هل لديك شجاعة تقرير إن كنت ستخوض المعركة أم ستنسحب؟!

في الآونة الأخيرة انتشرت مقولة صادقة صحيحة تفيدنا في حياتنا العملية إذا ما اكتسبنا مهارتها،


فن اختيار معاركك..


مهارة لابد لكل إنسان أن يعرفها بل ويتقنها أيضًا

كنت قد عُلمت في صغري أن المهارة التي ستعلمك توفير الجهد والوقت في باقي أعمالك فلبتذل لها كل غالٍ ونفيس

مثل مهارة تعلم كيف تتعلم، مهارة تنظيم الوقت وحتى مهارة كيف تقرأ كتاب..

كلها مهارات تجعل اكتسابك للمهارات الآخرى أسهل..

ومهارة اختيار معركتك هي واحدة من تلك المهارات بالتأكيد

ربما لم يعد هناك معارك حقيقة ذات سيوف ورماح، وإن كانت الكلمة أسطورية إلى حد ما ولكن الحقيقة أن كل إنسان في معركة منفصلة بينه وبين شيء ما لا يعلمه أحد سوى الله وهذا المحارب

يختلف الخصم من شخص لآخر أو ربما يتشابه، لكنه في النهاية خصم بإختلاف درجات قوته، هو خصم وعراكه يستحق لقب المعركة


الكل لديه معركته الخاصة التي لا تعلم عنها شيء


ومن هذا المنطلق نود الخوض في المهارة اللطيفة التي اخترتها اليوم،

يعلمنا الاسلام في القرآن الكريم وبالتحديد في سورة الكهف ما نود الحديث عنه اليوم

ذا القرنين، الزاحف بجيشه نحو الشرق الغريب.. المسافر القائد الذي اتبع سببًا في كل أمره، وصل لقوم لا يكادون يفقهون قولًا أي لا يفهمون كلام غيرهم إلا ببطء كما جاء في تفسير الميسر..

عرضوا عليه المال ليمنع عنهم قومي يأجوج ومأجوج، بعدما قال ما مكني في ربي خير كالعادة أتبع سببًا، وقرر بناء السد بالطريقة المفسرة للقرآن الحكيم بأنه أسال الحديد والنحاس ويقال أن من ضمن اتخاذه بالأسباب أنه درس أوقات هجومهم وأوقات خمولهم ووضع خطة بناء السد في النشاط حتى اذا ما خملوا شرع بالتنفيذ وعندما استفاقوا وجدوا السد قد بُني بالفعل وزال خطرهم عن الناس.


الشاهد من القصة ما يلي :

كان قائدًا للجيش الذي جاب الأرض، فلما لا تأخذه " العنترية " ليدخل في معركة ضدهم فيبيدهم بدلًا من أن يحيطهم بسد سيسقط بعدما ووقتما يقدر الله ذلك

هذا ما لا يعلمنا الاسلام بحكمته

أدرك ذا القرنين أن المعركة التي سيدخلها سيخسرها لا محالة أو على الأقل ستنهكه وتعوقه عن تحقيق أهداف آخرى أكبر، ستستنفذ موارده في حين أنه يحتاج لكل قطعة منها لبقية معاركه التي سيخوضها

علمنا ذا القرنين في قصته، أو علمنا الله في قصة ذي القرنين، أن هناك معارك لا ينبغي أن ندخلها، لا ينبغي لشجاعة أو لإستهانة أو لأي شيء آخر

معارك ستسنفذ طاقة، وقت، مجهود أو أي مورد آخر.. والعائد منها لا يساوي ما صرفته... لا تدخلها رجاءً..

معارك زمننا رغم تباين شراستها عما سبق، إلا أنها لازالت بنفس الوطيء والأثر الصعب على النفس، معارك زمننا تدور بيننا وبين أنفسنا أو بين الناس دون أن يشهر أحدًا سيفه على الآخر، يسرقون وقتًا، يجادلون في طاقة، يستدرجوك لتفقد الساعات في موقف لم يتجاوز عشر ثواني.

معارك مختلفة لكنها تُعامل نفس معاملة ذا القرنين لمعركته مع يأجوج ومأجوج

إن أدركت أنك لن تخرج من المعركة منتصرًا، فمن الأفضل أن تجد طريقة آخرى تجعلك لا تخوضها من الأساس


وأخيرًا نصل إلى التالي :

بدلًا من أن نقول : هل لديك الشجاعة لخوض المعركة؟!

سنقول : هل لديك شجاعة تقرير إن كنت ستخوض المعركة أم ستنسحب؟!


هل لديك؟!

شكرًا على وقتكم؛



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ابراهيم سالم

تدوينات ذات صلة