هناك اعتقاد سائد بأن العلامات العالية تعد الطريقة المثلى للحصول على وظائف بأجور عالية في المستقبل،

مما يجعل الطلاب يركزون بشكل كبير على تحصيل العلامات العالية وإهمال الجوانب الأخرى من الحياة الجامعية.

فهل تعد العلامات فعلًا مقياسًا لذلك؟


في الحقيقة يعد هذا الأمر صحيحًا في بعض الحالات، فبعض الشركات تحرص على توظيف أوائل الدفعات والأشخاص الحاصلين على تقدير ممتاز في الجامعة،

لكن بعض الحلات لا تجعل الأمر قاعدة عامة، أليس كذلك؟




ما أهمية التقييم باستخدام العلامات؟


تعد العلامات طريقة عملية في قياس ما إذا كان الطالب قد تعلم المحتوى المطروح في المنهاج. وتكمن أهميتها في كل من المدرسة والجامعة في ما يلي:


العلامات العالية في المدرسة مهمة للحصول على تخصص جيد في جامعة جيدة.


العلامات العالية في الجامعة مهمة لدى الشركات الانتقائية التي تستخدم العلامات الجامعية كمعيار في اختيار المرشحين للحصول على منصب ما،

حيث أنها الطريقة الأسهل بالنسبة لهم للاختيار من بين آلاف المتقدمين للوظيفة.



ما هو النجاح؟


في البداية يجدر الحديث عن النجاح حتى تتضح فكرة ما يحاول الأشخاص قياسه باستخدام العلامات.


يعد النجاح مسعًى شخصيًا يختلف من شخص إلى آخر، وبالتالي فهو لا يمتلك تعريفًا محددًا. إنه بشكل عام متعلق بما يأمل الشخص تحقيقه ليشعر بالرضى الشخصي.


لكن إذا أردت تعريف النجاح بالنسبة لك عليك أن تسأل نفسك: ماذا تريد من الحياة؟ وكيف سيبدو النجاح بالنسبة لك؟ وهل تحقيقك للشيء الذي ترغب به مرتبط بحصولك على العلامات العالية؟


إجابتك لهذه الأسئلة هي التي ستحدد ما إذا كانت العلامات مهمة أو مقياسًا.


لكن ماذا إذا لم تكن العلامات هي الشيء الذي يساعدك على تحقيق النجاح الذي ترغب به؟ هل ستُعتبر فاشلًا؟




هل العلامات المقياس الوحيد للنجاح؟


تقوم الاختبارات بقياس فعالية ذاكرة الطالب وقدرته على حفظ المعلومات بشكل صحيح، لكن القدرة على حفظ المعلومات ليست كافية لبناء المسيرة المهنية.


فالنجاح الوظيفي نادرًا ما يكون متعلقًا بإيجاد الإجابة الصحيحة للسؤال، بل هو متعلق بإيجاد الحل المناسب لمشكلة معينة، وإن القدرة على حل المشاكل يتطلب مهارات أخرى أكثر من حفظ المعلومات وتذكرها.


لذا فهناك العديد من المقاييس الأخرى التي يبحث عنها أصحاب العمل في المرشحين للوظائف، وهي أمور لا يمكن قياسها باستخدام الاختبارات. وتشمل هذه المقاييس:


  • التفكير الناقد


  • الإبداع


  • التعاون


  • حب الاستطلاع


  • الاحترام واللطف


  • الذكاء الاجتماعي والعاطفي

  • الأمانة


  • الانفتاح


  • المبادرة


  • وغيرها من المهارات الشخصية.





لكن لا يعني مجرد حصولك على علامات منخفضة أو معدل تراكمي منخفض أنك لست طالبًا مجتهدًا، أو أنك لا يمكن أن تحقق النجاح في حياتك. وفي كلتا الحالتين لا

تعد العلامات مؤشرًا دقيقًا على ذكائك أو أدائك.


يمكن أن تتيح لك العلامات العالية فرصًا جديدة وجيدة، لكن عليك أن تضع في اعتبارك أن أصحاب العمل يبحثون أيضًا عن المهارات والصفات التي لا يمكن قياسها

بالاختبارات؛ لذا تأكد من أنك لا تعتمد فقط على تحصيل معدل تراكمي مرتفع لتحصل على وظيفة.





بعض الدراسات التي تنفي كون العلامات مقياسًا للنجاح


أظهرت دراسة أن 41% من أصحاب الملايين العصاميين هم من الطلاب ذوي العلامات الجيدة، وأن 29% منهم كانوا من الطلاب ذوي العلامات المتوسطة وأن 21% منهم كانوا

من الطلاب ذوي العلامات الممتازة.


لذا كما تلاحظ فإن الأشخاص الأكثر نجاحًا لم يكونوا بالضرورة من الطلاب ذوي العلامات الممتازة، فالعلامات لا تحدد من تكون وكيف تكون ناجحًا.





لتحقيق شيء ناجح عليك العمل بجد من أجله؛ حيث أنك ستمر بالعديد من العقبات التي عليك تخطيها بالاجتهاد والإصرار وبمساعدة المهارات الشخصية التي تعمل على تنميتها والتي ورد ذكرها سابقًا.


الأشخاص الناجحون يسعون للتعلم والحصول على المعارف الجديدة باستمرار. وإن مجرد حصولك على علامات متوسطة أو متدنية لا يعني بالضرورة أنك لن تكون قادرًا على تحقيق النجاح.





من المؤكد أن الأشخاص الذين يسعون للنجاح لن يقفوا مكتوفي الأيدي لمجرد حصولهم على علامات متدنية، فهم يفكرون خارج الصندوق من أجل الحصول على ما يريدون.


فعلى سبيل المثال ترك ستيف جوبز الكلية لكنه أصبح رائد أعمال ناجحًا وكان أحد مؤسسي شركة آبل (Apple Incorporated). كذلك بيل جيتس الذي ترك الدراسة من أجل السعي وراء شغفه وتحقيق النجاح.





كما تلاحظ فإن العلامات لم تكن تعني شيئًا لهؤلاء الأشخاص، فالتفكير خارج الصندوق وحل المشكلات والذكاء العاطفي أمور لا تستطيع قياسها بالامتحانات والعلامات.


لذا إذا لم يكن الطلاب مهتمين بشأن نتائج الامتحانات أو بشأن أدائهم الأكاديمي فهذا لا يعني أنهم يفتقرون إلى المهارات الأخرى أو أنهم غير طموحين، كل ما في الأمر أن كل شخص يختار طريقًا مختلفًا للنجاح.





نصيحة


عليك التفكير في الطريق الذي ترغب أن تسلكه بعد الجامعة، لذا حاول الموازنة بين أدائك الأكاديمي وبين وأدائك في تحسين جوانب المهارات الشخصية

والاجتماعية لديك، فعندما تتقدم في طلب للتوظيف لن تقدم علاماتك فحسب، بل ستقدم مهاراتك التي اكتسبتها خلال سنوات دراستك.


لذا لا تدع هاجس الحصول على العلامات العالية يمنعك من التركيز على تطوير مهاراتك الأخرى.





العلامات مجرد رقم، وإن أصحاب العمل يعرفون هذه الحقيقة، كما أنها ليست المقياس الوحيد للنجاح أو للحصول على ما تريد، إنها أحد المقاييس التي تساعد في الحصول على فرص جديدة لكنك بحاجة إلى تطوير مهاراتك الشخصية والاجتماعية لتزيد من فرصك في تحقيق ما تريد.




صافي

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صافي

تدوينات ذات صلة