نتفق أو لا نتفق في المنهجية، تظل المبيعات هي المقياس الأكثر تأثيرًا في رحلة نشاطك التجاري على الويب. المبيعات لا تمثل فقط مقياس النجاح لمشروعك، ولكنها كذلك التدفقات التي ستدعم مشروعك، وتساعده على الاستمرار.
السؤال الآن: ما هو المحتوى الذي يمكنني كتابته، وتحقيق زيارات ضخمة Traffic، فتح صفقات Deals، وتحقيق مبيعات Sales؟
قبل الحديث عن المحتوى، وطريقة كتابة المقال الذي لا يُقاوم، دعنا نسألك هذا السؤال: هل مدونة موقعك حديثة النشأة أم قديمة؟
لو افترضنا أن مدونة موقعك قديمة، فمن المفترض أن تحقق زيارات ضخمة الآن، وتحصل على اشتراكات، ومبيعات، ومن ثم لن تحتاج إلى قراءة هذا المقال! أما إذا كنت مازلت في البدايات – وهذا ما أظنه – وكنت تظن أنك ستحصل آلاف الزيارات من المحتوى الذي تكتبه في مدونتك، فاسمح لي أخبرك أنك: مخطئ!
المحتوى الذي تنشره في مدونتك – وأنت لست بعد على دراية بعالم التسويق بالمحتوى Content Marketing – لن يحقق لك أي نتائج تُذكر. أنت لا يعرفك أحد بعد يا صديقي، فكيف تظن أنك – بمجرد نشر قطعة محتوى قوية – ستتمكن من جذب آلاف الزيارات، والصفقات، والعملاء إلى مشروعك .. الأمر أعقد من ذلك قليلاً. كيف إذًا يمكن تحقيق هذا الهدف؟
حسنًا .. ضع في ذهنك أن أفضل قطعة محتوى، تحقق لك زيارات ومبيعات، هي تلك القطعة التي لن تكتبها في موقعك .. على الإطلاق! وإنما في مواقع الآخرين.
ابحث عن منصة النشر المناسبة للمحتوى الذي تقدم
ربما تشعر بالدهشة في البداية، ولكن التحليل المنطقي يخبرك بأن هذا هو المسار المنطقي الذي به ستحقق أعلى شهرة في أقصر وقت. المواقع الأخرى – المقصودة – تنقسم إلى نوعين:
- النوع الأول: وهو يمثل المدونة المتخصصة التي تحظى بعدد ضخم للغاية من الزوار، ومعروفة بشهرتها في صناعتك. من الممكن أن تعتبرها المجتمع غير الرسمي لهذه الصناعة. غالبًا ستجد مدونة واحدة أو اثنين من هذا النوع في صناعتك بشكل عام. على سبيل المثال: إذا كانت شركتك تقدم خدمات البرمجة، فلعله من المفضل أن تنشر مقالك في أكاديمية حسوب، أو عالم التقنية، والاستفادة بحجم الزوار الضخم الموجود بالفعل في مثل هذه المواقع.
- النوع الثاني: وهو مدونة تحظى بعدد أقل قليلاً من الزوار عن النوع الأول، ولكن معدلات التفاعل بها أعلى بكثير من مثيلاتها. يحدث هذا التفاعل في الأساس بسبب قلة عدد الزوار، وإمكانية الرد على هذا العدد القليل، وصنع مجتمع نقاشي ثري. واستمرارًا لنفس المثال السابق: ربما يكون موقع عالم البرمجة أو برمج.كوم مناسب لهذه المرحلة.
تبدأ الرحلة عادة من المدونات من النوع الثاني حتى تحصل في البداية على عدد معتبر من الزوار. ثم عندما يتكرر الأمر، مع أكثر من موقع، وتحصل على ترتيب Rank معتبر في نتائج البحث، يمكنك الانتقال حينذاك إلى النوع الأول بكل ثقة، هذا إن لم يتحرك هو إليك أولاً.
حسنًا .. لتكن مستعدًا إذًا لهذه اللحظة. هذا لن يتأتى إلا بكتابة قطعة محتوى مرتفعة الجودة تحقق هذا الغرض بكفاءة واقتدار. الخطوات السبع التالية تأخذ بيدك، لتجعل الطريق الطويل مختصرًا.
الخطوة الأولى: مرحلة البحث عن الموضوع
عندما يأتي الحديث عن كتابة المحتوى، تقع الشركات الناشئة في هذه المعضلة دائمًا: عرض المحتوى الذي يرغب فيه الزوار.
أداة حديثة مثل باز سومو Buzzsumo تسمح لك بمعرفة قطعة المحتوى الأكثر شهرة على الشبكات الاجتماعية من خلال الكلمة المفتاحية فقط. بالطبع ستختار الكلمات المفتاحية المتوافقة مع الصناعة التي تنتمي إليها. فلو قمت بالدخول على الموقع وكتابة مصطلح "التسويق بالمحتوى" على سبيل المثال سيظهر لك العديد من النتائج المرتبة تصاعديًا كأفضل قطعة محتوى عن مجال "التسويق بالمحتوى" تم مشاركتها عبر الشبكات الاجتماعية.
إلى هنا وتبدو القصة بسيطة، ولكن الخطوة الأهم هي الخطوة التالية: التأكد من أن هذه هي أفضل قطعة محتوى على الويب تتحدث عن هذا الموضوع، كذلك.
خُذ المصطلح كما هو – التسويق بالمحتوى – وانطلق إلى صفحة جوجل الرئيسية وضعه هناك، ثم انقر على زر البحث.
النتائج المعروضة في محرك بحث جوجل، تخبرك بأمر مختلف. ستجد أن النتيجة الأولى تنتمي إلى ويكيبيديا، يليها بعض المواقع الأخرى حتى النتيجة الخامسة، حيث هدفنا. أي أن جوجل لا يعترف بما تعترف به الشبكات الاجتماعية ضمنيًا، وأن الأمر في الواقع يتطلب بذل المزيد من الجهد. لاحظ أن الزائر القادم من محركات البحث هو الأكثر قوة والمطلوب دائمًا، على عكس الزائر القادم من الشبكات الاجتماعية، حيث التأثير المحدود المؤقت بزمن عرض المنشور فقط.
إذًا، الخطوة الأولى لديك الآن هي البحث، ومعرفة من هو الأقوى على كلا من الشبكات الاجتماعية ومحرك بحث جوجل، وقد تم هذا الآن .. هنيئًا لك. لننتقل للخطوة الثانية.
الخطوة الثانية: دراسة المنافسين
دراسة أفضل العينات المعروضة على كلا من الشبكات الاجتماعية، ومحرك بحث جوجل، هي الخطوة الرئيسية التي ستأخذ بيدك نحو قطعة المحتوى التي ستحتل مكانها يومًا بين النتائج المعروضة أمام عينيك.
عُد إلى قائمة النتائج المعروضة في صفحة برنامج Buzzsumo، وقم بنسخ أول 5 نتائج عن الموضوع المطلوب كتابة مقال عنه. افعل نفس الشيء مع محرك بحث جوجل.
قم بفتح جدول على برنامج إكسل MS Excel أو Google Sheets وابدأ بإدراج المواقع المنافسة في الجدول كما التالي:
اذهب وانسخ أول 5 نتائج، وتعرف على مواقع منافسيك، وما الذي يقدمونه (يبيعونه كخدمة أو منتج) للناس، وما إذا كان منافسًا حقًا لك، أم شريك عمل يقدم خدمة تتكامل مع ما تقدم من خدمات.
ملحوظة مهمة Quick Tip: إذا كان الموقع الذي يحتل نتيجة متقدمة في جوجل يقدم خدمة تتكامل معك (أي ليس منافسًا مباشرًا لك) فهو أكبر المرشحين لتبادل محتوى موقعك معه. أي تنشر عنده وتسمح له بالنشر عندك Guest Post. وهو في هذه الحالة ينتمي إلى النوع الثاني من المستهدفين بالنشر الخارجي.
هل أعددت القائمة؟ عظيم .. الآن دورك ينقسم إلى مرحلتين:
المرحلة الأولى: دراسة النتائج المسجلة في القائمة بالتفصيل الممل، والتعرف على أسباب تفوقها اجتماعيًا. تحديد نقاط قوتها من الممكن أن يشمل عناصر مثل: أسلوب الكتابة/العرض، الشمولية، المصادر، الصور والمرئيات، ...الخ. كل هذا ينبغي أن يتم تسجيله، ووضع خطة سريعة للتغلب عليه. أما من ناحية الويب SEO فمعرفة نقاط القوة ربما يكون أسهل، لأنه يرتبط في الأساس ببعض الأرقام مثل: عدد كلمات المقال – عدد الروابط التي تشير إليه – نوعية المواقع التي صنع فيها رابط خلفي Backlink وعددها – ...الخ.
فمثلاً لو كان عدد الكلمات 2000 كلمة، فهذا معناه أنك بحاجة إلى نشر مقال عدد كلماته أكثر من 2000 كلمة إذا أردت التفوق عليه في هذه النقطة. أو إذا كان عدد الروابط الخلفية التي تشير إليه Backlinks أكبر، فأنت في حاجة إلى التفوق على هذه النقطة كذلك، من خلال بناء روابط خلفية أكثر منه. وهكذا.
لو أحببت معرفة أين يضع روابطه، يمكنك بكل بساطة تجربة أداة مثل Moz أو SmallSEOTools لمعرفة أين يضع عميلك روابطه الخلفية Backlinks التي تعطيه القوة. ربما يكون بعض هذه الأدوات مكلف، ولكن النتائج تستحق.
المرحلة الثانية: هي المذاكرة. نعم .. أعلم أنك متخصص في مجالك، ولكن هذه المرحلة تتطلب تفوقًا من نوعٍ خاص. تفوقًا يصل إلى حد إبهار القارئ بما تقدمه من معلومات. قم بالعودة إلى المصادر التي تعتمد عليها في استقاء معلوماتك، تابع آخر التحديثات، قم بإعداد الصور والمراجع المعتمدة، وابدأ الكتابة وأنت مرتكزًا على دعائم قوية.
الخطوة الثالثة: البدء في كتابة قطعة المحتوى
ربما تظن في هذه المرحلة أنك يجب أن تكتب قطعة المحتوى بنفسك. هذا خطأ شائع، للأسف. دورك هو جلب الأفكار ووضع الخطة العامة لقطعة المحتوى التي من شأنها جذب الزوار Visitors، تحقيق الصفقات Leads، بناء القائمة البريدية Mailing List، وأخيرًا تحقيق المبيعات Sales. إذا كنت تجيد الكتابة، أو ترغب في الكتابة بنفسك، فلا بأس على الإطلاق، ولكنه – في الغالب – ليس دورك، وذلك في ظل المسئوليات الإدارية الموكلة إليك.
فما الذي ينبغي أن تضعه في اعتبارك حينما تصل إلى مرحلة كتابة قطعة المحتوى؟
عند الكتابة اترك لأصابعك العنان. اكتب كل ما يدور بخلدك عن الموضوع، وتوافرت معلومات في ذهنك بشأنه، واعرضها بأي أسلوب. قم بتفريغ الأفكار كما هي، ولا تقلق من الترتيب أو التركيب. فهذه هي النسخة (0) من المقال، والتي سيتم البناء عليها بعد ذلك. لذلك لا تقم بتشتيت نفسك في أي مشتتات. فقط ضع كل تركيزك في إفراغ أفكارك.
ما هو الطول المناسب لقطعة المحتوى؟
السؤال الذي يتكرر كثيرًا. لنجعل القصة الطويلة قصيرة، سأخبرك بحقيقة دامغة: جوجل يحب قطعة المحتوى كثيرة الكلمات In-Depth Articles. حتى لو قامت بإلغاء الـ Label المميز لها من صفحة البحث، ولكنها مازالت تحب قطعة المحتوى الطويلة (2500+ كلمة فما أكثر) وخاصة المرفق بها العديد من المصادر، والأدوات البصرية المساعدة.
وليس معنى هذا أن يتم حشو قطعة المحتوى بالكثير من الكلمات التي ليس لها علاقة وثيقة بالموضوع، فهذا من شأنه تقديم خبرة استخدام سيئة للمستخدم Bad UX. والآن لنجب عن السؤال بشكل عملي:
على سبيل المثال في عالم التسويق والأعمال يُفضل القراء قطعة المحتوى الطويلة التي تحتوي على الكثير من التفاصيل. في عالم الرياضة، يُفضل الرياضيون قطعة المحتوى التي تضم تعليمات تنفيذ التدريبات الرياضية على سبيل المثال. في المقالات التحفيزية يُفضل المستخدمون قطعة المحتوى القصيرة مع بعض المقولات التحفيزية. طول وشكل قطعة المحتوى شديد الأهمية هاهنا. إذًا، الأمر يعتمد بشكل كبير على طبيعة الصناعة التي يقيم فيها مشروعك.
ما هي الهيكلة المناسبة لقطعة المحتوى؟
هناك أنماط كثيرة للهيكلة التي تجذب القراء لقطعة المحتوى، منها على سبيل المثال:
- القائمة الرقمية أو النقطية List Post: يقولون بأن استراتيجية القائمة الرقمية أو النقطية أصبحت محروقة. في الواقع هي مازالت تعمل، ومازال المقال المكون من قائمة نقطية/رقمية يحظى بأعلى المشاهدات من الزوار. مثال: أنشأت متجرك الإلكتروني ولم تحقق مبيعات بعد؟ إليك 17 طريقة لتحقيق أول عملية بيع.
- الدليل الشامل: وهو نوعية محبذة للغاية لمن يرغب في التوقف عن البحث كثيرًا على جوجل. مثل: الدليل النهائي للتسويق بالمحتوى.
- دراسة حالة أو حديث لأحد الخبراء: مثل "من داخل أمازون – أقوى 5 استراتيجيات نمو جعلت منه أكبر متجر على سطح الأرض" أو "دراسة حالة: كيف استخدمت حسوب التسويق بالمحتوى لتحقيق أهدافها التسويقية".
وفي النهاية: أيًا كان الشكل الذي ستختار أن يكون عليه المقال، ينبغي أن يتم إعداد هذا بشكل استباقي قبل البدء في الكتابة. كذلك لا تشغل نفسك بالكتابة، بقدر استخراج الأفكار. فمن الممكن بكل بساطة أن تنوب عنك وكالة تسويق بالمحتوى كتابة المقال وإخراجه على أفضل صورة.
الخطوة الرابعة: ادخل إلى عقولهم .. تحدث بلسانهم
مازلنا نكتب قطعة المحتوى التي نسعى للمنافسة بها على النتيجة الأولى، سواء على الشبكات الاجتماعية، أو في نتيجة بحث جوجل.
لديّ لك خبران: أحدهما مُبهج، والآخر غير مُبهج. بأيهما تحب أن نبدأ؟ لنختم بالخبر المُبهج.
الخبر غير المبهج هو: أنه لكي تنجح في الوصول إلى القراء بأقصر الطرق ينبغي عليك أن تدخل في عقولهم، وتعرف ما الذي يرغبون في معرفته/تعلمه، وإعطائهم الإجابة في قطعة المحتوى التي تخطط لها.
يبدو الأمر صعبًا .. فكيف يمكنك قراءة أفكار القراء! حسنًا .. هذا هو الخبر المُبهج. نعم .. يمكنك قراءة أفكار المستخدمين من جمهورك المستهدف. هذا لأنهم – بكل بساطة – يعبرون عنها في كل مكان.
عندما تدخل على حسابات شركتك على الشبكات الاجتماعية (أو حتى حسابات المنافسين)، والتطلع إلى تعليقات الزوار، وطريقة عرضهم للمشاكل التي يواجهونها في حياتهم، ستلاحظ أنهم يستخدمون ألفاظًا محددة للتعبير عن مشكلة بعينها، وأن هناك بعض المشاكل المتكررة التي تؤرقهم دون غيرها. نفس الأمر يحدث في تعليقات المستخدمين على المدونة الخاصة بموقعك، أو موقع المنافسين.
المستخدمون يسألون أسئلة تعبر عن المشاكل التي يقابلونها، ويبحثون عن حل لها. دورك في إخراج قطعة المحتوى أن تستخدم نفس الكلمات التي تقدم إجابات تعالج المخاوف/المشاكل التي يشعرون بها.
كيف هذا؟
الخطوة الخامسة: المراجعة والتحسين
كتابة النسخة الأولى من قطعة المحتوى لا يعني بالضرورة أنها النسخة النهائية. بل من الممكن أن تتجاوز التعديلات نسبة الـ 50% وربما أكثر. كذلك – وكما وضحت بأعلى – ليس بالضرورة أن تكتب جيدًا، ولكن ما لا يمكن التغاضي عنه هو أن تعرف جيدًا ما يرغب فيه جمهورك، وكيف تقدمه لهم.
هذه المرحلة ستقوم بإعداد قائمة تدقيق checklist تسأل نفسك فيها عدة أسئلة. الإجابة بـ (نعم) على هذه الأسئلة هو التصريح الرسمي لتمريرها إلى القارئ. لنتعرف على هذه القائمة:
- هل دعّمت قطعة المحتوى بالمصادر؟: هذه المصادر تشمل المواقع الإحصائية المعتمدة، الخبراء المشهورون، والأبحاث المشهورة التي تمت في هذا الشأن، من قبل المواقع المعتمدة. هل تأكدت من تضمين هذه العناصر في قطعة المحتوى خاصتك؟
- هل هناك نقطة مفقودة؟: هل يشعر القارئ بالعطش للمزيد؟ هل هناك أسئلة طُرِحَت في تعليقات المحتوى ولم تجب عنها؟ ينبغي أن تسد قطعة المحتوى كل الثغرات المحتملة، والتي تجعل منها مرجع شامل لهذه النقطة بالتحديد.
- هل تسير قطعة المحتوى بهيكلة منتظمة؟: أي هل يتم وضع النقاط في موضعها الطبيعي بدون تقديم أو تأخير؟ هل يتم طرح الأسئلة ثم الإجابة عنها بشكل منهجي؟ للتأكد من هذا الأمر، قم بتغيير موضع أحد العناوين الجانبية بالمحتوى الذي يضمه أسفله، وضعه في مكان آخر، وأعد القراءة: هل هناك فارق؟
- هل راعيت البساطة الشديدة في عرض المحتوى؟: قديمًا في دنيا التربية والتعليم كان هناك شروطًا حازمة بشأن طبيعة اختبار نهاية العام، وأنه ينبغي أن يكون في مستوى الطالب المتوسط. إذا استطعت الوصول لهذه المرحلة – مرحلة كتابة محتوى يستوعبه الطالب المتوسط – فقد كتبت قطعة محتوى تصلح لعموم جمهورك. الإشارات الخفية، المصطلحات المعقدة، النكات المبهمة التي ترتكز على ثقافة معينة، وغيرها من التيمات التي يحاول كاتب المحتوى أن يبدو بها أنه أكثر علمًا وفهمًا للأمر، لن تؤتي ثمارها معه. النهج الصحيح في هذا الشأن هو: البساطة .. البساطة الشديدة، ليستوعبها كل الناس.
- هل أنت المصدر الوحيد الشامل لهذا العنوان؟: نقطة في غاية الأهمية. بمعنى: هل ينبغي على الزائر أن يرتحل إلى صفحة أخرى ليستزيد من المعلومات عن هذا الموضوع؟ لا بأس بالطبع أن يستخلص معلومات إضافية أو جانبية، ولكن الأساس هو أن تغطي قطعة المحتوى المعروضة الموضوع بشكل شمولي، يعطي الزائر الإشباع المطلوب، ويجيب عن أسئلته فور الانتهاء من قراءتها.
هل هذه هي المراجعة الوحيدة التي تحتاج إليها؟ بالطبع لا
بعد الانتهاء من خطوة المراجعة سيكون الموضوع جاهزًا للنشر. عند النشر، انشر الموضوع بعناية، واحرص على عرض الصور والفيديوهات بشكل جذاب. كذلك احرص على محاذاة النصوص، واختيار أغراض بصرية مختلفة الألوان تقطع استرسال المحتوى في السرد، كما أشارت أبحاث نيلسن نورمان جروب Nielsen Norman Group.
الخطوة السادسة: تواصل مع شركائك
تحدثنا عن الشركاء في بداية المقال. فقلنا إن أفضل قطعة محتوى تحقق لك زوار بعدد ضخم ومبيعات، هي تلك التي تنشرها في مواقع أخرى كتدوينة ضيف Guest Post بشكلها الكلاسيكي.
بالطبع ستجد صعوبة في البداية كمبتدئ في التواصل مع النوع الأول من الجمهور. ولكن الاستراتيجية المتبعة في هذا المقال ستسمح لك بالوصول إليه سريعًا. الجزء الأول سنذكره الآن، والثاني في الخطوة السابعة.
كيف يمكنك التواصل مع النوع الثاني وتشجيعه على نشر مقالتك عنده؟ الخطوات التالية مجربة وناجحة في هذا الشأن:
- احرص على التواجد في مجتمعه/مدونته/صفحته بشكل منتظم ومستمر
- احرص على التفاعل مع المواضيع التي يعرضها (مشاركة Share – التعليق – السؤال والاستفسار – الثناء غير المبتذل)
- اعرض معلوماتك بشكل بسيط بعيدًا عن الاستعراض
- كن صديقًا له
الخطوات السابقة تسبق مرحلة نشر المقال بفترة معقولة. أي أنك ينبغي أن تكون متواجدًا في هذه المجتمعات/المواقع لفترة معقولة من الزمن قبل الشروع في السؤال عن طلب نشر المقالة عنده.
كيف تطلب نشر المقال لدى الموقع المستهدف؟
هناك طريقتين:
- الطلب المباشر: أي أن ترسل له رسالة تطلب فيها منه نشر مقالك، وترفق المقال معه، أو ملخص واف عنه.
- الطلب الذكي: وهو أن ترسل إليه المقال، وتسأله عن رأيه فيه. في الغالب سيفهم – ويرغب – في أن ينشر قطعة محتوى بمثل هذه القوة في موقعه. فإن أخبرك برأيه مباشرة، ولم يعرض عليك إضافة المقال في موقعه، اطلب منه الأمر بلطف مُبرزًا أهمية مثل هذا المقال لموقعه.
بعد موافقة صاحب الموقع على نشر المقال في موقعه، قم بنشر رابط المقال على أوسع نطاق ممكن، ودع الطبيعة تقوم بعملها.
الخطوة السابعة: مخاطبة المؤثرين في صناعتك
التسويق بالمؤثرين يعتبر أحد أقوى الطرق المساعدة للانتشار السريع. المؤثر له سوقه الخاص بالفعل، وليس بحاجة إليك في شيء، ولكن بحكم كونه مؤثرًا، فإنه يستمتع بخدمة الآخرين، وخاصة ممن هم في بداية الطريق.
ملحوظة: الخطوة السابقة متعلقة بالتواصل مع المتوسطين من العاملين في صناعتك. أما هذه الخطوة فهي متعلقة بالتواصل مع المؤثرين الكبار في صناعتك، والذي تعتبر الخطوة الواحدة منهم تختصر عليك عشرات – وربما مئات – الخطوات في مشروعك.
ابدأ بالخطوات التالية:
قم بإعداد قائمة بأشهر المؤثرين في صناعتك
- ابدأ أولاً في متابعتهم على الشبكات الاجتماعية لمحاولة استشفاف نوع المحتوى الذي يفضلون نشره.
- بعد أن تعرف نوعيات هذا المحتوى قم بتهيئة المقال ليكون قريبًا من المواضيع التي يناقشها مقالات الموقع، ثم اختر قطعة المحتوى التي تدرك جيدًا أنها ستفي بالغرض.
- قم بإرسال قطعة المحتوى الفريدة هذه إلى المؤثر واطلب منه إبداء الرأي فيها. لا تطلب منه نشرها أو التحدث عنها. فقط اطلب منه أن يبدي الرأي. إذا كانت قطعة المحتوى جيدة بحق، ففي الغالب سيتحدث عنها، وينشر الرابط الخاص بها على حسابه الاجتماعي بدون أن تطلب منه أنت ذلك.
دراسة حالة حقيقية في هذه الخطوة: حينما كتبنا مقال "التجارة الإلكترونية – 4 استراتيجيات قليلة التكلفة لرفع مبيعات متجرك الإلكتروني" قمنا بالاستعانة بـ 9 من المؤثرين في العالم العربي، لوضع أراؤهم في المقال، وقام التسعة بنشر المقال على حساباتهم الاجتماعية فور صدوره، وساهم هذا في انتشار المقال بشكل فيروسي في زمن قصير.
بعد أن ينشرها المؤثر/المؤثرون على حساباتهم الاجتماعية.........الآن يمكنك أن تلتقط أنفاسك وتتابع ردود أفعال الجمهور على المحتوى الذي نشرته، وتستقبل عشرات الصفقات المحتملة Leads القادمين إليك من قوة محتواك، والتي ستنقلك إلى المرحلة التالية بشكل أسرع، وهي إقناعهم بما تقدم، ثم تحويلهم إلى عملاء.
الخلاصة:
من السهل أن تكتب قطعة محتوى عن أي عنوان Keyword في صناعتك. فهذا أمر يستطيعه الجميع في أي نشاط تجاري. ولكن أن تكتب قطعة محتوى، تم بناؤها بعد بحث دقيق عن المواضيع التي تهم العميل المستهدف، ودراسة المنافسين الذين سبقوك في هذا العنوان، ثم تكتب قطعة إبداعية مليئة بالمعلومات القيمة، ثم الاستعانة بالشركاء والمؤثرين لتسويقها لك، فهذه هي الخطوة الصعبة التي تتطلب بذل الكثير من الجهد. ولكن الشيء المؤكد أنه جهد يستحق.
هل ترى هذه الخطة صعبة التنفيذ؟ ما رأيك في أن تختار من ينوب عنك هذه المهمة؟ هذا بالتأكيد سيختصر الكثير من الوقت والجهد، وخاصة إذا توافرت الخبرة والبراعة اللازمة للقيام بهذه المهمة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات