ما الذي يدفع زوار موقعك إلى قراءة المحتوى الذي تكتب؟
لاحظ هنا أن السؤال لا يرتبط بفعل القراءة في حد ذاته، ولكنه يرتبط بشكل أساسي بالغرض الذي من أجله كتبت هذا المحتوى، والذي من أجله – كذلك – يعمل مشروعك في أرض الواقع.
نعم .. أعني ذلك بالضبط: الربح.
هل ترى أن قطعة المحتوى التي كتبت هي تلك التي ستدفع الزوار إلى التفاعل معك على النحو المطلوب (التفاعل مع نموذج الاشتراك Opt-in Form؟ الاشتراك في القائمة البريدية؟ الشراء لاحقًا؟) هذه أسئلة في حاجة إلى إجابة.
ربما يقفز إلى ذهنك الآن – وعلى الفور – أن النسخة الطويلة من المحتوى Long-Form Copy هي التي تفوز. إن جوجل يعشق النسخة الطويلة من المحتوى لذلك يجب عليّ الحرص على كتابة نسخة طويلة من المحتوى. يبدو هذا جيدًا، ولكن المؤسف هو أن الزوار لا يريدون القراءة على الويب.
هنا تبدأ الحيرة في الظهور: ماذا أفعل إذًا؟
تنمية قابلية القراءة لمحتوى موقعك تتطلب منك الاعتناء ببعض الأمور. أحضرت لك منها 7 نصائح، سيساعدك الالتزام بها – أو ببعضها – على تحسين قابلية القراءة لديهم.
1. اهتم بالعناوين الجانبية كما تهتم بالعناوين الرئيسية
لا شك في أن العنوان الرئيسي Headline هو أول ما يلفت انتباه القارئ إلى قطعة المحتوى. ولكنه لن يكون المحفز الوحيد أو الأساسي لقراءة هذه القطعة. أنت في حاجة إلى تقديم المزيد. فالقراء على الويب بشكل عام يُفضلون التصفح Scanning وليس القراءة Reading. في رحلة التصفح هم يبحثون عما يلفت انتباههم ويدفعهم لاتخاذ قرار قراءة قطعة المحتوى. العناوين الجانبية Subheadings ستساعدهم على اتخاذ هذا القرار.
ولكن ينبغي هنا طرح سؤال هام: ما هي وظيفة العنوان الجانبي؟
الأمر بسيط للغاية: تبسيط العنوان الرئيسي.
إذًا، ليس من المنطقي أن تجعل العنوان الجانبي في قوة وتعقيد العنوان الرئيسي. ليس من المنطقي أن تجعله عنوانًا عامًا، بينما تقصد به موضوعًا خاصًا.
لنضرب مثالاً لتوضيح الصورة:
لنفترض أنك تتحدث عن النجاح في متجرك الإلكتروني. ووضعت عنوانًا جذابًا على شاكلة (ما لم يخبرك به الخبراء عن نجاح المتاجر الإلكترونية – أسرار من الكواليس). ثم في العناوين الجانبية أردت التحدث عن قوة الـ SEO في تسويق المنتجات، فوضعت عنوانًا تحفيزيًا مثل:
- سوّق منتجات متجرك
لاحظ أنك قصدت التحدث عن SEO بالتحديد، وليس مفهوم (التسويق) بشكل عام. القارئ غير المتخصص سيشعر بالارتباك حيال هذه النقطة. سيظن أن التسويق هو تهيئة الصفحات لمحركات البحث. والقارئ المتخصص سيظن أن هذا المقال غير احترافي. وبالطبع سيظن هذا بالكاتب، وبمحتوى الموقع، والموقع ككل، وسيغادر وربما يترك انطباعًا سلبيًا لدى الآخرين، فتضر زيارته بدلاً من أن تنفع.
هل أدركت قصدي بعدم جعل العنوان الفرعي في قوة وتعقيد العنوان الجانبي؟
من الممكن أن تترك عنوانًا مثل:
- تهيئة صفحة منتجك لمحركات البحث SEO (عنوان مباشر)
- كيف تجذب آلاف الزوار إلى منتجاتك من بدون أن تدفع سنتًا
.............وهكذا
2. بسَّط المفاهيم المعقدة
هناك حقيقة واحدة مؤكدة هذه الأيام: الحياة معقدة بالقدر الكافي. فلا يحتاج أحد إلى إضافة المزيد من التعقيد. بالتأكيد ليس غرضك أن تبدو ذلك الشخص العميق، المبهم، الهام، المشهور، الذي يفقه أكثر من الآخرين. بالتأكيد لم تنشئ مشروعك التجاري لأجل هذا الغرض الذي – بالتأكيد – لن يحقق هدفك الرئيسي من إنشاء بزنس على الإنترنت، وهو البيع.
دورك – في صناعة المحتوى – هو أن تبسِّط المفاهيم على القارئ. هو أن تجعله لا يشعر أنه بذلك الجهل الذي يظنه في نفسه. بهذه الطريقة فقط أنت لا تقدم له معلومة جديدة فقط، ولكن تعطيه إحساس بالهدوء والثقة، لقدرته على فهم المواضيع التي تتحدث عنها، على الرغم من تعقيدها.
مصطلح مثل الاقتصاد التشاركي Sharing Economy من الممكن أن تقدم له التعريف المنمق التالي:
"هو نظام اقتصادي مستديم يقوم على مشاركة الأصول البشرية والمادية، ويشمل الإبداع والإنتاج والتوزيع والإتجار والاستهلاك التشاركي للبضائع والخدمات بين مختلف الأفراد والمنشآت التجارية"
تعريف طريف .. أليس كذلك؟ وهو التعريف الرسمي للمصطلح على صفحة ويكيبيديا بالمناسبة.
ومن الممكن أن تقول له:
"الاقتصاد التشاركي هو أن يكون لديك سيارة حديثة، وبعض الوقت في اليوم، لتعمل في شركة Uber"
قارن التعريف الأول بالثاني، وقرر بنفسك أيهما أسهل في الوصول إلى القارئ/العميل المستهدف.
3. ليس لأنه هامًا يجب أن يكون مملاً
ليس من المفترض أن تكون كل المواضيع على الويب ممتعة. هذا بالطبع ضد المنطق. ولكن ليس معنى هذا ألا تحاول بذل بعض الجهد مع المواضيع التي لا تستثير حماسة القراء، ولكنها هامة في نفس الوقت.
الحديث عن بزنس شركات الاستضافة، ليس بنفس إثارة الحديث عن تجارة العملات Forex. تجارة العملات تجعل أنفاسك لاهثة، وأنت ترى بعض الأشخاص يتحولون إلى مليونيرات في لحظة واحدة .. حرفيًا في لحظة واحدة، ولا يوجد مبالغة في الجملة.
بينما الحديث عن شركات الاستضافة لا يضم أكثر من جودة السرفرات، وقوة المعالجات، وديمومة التوصيل، وتأمين المكان، .. الخ. وهو كما ترى حديث لا يلفت انتباهك كما كان الحديث عن تجارة العملات.
ولكنك قد تستطيع جعل هذا الحديث ممتعًا حينما تشرح طريقة عمل الأشياء في شركات الاستضافة، بشكل مبسط بالطبع. حينما تشرح كيف تختلف السرفرات عن أجهزة الكمبيوتر العادية رغم تشابه الأداء والوظيفة، لماذا يتم وضع السرفرات في إطار ضخم Rack Server، كيف تتم عملية التأمين ضد الحريق، أو حفظ الداتا، وغيرها من المواضيع التي قد تثير انتباه القارئ أكثر من طريقة العرض النمطية المملة.
4. اخف شخصيتك عن القراء
أنت تكتب لنوع معين من البزنس/مشروع/شركة
القراء يقرأون لهدف واحد: البحث عن حل لمشكلة قائمة لديهم.
الشركات تنشيء المحتوى لسبب واحد: توصيل هذا الحل إلى القراء.
بين هذا وذاك أنت – ككاتب محتوى – ينبغي أن تختفي شخصيتك من ثنايا هذا المحتوى. كيف ذلك؟ أو كيف تظهر شخصيتك في الأساس؟ من طريقة استخدام الضمائر.
لا تقل "أنا" حينما تتحدث عن شركة اعتادت أن تستخدم الضمير "نحن" والعكس صحيح بالطبع.
حاول أن تجنب الجمل التي تعبر عن رأيك الشخصي بشكل مباشر، مثل "ماذا أقصد بهذه الجملة؟" قل بدلاً منها: "ما المقصود بهذا المفهوم؟".
5. قل الكثير بالقليل
هناك الكثير من الجمل الزائدة التي يتم إضافتها للمحتوى لجعله "أطول". تبدو هذه العبارات أكثر بلاغة، أو تضيف الكثير من المشاعر إلى المحتوى، ولكن المبالغة فيها يُضعف من قوة المحتوى مع الوقت. لأن عدد الكلمات سيتضخم، بينما الفائدة منخفضة.
تذكر: خير الكلام ما قل ودل.
جمل مثل:
"وكما تم الإشارة سابقًا إلى ... "
"من المعلوم أنه ..."
"وكما لا يخفى عليك، فإن ...."
إذا كان هناك ما تم الإشارة إليه بالفعل، وما هو معلوم، وما لا يخفى على القارئ، فلماذا إذًا تضيف مثل هذه العبارات؟ اجعل المحتوى قصيرًا قدر الإمكان، طالما ليس هناك حاجة إلى هذه الإضافة.
6. لا تخبرهم .. أرهم
أيهما أفضل: أن تتحدث عن العمل الحر ككاتب وكم هو رائع، واحتمالات ربحك اللانهائية .. أم: أن تتحدث عن قصة نجاحك في العمل الحر على مدار عدة سنوات مع العديد من الشركات، مرفقًا بها الأرقام التي حققتها بالأدلة والإثباتات؟
الخيار الثاني بالطبع.
بدلاً من أن تنصح أحدهم بالالتزام بميزانية مضبوطة، من الممكن أن تعرض له نموذج من ميزانية حقيقية لشركتك، أو أي شركة أخرى وتشرح له الأمر بشكل عملي.
7. اصنع عبارات تحب العين قراءتها
أبلغ الكلام أقصره: "خير الكلام ما قل ودل". الجملة الطويلة ليست بالضرورة هي الأوضح، ولكن الجملة القصيرة دائمًا صديقة للعين.
كثرة الفواصل اللفظية (و، أو، لكن، ...الخ) تجعل الجملة طويلة، بشكل يشعر معه العقل بالمشقة حيال استيعابها. ولكن الجملة التي تنتهي بنقطة (.) ترسل للعقل إشارة بأن المعنى قد اكتمل عند هذا الحد. يشعر العقل بالراحة أكثر مع الجملة القصيرة، لأنها تقسم الأفكار إلى وحدات قصيرة، يستوعبها العقل بشكل أفضل.
الخلاصة:
أن تدفع قرائك إلى قراءة المحتوى الذي تكتب، لهو أمر بسيط إذا التزمت بالتالي أو بعضه:
- اهتممت بالعناوين الجانبية وجعلتها بسيطة
- قمت بتبسيط المفاهيم المعقدة
- ابتعدت عن الملل
- تحدثت بالشخصية المناسبة (شخصيتك/شخصية حيادية)
- تجنبت الجمل الزائدة
- عرضت المعلومة بشكل عملي
- أحسنت صياغة العبارات بشكل مناسب
والآن أخبرني: ما الذي تقوم به من النصائح السابقة في محتوى موقعك؟
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات