الرباط الأكثر تأثرا بالحرب الروسية الأوكرانية بسبب ضعف الإمدادات

تتوقع وزارة الزراعة المغربية حصاد 3.2 مليون طن من حبوب القمح في 2022، بانخفاض 69% عن العام الماضي، بسبب الآثار السلبية للتغيرات المناخية والجفاف وفقا لوكالة أنباء رويترز.

وأوضحت وزارة الزراعة المغربية في بيان رسمي أن محصول القمح اللين سيبلغ 1.76 مليون طن، والصلب سيبلغ 0.75 مليون طن، والشعير 0.69 مليون طن، وهو ما يعد انخفاضا كبيرا في الإنتاجية بسبب تأثير التغيرات المناخية الحادة.


يأتي ذلك بينما حذر مدير برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة في ألمانيا من أن ملايين الأطنان من الحبوب عالقة في أوكرانيا، بسبب إغلاق الموانئ البحرية جراء الحرب الروسية الأوكرانية، فيما قال مارتن فريك إن حوالي 4.5 مليون طن من الحبوب في حاويات في الموانئ الأوكرانية، لا يمكن نقلها بسبب الطرق البحرية غير الآمنة أو المحتلة، والتي تم وضع ألغام في بعضها، وكذلك الموانئ التي يتعذر الوصول إليها.


ووفقا لتقارير منظمة الأغذية والزراعة، يعتمد العديد من البلدان، في شمال إفريقيا على وجه الخصوص، على قمح منخفض التكلفة من أوكرانيا، لتوفير الغذاء الأساسي حيث تعتبر أوكرانيا واحدة من أكبر منتجي القمح في العالم.


وتعد أوكرانيا منتجًا رئيسيًا للذرة. وتم حصاد حوالي 30 مليون طن من الذرة وحوالي 25 مليون طن من القمح في البلاد في العام 2020، وفقًا للأمم المتحدة.


دراسة أمريكية

هذا الانخفاض متوقع، ولكنه سريع إلى حد ما، وكانت دراسة أمريكية قد كشفت أن التغيرات في المناخ ستترك تأثيرات مستقبلية على غلة المحاصيل، وذلك وفق دراسة نشرتها دورية "نيتشر فوود".

ومن خلال الجمع بين مجموعة من التغيرات المناخية الجديدة ومختلف نماذج المحاصيل الحديثة، أنشأ فريق الباحثين أكبر مجموعة من توقعات الغلة المستقبلية حتى اليوم.

ووجد الفريق تغييرات كبيرة بالفعل في المستقبل القريب جدًا، وعبر مناطق سلة الغذاء الأكثر أهمية، فالذرة التي تزرع في مجموعة واسعة من خطوط العرض، بما في ذلك البلدان شبه الاستوائية والبلدان الاستوائية حيث تكون درجة الحرارة المرتفعة أكثر ضررًا مما هي عليه في مناطق خطوط العرض العليا الأكثر برودة، وجد الباحثون أنه من المحتمل أن تشهد أمريكا الشمالية والوسطى وغرب إفريقيا ووسط وشرق آسيا انخفاضًا في غلة الذرة بأكثر من 20% في السنوات القادمة.

وحسب الدراسة، فالقمح، الذي ينمو بشكل أفضل في المناخات المعتدلة، قد يشهد بدوره زيادة الإنتاجية في مناطق النمو الحالية في ظل تغير المناخ، بما في ذلك مناطق في شمال الولايات المتحدة وكندا والصين.

ويرجع الباحثون ذلك، إلى أن درجة الحرارة ليست العامل الوحيد ذي الصلة بغلة المحاصيل في المستقبل، فالمستويات المرتفعة من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي لها تأثير إيجابي على نمو المحاصيل، خاصة بالنسبة للقمح.

ويقول كريستوف مولر، مؤلف مشارك بالدراسة، في معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ: "مكاسب القمح في شمال الكرة الأرضية لا تعوض خسائر الذرة في الجنوب العالمي، فغالبًا ما تفتقر البلدان الفقيرة، وبالطبع المزارعون أصحاب الحيازات الصغيرة المتأثرون، إلى وسائل شراء الغذاء من السوق العالمية، وبالتالي يمكن أن يصبح التغيير الأساسي المتوقع في أنماط الإنتاج الزراعي في بعض المناطق خطرًا على الأمن الغذائي، بينما يربح البعض الآخر".

ومن جانبه، يقول الباحث الرئيسي بالدراسة جوناس يجيرماير، وهو مصمم نماذج المحاصيل وعالم المناخ في معهد جودارد لدراسات الفضاء التابع لناسا: "نرى أن الظروف المناخية الجديدة تدفع غلة المحاصيل خارج نطاقها الطبيعي في المزيد والمزيد من المناطق، وتؤدي انبعاثات غازات الدفيئة من صنع الإنسان إلى ارتفاع درجات الحرارة، وتحولات في أنماط هطول الأمطار، والمزيد من ثاني أكسيد الكربون في الهواء، وهذا يؤثر على نمو المحاصيل".

وأضاف: "وجدنا أن ظهور إشارة تغير المناخ- الوقت الذي تصبح فيه السنوات غير العادية هي القاعدة- سيحدث في غضون العقد القادم أو بعد فترة وجيزة في العديد من مناطق سلة الخبز الرئيسية على مستوى العالم".

ويشير إلى أن هذا يعني أن المزارعين بحاجة إلى التكيف بشكل أسرع، على سبيل المثال عن طريق تغيير مواعيد الزراعة أو استخدام أنواع مختلفة من المحاصيل، لتجنب الخسائر الفادحة، ولكن أيضًا لتحقيق مكاسب في مناطق خطوط العرض العليا.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. طارق قابيل

تدوينات ذات صلة