ليس النجاح مجرد قصة تروى ...انما ملحمة تعاش وانت من يحدد النهاية!
تتجافى همومك منذ أول لحظة حماس، يدب النشاط في قلبك وينتفض جسدك من هول الطاقة التي اكتسبتها، ولا ترى أمام عينيك سوى النصر والغنيمة، تبدأ الأحلام الوردية تداعب مخيلتك لتصل لشعور يؤكد لك أنك أقبضت بيديك زمام الأمور، ثم مع أول عثرة أو حفرة تقف أمامك تجد أن كل ما بنيته يؤول إلى السقوط ، فيتحول الحماس الى خيبة أمل لتسقط ضحيتها أحلامك و نجاحاتك.
ليس النجاح بسيطاً لدرجة أن تصل إليه في لحظة، وليس معقداً لدرجة جعلك تتردى من الأعالي في لحظة فشل أو انكسار،لكنه يحتاج إلى قوة و رباطة جأش ليتحول إلى ملحمة تخوضها في سبيل تحقيق احلامك وآمالك.
لا يمكن للأنسان أن يصارع عتمة الليل إلا بالإضاءة، ولا يمكن للبحار أن يهتدي في ظلمات البحر إلا بالمنارة، وكذلك أنت لا يمكنك أن تسير في طريق النجاح بدون ومضة من العلم والتخطيط لتهديك في طريقك، وإن الجهل عالأرجح هو ما يجعل الإنسان يقف عند نقطة الصفر متمسكاً بخيبته وآلامه، فهو يجهل الطرق التي تنقل أحلامه من حيز الخيال إلى حيز الواقع، والأهم من ذلك أنه يجهل ما ينتظره في تلك الطرق من عقبات وعتبات، لذلك فإن علمك وتخطيطك المسبق بما ستجابهه يجعل صمودك من أجل النجاح أقوى و أعظم.
أكبر معركة ستخوضها في ملحمتك هي معركة التغيير، ستتفتح مداركك وتُنار بصيرتك لتكتشف في لحظة حقيقة أنك ستواجه نفسك، ولا شيء سواها!
تبني لك نفسك خلال حياتك محيطاً كبيراً توجِدُ فيه عاداتٍ وأشخاصاً و أشياءً أيضاً، ثم توهمك أن مكوثك في هذا المحيط يبقيك في حيز الأمان و أن اجتيازه إلى غيره سيؤدي بك إلى المجهول غير المقبول، إن إدراكك لهذا هو أول خطوة في سبيل التغيير، والخطوة الثانيه هي تحريك فضولك لاكتشاف هذا السبيل، اسمح لنفسك أن تخرج من قوقعة الخوف، تسلح بالجرأة و الشجاعة وكن مستعداً للتضحية، مع أول خطوة جريئة تخطوها خارج محيط الأمان الوهمي، سيرتعش جسدك ويتملّكك الخوف، لا بأس إن عدت إلى حيث كنت لكن لا تجعل لليأس مكاناً في قلبك، حاول مرة أخرى ولكن تمسك بالإيمان والعزم أكثر، سيراودك الخوف من جديد لكنك ستصبح منيعاً الآن، اقطع شوطاً كبيراً ولا تتوقف ابداً، لا تفقد الأمل إن فاضت عيناك،تذكر أنك التجأت للبكاء لحظة خروجك من رحم أمك حيث كانت المرّة الأولى التي تتجرع بها ألم التغيير، التجأت إليه يومها للبقاء على قيد الحياة، أما الآن فأنت تلتجئ إليه للخروج نحو الحرية، فبعد استنشاقك عبقها و ثباتك على خطوتك، ستدرك أنك اجتزت معظم المسافة و أن الأمر لم يتطلب سوى خطوة جريئة.
اليأس ذريعة الضعفاء، و إلقاء اللوم على الحياة و على الظروف الخارجية ما هي إلا خزعبلات تحيطك بها نفسك لتعيدك الى محيط الأوهام، فلا يمكن للإنسان أن يحيى بلا أمل يرافقه أينما حلّ و ارتحل، فالأمل مركب عجيب يحول دون تعرضك لأمواج اليأس والإحباط العاتية، إن تمسكت به نجوت، وإن تركته جعلت من غرقك في بحر الفشل أمرا محتوماً.
ان ملاحم النجاح تحمل في ثناياها أسساً ثابتة لا تتغير مع تغير الأحداث والأهداف، و من أهمها معادلة النصر والتي تتطلب التضحية كعامل أساسي لإتزان المعادلة، فعندما تبدأ الصعاب بالنهش من أجسادنا ندرك أننا قد نضجنا كفاية لتقديمالتضحيات، فالتضحية بأوقات مرحك أو أوقات أصدقائك أو حتى تخليك عن علاقاتك سيتعبك بادئ الامر، ستتجرع مرارةالفقدان، لكن وكما تقتضي المعادلة فإنك ستتذوق حلاوة النصر يوما ما، فتسقط هذه التضحيات من نفسك كأنها لم تكن.
إن سقطت معداتك و تكسرت مجاديفك، وبقيت في وسط الساحة بيديك العاريتين بلا حيلة ولا حتى فرصة أخيرة، اعلم أنما تبقى لديك هو الإيمان، إحاطة نفسك بالإيمان يشرح صدرك و يزيل شِباك الظلام التي التفت حول أضلاعك وخيمت على قلبك، الإيمان بأن الله لن يتركك وحيداً ما دمت في رعايته، ثم الإيمان بنفسك الجديدة والتي عاهدتك على تحقيق الحلم مهماعظم الألم.
ليس بالضرورة أن تكون بطل قصّة في نظر العالم، قد تكون الرجل الوطواط الذي يسير بين عامّة الشعب، أو الجندي المجهول الذي يستيقظ صباحاً لإحضار الخبز للإفطار، لذلك لا تتعامل مع نجاحك على انه قصة تروى بين سائر الأقطار،إنما ملحمة تعيشها دون سائر العباد تاركة خلفها الكثير من الآلام والأوجاع التي لا يمحوها انقضاء الدهر في نفسك، فالحياةملحمة، والنجاح ملحمة، وبطلها من يجعل من الألم أملاً، ومن الإنكسار فرصةً لكتابة النهاية الأعظم.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات