تتناقض آراء الأشخاص عندما يكون موضوع النقاش حقيقة التسويق الشبكي... لماذا؟

ما بين "استخدام نموذج بونزي" و "مدرسة الأعمال للقرن ال21"

لماذا كل هذا الاختلاف في توصيف "التسويق الشبكي"؟


لا بدّ أنك سمعت عنه، التسويق الشبكي، أو التسويق الهرمي، وقد يسميه البعض "البيع المباشر"، لا بدّ أن أحداً ما اتصل بك بعد طول غياب، يستفسر عن حالك ويقول لك أنه وجد عملاً ناجحاً جداً يدر عليه الدخل الوفير، وأن وقته ضيق لانشغاله في اجتماعات مع عملائه، وقد يستطيع منحك بعضاً من وقته ليخبرك عن عمله وعن كيف يمكن له أن يرتب لك لقاءً مع إدارته العليا ليقبلوك في هذا العمل. وفي حال ذهبت إلى اللقاء، ستجد ترتيباتٍ وخطواتٍ مدروسة تشرح لك التفاصيل الجاذبة المغرية لك عن الانضمام لشركة تسويق شبكي، تحقق لك الأرباح الوفيرة خلال وقتٍ قصير، يدار اللقاء بطريقة احترافية تدفعك لأن تتخذ قراراً ارتجالياً بالانضمام لهذه الشبكة في آنه.

وتكون هنا أنت أمام ثلاثة احتمالات:

1- رفض العرض، لأي سببٍ كان.

2- قبول العرض.

3- التروي في اتخاذ القرار.

يعتمد قرارك على مجموعةٍ من العناصر والأسئلة التي تبحث عن إجاباتٍ عليها، قد يكون من بينها:

1- هل هذا العمل قانوني (مرخص له ومسموح به)؟

2- هل هذا العمل شرعي (حلال أم حرام)؟

3- هل هذا العمل ذو جدوى اقتصادية؟ أي أن ما سأحصل عليه لاحقاً من إيرادات تتناسب مع المال الذي سأدفعه والجهد الذي سأبذله؟

4- هل هذا العمل يتناسب مع هويتي ووضعي الحالي وأهدافي في الحياة؟

5- ما هي إيجابيات وسلبيات هذا العمل؟

6- ما هي مصداقية القصص التي سمعتها عن هذا العمل، سواءً تلك التي تمجده أو التي تطعن به.

7- .....

وعند البحث عن إجابات لهذه الأسئلة فإنك ستجد تناقضاً عجيباً وتباعداً غير مسبوق في آراء الناس، فمن محرّم له بكافة أشكاله إلى محللٍ له دون شرط، ومن مدعٍ لتحقيق الثروة فيه لآخر أعلن إفلاسه بسببه ويشتم من أدخلوه فيه ليل نهار... وإذا ما بحثت بشكل موضوعي فقد تجد أيضاً أن كبار المدربين في الذكاء والوعي المالي ينصحون بهذا العمل ويعتبرونه صناعة القرن الواحد والعشرين، وستجد بالمقابل من يقول أن هذا العمل يعتمد على نموذج بونزي المعروف كطريقة احتيال على الناس !!!

فمن منهم على حق يا ترى؟ وما سبب هذا التناقض؟

إنّ صناعة التسويق الشبكي مثلها مثل أي صناعة أخرى لها إيجابياتها وسلبياتها، وفيها الرابح والخاسر، وهي صناعة ضخمة بلغ حجمها وأرباحها مليارات الدولارات، وهناك مئات من الشركات التي تعمل فيها (منها ما حافظ على سمعته ومنها من كان هدفه الاحتيال على الناس)، وفيها ملايين المنتسبين لها. فالإجابة على الأسئلة التي طرحناها سابقاً يحتاج للاستشارة والسؤال من أهل الخبرة والاختصاص، فمن السهل أن ترفض الانضمام للشبكة وتعتبر نفسك "ذكياً مالياً" لأنك لم تقع في هذا الفخ، ولكن قد تكون قد أضعت على نفسك فرصةً ذهبية بنفس الوقت، فكيف لك أن تعرف؟ وبنفس الوقت، لو تسرّعت وقبلت العرض بالانضمام دون أن تحيط نفسك بالتفاصيل اللازمة وتسأل أسئلة منطقية بديهية وتحصل على إجابات صريحة وواضحة لها فسيكون مآلك إلى إهدار مالك فيما ليس لك فيه منفعة.

وهنا أريد أن أطرح عليك السؤال التالي لعلّي أستطيع أن أجعلك تعرف السبب وراء التباعد في وجهات النظر: هل الاستثمار في البورصة يحقق الثراء؟

إذا وجهت هذا السؤال نهاية عام 2008 مثلاً لشخص استثمر أمواله في البورصة الأمريكية وذهبت استثماراته أدراج الرياح مع الأزمة التي عصفت في تلك السنة فغالباً ما سيكون جوابه "البورصة مكان مناسب لتدمير أموالك"، أما إذا وجهته نهاية عام 2013 لشخص استثمر أمواله في بورصة دبي فسيقول لك "البورصة أفضل مكان لاستثمار أموالك" حيث ارتفع مؤشر البورصة 107% خلال سنة واحدة فقط. هذا جانب واحد من الجوانب التي توضح لك سبب اختلاف وجهات النظر حول التسويق الشبكي.

ندعوك عزيزي القارئ لأن تشاركنا في ملتقانا الحواري المجاني تحت عنوان:

التسويق الشبكي... حقيقة أم وهم

والذي سنطرح فيه أسئلة جوهرية لبعض المدربين المنتسبين لهذه الصناعة والذين يمثلون بعض الشركات العاملة فيها، وآخرين من المعارضين لها، لنحاول أن نحصل على الجوانب المختلفة لهذه الصناعة ونتخذ قرارنا بشكل موضوعي. فشارك في هذا الحدث مع ورقة وقلم ومع الأسئلة التي ترغب بالإجابة عليها، والتي يمكن لك أن ترسلها لنا قبل الحدث لكي نضعه ضمن الأسئلة المطروحة.

ملاحظات:

· أنا شخصياً لست منتسب حالياً لأي شركة تسويق شبكي ولن يكون موضوع اللقاء الترويج لأي شركة.

· السيناريو الذي بدأنا به المقالة ليس السيناريو الوحيد للدعوة للانضمام لشركة تسويق شبكي، ويوجد غيره الكثير.

أحمد عدنان نعمة

للتفاصيل والتسجيل:

https://mlm.eventbrite.com

كما يمكنكم الانضمام لقناة نعمة للنجاح المالي لمتابعة مستجدات الملتقى والمشاركين فيه وغيره من الفعاليات:

واتس أب: https://bit.ly/3y2V5TB

تلغرام: https://t.me/Nimetarabic

صفحاتنا على شبكات التواصل الاجتماعي @nimetarabic




ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد عدنان نعمة - نعمة للنجاح المالي

تدوينات ذات صلة