لا تختبئي خلف ما زُرعتي فيه، أبحثي بداخلك عن نورك واتبعيه...


ويقولون أنني أنثى، لا أستطيع أن أقول ما أفكر فيه، أو أن أفعل ما أريد فعله، ماذا لو كنتُ إمرأة جميلة وأملك عقلاً، أفقده طواعيةً وأختار الجنون، أرقص متى أردت، أضحك متى أردت، أبكي متى أردت، أتحدث متى أردت، وأصمت متى أردت، لماذا لا يقدر أي رجل على استيعاب كل هذا الجنون، أنا على يقين بأن حتى كلامي هذا سيؤخذ علي، ويقولون أنتِ أمرأة شرقية يجب أن تبقى في خدرها، لا تعبّر عن مشاعرها لأنها حرام، لا تخبر أحداً بأشواقها لأنها عيب، لا تبتسم لمن تحب لأنها ترفلُ في الخجل، مشاعري ليست حرام ففيها من الطُهر لإقامة الصلاة بدلاً من الوضوء، أشواقي ليست عيباً يُفضح بل هي سترٌ من أستار الكعبة، أبتسم بوجه من أحب ولا أخجل، ويشتعل خجلي حين ينظر إلي بحنو...


سأرتدي عباءة الجنون مرة أخرى ولن أهرم، سأتوه في حُمى الكلمات ولا أريد أن أعرف ما الفرق بينها، سأتحدث حتى تختلط بيّ الأحرف وتولد من جديد من رحم شفتي، سأتجاوز صمتي وأثرثر حتى تعرفني، سأكتب شعوذات وأنشرُ نفسي في شذرات على الملأ ولن أختبئ، فهل تجرؤ على الخطو نحوي، بلا حسابات، بلا توقعات، بلا آمال، بلا خيبات، يقودنا الجنون، لا نعرف من نحن، ولا إلى أين نمضي، ولا من أين أتينا، يملي علينا الحاضر، والآن فقط، ماذا يجب أن نفعل، وماذا يجب أن نقول، نفعل ما نفعل حينما نفعل ذلك، ونقول ما نقول حينما نقول ذلك...


كلٌ سيظن أنه هو، ولا أحد يمكن أن يكون هو، إلا أذا أراد هو أن يكون هو، وحده يعرف من هو، حتى مع وجود أناس كثيرون من حولي سعيدة بوجودهم في حياتي وممتنة لذلك، ووجودي في حياتهم يسعدهم، تبقى أنت هو، يميزك عنهم بأنك هو، هو من أختار ومن جرؤ على تحمل كل هذا الجنون، من اختار أن يحيى ويعيش المغامرة، لا شيء مضمون، لا شيء حقيقي، ولا شيء وهم، لا شيء أنا ولا شيء هو...


فهل أنت آتٍ أم ذاهب، أم أنت آتٍ ومن ثم ذاهب، أم أنت آتٍ ومن ثم باقٍ...


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

منال عبدالله، روحك أجمل...

إقرأ المزيد من تدوينات تجربتي... ريم القدح

تدوينات ذات صلة