سمفونيات الزمن

الحياة لا تبقى كما هي العلم يتطور والتكنولوجيا والأدب لكن الشيء الوحيد وهو الأولى بالتطور هو الأخلاق والقيم .

ما هي الحياة ؟ ، أليست الحياة أزمنة مختلفة ، وعصور متنوعة على مرور الأيام ، والأسابيع ، والشهور ، والسنين ، والعقود ، والقرون الماضية والقادمة أناس تموت ، وأناس تولد تتفاوت الأزمنة والأمكنة والأجيال ، يختلف التفكير وتتغير التقاليد ، ويطرئ علينا ما هو جديد كالتكنولوجيا اللعينة ، قد يتسأل أحدكم لماذا قد لقبتها باللعينة ، لأنها قد فرقت بين البشر ليس فقط تفريق إجتماعي بل تفريق طبقي أيضا ، من لا يملك هاتف في مجتمعنا هذا أصبح كمن لا يقرأ ولا يكتب ، من لا يفقه البرمجة ولا يتابع الترند ، ولا يشتري من المتاجر الإلكترونية ، ولا يرتدي ثياب على الموضة ، أصبح غريب الأطوار وكأنه من كوكب أخر ، أو كأنه قد اتى من عصور الجاهلية وكل هذا لأننا لا نجيد التكنولوجيا ولا نعاصر هذا الزمن ، قبل سنين مضت كانت الأولوية للقارئ قبل العالم ، أما الان فقد أصبحت الأولوية لخبير العالم التقني والإلكتروني قبل القارئ والعالم !

الحياة كسيارة كلاسيكية عتيقة :

أنا لا أمانع أن نعاصر زمننا هذا وأن نطور من أنفسنا لكن لا نصف قلبل الخبرة بالحاسوب بالجاهل ونخرجه من فئة البشر لقد إزدادنا علما لكن بالمقابل تخلينا عن أشياء كثيرة قد سقطت منا العديد من الأمور أثناء رحلتنا هذه الأشياء لا غنى عنها في أي مجتمع لقد فقدنا قيمنا ومبادئنا حتى ديننا قد اشتكى منا قديما لم يكن هنالك الكثير من المتعلمون لكن تصرفاتهم وأخلاقهم أضعاف متعلمين اليوم أما الان للأسف الأمين والمتعلمين لا يعاملون بعضهم بأحترام لقد أصبح منهج البشر اليوم هو ( أنا ومن بعدي الطوفان ) كيف وصلنا إلى هنا ؟! كيف أصبحنا هكذا لماذا لا نعود لأصلنا اليوم عندما نشاهد موقف شهامة عادي من شاب مع عجوز مسن نتعجب من الفعل الطبيعي نظرا لندرته في هذا الزمن أعلم أن الماضي فيه قليل من الجهل والرجعية لكن لماذا لا نوفق بين أزمنتنا بين ماضينا وحاضرنا سوف أضرب لك مثال : تخيل لو أنك تمتلك سيارة قديمة كلاسيكية قد ورثتها عن جدودك وعائلتك ومظهرها الخارجي يعجبك كثيرا لكنها بطيئة نوعا ما ليست متطورة بما فيه الكفاية للسير بها ولا تقارن بسيارات هذا الزمن لا بأس إجري عليها بعض التعديلات وأترك المظهر الخارجي كما هو وهكذا نكون قد وفقنا بين الكلاسيكية والمودرن والتكنولجيا الحديثة طبقها في حياتك فالدنيا كسيارة عتيقة .

ولكم ببعض الصور عن الحياة قديما :

تأثير التكنولوجيا على الإبداع والخيال لدى البشر :

لا أزال أشعر أن التقنية شيء دخيل علينا لا يمثلنا لا يلائمنا قد أفادنا لكنه بالمقابل أدفعنا الثمنومحى أخلاقنا وطلا قلوبنا النقية البيضاء بالسواد العائم لذلك أقول أن في الماضي خرج العلماء والفنانون والموسيقارون والأدباء والمكفرين والنقاد أما الان نحن نعاني من فقر في الإبداع والخيال وهذا بفعل فاعل وهي التكنولوجيا التي قد جاءت وقضت على كل سبل الخيال والفكر وهذا يحتاج لدراسة وبحث لأن الأطفال قديما منذ صغرهم قد أعتادوا على أن كل شيء يتحقق بضغطة زر وبكل بساطة ويسر أما الأطفال قديما قد عانوا وتعبوا واجتهدوا لكي يكتبوا ويقرؤوا وبعضهم لم ينال ذلك كانوا قديما يتعلمون لدى الكتاب لكنهم يتعلمون بحق وجد وقد أخرج الكتاب مئات بل الاف المؤثرين والعباقرة أما الان نحن ندعي التطورفي التعليم لأنه قد أصبح عن بعد إلكتروني أيضا أود أن أعلم ما الفائدة وأين التطور في التعليم الإلكتروني اذا كان الطلاب لا يفهمون المناهج ولا يستفدون منها لماذا قرنتم تطور الهواتف الذكية بالنمو والتطور الذهني هل التقدم بالنسبة لكم ومن وجهة نظركم تطور التقنية أيضا ؟ ليس نمو عقلي وفكري بالله أيهم أهم العقل والفكر السليم أم مجرد جهاز لوحي يمسك به الطالب وهو لا يفقه شيء من ما بداخله انا أطالب بإجراء دراسات على تأثير التقنية على خيال و إبداع وسعة عقل الأطفال والشباب والمسنين وجميع البشر .

نحن من بأيدينا تبديل الزمن وتطوير العقول لا التقنية :

في النهاية الزمان هو الزمان ولا مقدرة لنا على العودة للماضي أو تغيير الحاضر كما قالت أم كلثوم :

( قل للزمان أرجع يا زمان )

إنها سنين ومر ت ومضتي كالثوان ولا أمل في عودتها ألا نحن نحن الذي بإمكاننا أن نرسخ قيمنا ومبادئنا من جديد في اطفالنا وأحفادنا وعلمهم كل ما صار لا يطبق الان وفي الختام أهديكم بعض السمفونيات الهادئة لبتهوفن ومعزوفة لشوبرت : مؤلمة هي الحياة حين تدرك أن الموسيقار العظيم بيتهوفن يقدم هذه السمفونيات الرائعة ولا يتمكن من سماعها !