتذة جانب يرغب بمساعدة الطلاب المتميزين الذي لديهم اهتمامات تشبه اهتماماتهم.
6- سيكون الفصل الدراسي أكثر متعة
لا يوجد أسوأ من المحاضرات المملة؛ فعندما لا يقدم الطلاب مداخلاتهم في المحاضرة أو يشاركون في النقاش أو يطرحون أسئلتهم ستتحول المحاضرة إلى درس تلقيني.
لذا، لتجنب ذلك احرص على التركيز في محاضراتك والمشاركة في النقاشات لأن ذلك من شأنه أن يجعل المحاضرات أكثر متعة، كما ستكسب استحسان الأساتذة وتقديرهم وتُقوي علاقتك بهم.
7- الأساتذة يسعدون بمساعدتك
إذا لاحظ الأستاذ في طالب ما دافعًا حقيقيًا للتعلم، فسيكون سعيدًا جدًا لمساعدة هذا الطالب عند الحاجة؛ فالأساتذة يرغبون في رؤية الدافع والمشاركة وبذل الجهد لفهم المحتوى المطروح، وهذه الصفة غير مصطنعة لدى الطلاب المميزين، كما أن الأساتذة يستطيعون معرفة وتمييز ما إذا كانت جهودك حقيقية.
8- طرح الأسئلة المهنية وتكوين العلاقات المهنية مع أصحاب العمل
كثير من الطلاب لا يعلمون ما عليهم فعله بعد التخرج. لكن عند بنائك لعلاقة مهنية مع أساتذتك سيكون بإمكانك طرح الأسئلة المتعلقة بالوظيفة بعد التخرج، إذ أنهم سيكونون على استعداد لتقديم جميع المعلومات التي ستفيدك بحيث يصبح لديك صورة واضحة عن مسارك المهني، بالإضافة إلى ربطك مع بعض أصحاب العمل إن كان ذلك ممكنًا.
9- يعد الأساتذة مرجعًا كبيرًا
أحد أهم جوانب العلاقة بين الأستاذ والطالب هو أن الأساتذة مرجع ممتاز عندما يحتاج الطالب إلى رسالة توصية أو مرجع مهني أو مرجع تعليمي. لكن إذا لم يبذل الطلاب جهدًا لبناء علاقة مهنية مع الأستاذ فقد يرفض الأستاذ هذا الطلب.
من المهم أن يكون لديك مرجع من أحد اساتذتك؛ حيث يعد الأستاذ الجامعي من أحد الجامعات المعتمدة أحد أكثر المصادر احترافية،
سواء كان الطلاب يتقدمون إلى كلية الدراسات العليا أو جامعة خارجية أو منصب محتمل في مجالهم.
كيف تبني علاقة مهنية مع أساتذتك؟
في ما يلي بعض النصائح التي من شأنها مساعدتك في تنمية علاقة إيجابية مع أعضاء هيئة التدريس في جامعتك:
1- اجلس في الصفوف الأمامية
سوف يجعلك الجلوس في الصفوف الأمامية أكثر وضوحًا، كما سيُساعد أساتذتك في التعرف عليك؛ حيث أنها إشارة على أن الطالب مهتم بما يُطرح في المحاضرة، وهو أمر يحبه جميع الأساتذة.
2- شارك باستمرار
إن المشاركة النشطة في نقاشات المحاضرات تُظهر مدى فهمك لمحتوى المادة، وبالتالي يُساعد أساتذتك على التعرف عليك بشكل أفضل.
3- اسأل الأسئلة عند وجود نقاط غير مفهومة
غالبًا ما يشعر العديد من الطلاب بالخوف من القيام بذلك لأنهم يعتقدون أن كل شخص في المحاضرة يفهم الأشياء بشكل أفضل منهم. لكن في الحقيقة الجميع ينتظر أن يُطرح السؤال. وبالتالي فإن طرح الأسئلة يتيح للأستاذ معرفة أنك منتبه وتعمل بجد لفهم المادة.
4- استخدم الساعات المكتبية
إنها فرصتك للحصول على توضيح للأفكار والقضايا التي لا تفهمها كما أنها فرصة لبناء علاقة متواصلة معهم.
5- كن مبادرًا إذا واجهت مشاكل أثناء الفصل الدراسي
إذا راكمت مشاكلك إلى نهاية الفصل الدراسي عند تفويتك لأحد الواجبات أو الاختبارات فلن يستطيع الأستاذ مساعدتك. فقد يؤدي تفويت الاختبارات دون
التواصل مع الأساتذة مسبقًا إلى جعل دوافعك تبدو موضع شك. لذا إذا كنت تعاني من مرض طويل الأمد أو ظروف شخصية أخرى تواصل مع أستاذك مسبقًا ليستطيع مساعدتك.
إن تنمية علاقات جيدة مع أعضاء هيئة التدريس يمكن أن يُحدث فرقًا هائلًا في تجربتك الجامعية بأكملها. فقد يتطور لديك اهتمام جديد عن
طريق أستاذك مثًلًا، أو قد يصبح لديك فكرة واضحة عن مسارك المهني وما إلى ذلك.
حتى وإن اتبعت النصائح ولم تُفلح في تكوين هذا النوع من العلاقة مع أستاذك، فستستمتع بلا شك بشكل أكبر بالفصل الدراسي، كما أنك ستُحسن أداءك وعلاماتك في المادة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
نعم هذا صحيح فعلا عن تجربتي الشخصية مع أساتذتي في الجامعة.