ولابد من دمج مفهوم إعادة التدوير في كافة المشاريع الصناعية والقومية وإدراجها ضمن الخطط الوطنية لمحاربة التغير المناخي .
إعادة التدوير حل استراتيجي للحد من التغيرات المناخية
بقلم: هبه المُصطفى
العالم ينتج ما يقدّر ب 2.1 مليار طن من النفايات وبحسب مركز دراسات المخاطر و16% فقط هو ما يُعاد تدوير
إن ثقافة الاستهلاك البشري الذي يعتمد على الاستخدام لمره واحده خلق أزمة بشريّة ليست جديدة وإنّما هي تتزايد بمرور السنين وتراكمت بشكل استوجب على الجميع البحث عن حلول للتخفيف منها. النفايات سببت أزمة عالمية نتيجة زيادة عدد سكان الأرض وطبيعة الاستهلاك البشري المستمر هذا يعني إنتاجاً أكبر للنفايات، واستنزافاً للموارد الطبيعة. ومن هنا كان لا بد من وجود حل يكون مستعدا لمحاربة هذه المشاكل وبالتالي فإن إعادة التدوير بالتزامن مع الإدارة المستدامة هي الحل الأمثل من أجل تخفيف عبء هذه النفايات .
إعادة التدير عملية ذات قيمة وتُعَد واحدة من أهم عمليات الاستثمار البيئي و تحسين الوضع الاقتصادي، وتعد من أسهل العمليات الصديقة للمناخ التي يمكن لجميع الأفراد القيام بها على اختلاف أعمارهم ووظائفهم . مجتمعاتهم بحيث تشكل حجر الأساس لمعالجة أكبر القضايا البيئية التي يعاني منها كوكب الأرض.
يقول آدم مينتر، مؤلف كتاب «رحلة في مليارات تجارة النفايات» والخبير في تجارة إعادة التدوير الدولية: "كلما استعملنا موارد متجددة أو موارد ثانوية يكون هنالك انبعاثات كربونية أقل مما لو كنا نستخدم موارد أولية".
وبالتقرير الذي أصدرته مجموعة Project Drawdownوهي إحدى الشركات الغير ربحية التي تقدم اقتراحات الحلول المناخية عن طريق إجراء الدراسات والبحوث العلمية أوصت بعملية إعادة التدوير كواحدة من الحلول التي يمكن اتباعها للحد من التغيرات المناخية والتقليل من الانبعاثات. والقائمة السنوية التي تصدرها المجموعة تنبثق من العوامل الرئيسية المؤثرة في التغير المناخي والحلول تأتي على شكل استراتيجيات يمكن تطبيقها للوصول إلى حلول فعلية .
إعادة التدوير بمفهومها العام عملية تستخدم فيها مواد من النفايات اليومية يتم تحويلها إلى منتجات جديدة قابلة للاستخدام مرة أخرى ،كما تساعد على خفض استخدام الطاقة وتقليل استخدام المواد الخام ،والحد من التلوث بأنواعه وتقليل انبعاثات الغازات الدفيئة وتنطوي عملية إعادة التدوير على فصل النفايات بعد عمليات التجميع والمعالجة ثم يليها عمليات الفرز وإعادة التصنيع باستخدام تقنيات تحويل النفايات إلى منتجات من المكونات الخام التي صُنع منها كل نوع من أنواع النفايات الذي دخل دائرة إعادة التدوير وتشمل النفايات التي يمكن إعادة تدويرها المنتجات البلاستيكية ، الورق والكرتون والعلب والزجاجية والعلب المعدنية، إضافة إلى المنسوجات والإطارات والإلكترونيات وغيرها الكثير. وقال مختصون من جامعة أوسلو في العاصمة النرويجية إن إعادة تصنيع النفايات يعتبر الحل الأمثل للتخلص وإعادة استخدام من النفايات ويساهم في تقليل آثارها البيئة السلبية ويعود بالنفع الاقتصادي عند توفر الخطط الاستراتيجية الواضحة ورأس المال والتكنولوجيا والأيدي العاملة المدربة والطرق التي يمكن اتباعها.
ومن فوائد إعادة التدوير تقليل النفايات المتراكمة وتحويلها بشكل أقل ضرراً على البيئة، المساهمة في الحد من الانبعاثات والحد من التغير المناخي المشاركة في حل المشاكل البيئية خلق فرص استثمارية ووظائف، وتقليل التكاليف الإنتاجية لإنتاج بعض المنتجات البديلة مكان المنتجات الخام .إن عملية إعادة التدوير من أهم البرامج التي يمكن تطبيقها للوصول إلى مجتمعات خضراء ، ولابد من دمج مفهوم إعادة التدوير في كافة المشاريع الصناعية والقومية وإدراجها ضمن الخطط الوطنية لمحاربة التغير المناخي ليتم استثمارها وتطبيقها بأفضل صورة ممكنة ليتم تحقيق أهدافها المنشودة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
مقال رائع