أنا لا أملك شيء في هذه الحياة حتى اصغرها، وحتى اقربها، وحتى ما سعيت أن اكسبه، وحتى ماانسبه لي بياء الملكية.
أول ما شعرت هذا بمشاعري، وليس بأفكاري، وتأملته بدقة، وبكل غزارة حسية شعورية أحسست تماما معنى الافتقار، وإنه عبادة قلبية عميقة المعنى توصل الإنسان إلى بقية مشاعر أساسية قد يكون جاهلاً للطريق الموصل لها حتى لو كان يدركها بعقله، ويؤمن بها في اعتقاده.
كان حينها طفلي الصغير ينام في حضني، وكانت شعور الأمومة يغمرني ولكن ..
حتى هذا الطفل الخارج مني هو ليس ملكي، وحتى لو كان يربطني به هذا الرابط الذي يعتبر الأقوى في هذه الحياة.
واقعا صغيري هو ليس ملكي رغم ضعفه وصغر حجمه ونغماره في حضني إلا إن دوري الفعلي هو فقط الرعاية والتربية التي أساسها أصلا راجع لله.
إلى إن قلت حينها، وكيف املكه أنا حتى نفسي لا أملكها ولاجسدي، ولا حتى أفكاري التي ازعم أنها أفكاري حيث من الطبيعة البشرية أن ننام على فكره، ونجلس إذا بها تغيرت تماما، وكأني لم أكن أنا ذاك الذي بالأمس.وكل هذا راجع له وحده.
كل شيء في يوم ما لن يكون ملكك، ولا تابعا لك، ولن يكون لك حتى لو شعرت هذا الآن أنت حتى لا تملك شعورك، الذي ربما سيقودك يوما كطفل صغير لاحول له ولا قوه نحو طرق قد ترفضها أفكارك، وتخالفها معتقداتك قد تبكي حينها بحرقه لشدة افتقارك للحيله والوسيلة فلن ترجع إلا الله فتتوسله اما ان يخفف مابك او ييسر لك السبيل للنجاة.
نحن في حال افتقار إلى مالك الملك
شعور ما إن شعرناه، وعشناه سنتخلى ونتحرر ونستغني ، وسنرخي قبضتنا عن الدنيا وأهوائها سنكون كلنا الى الله وسنفك التعلق في كل الحياة بمن فيها، وسنعيش حقيقة الضعف البشري والافتقار إلى المالك الوحيد (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ۖ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ)
فكل شيء يُملَك مالكه الحقيقي هو الله
(قُلِ اللَّـهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ، وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ)
والافتقار هو دافع لتزكية النفس والصعود نحو الارتقاء
فما أن تعيش الافتقار، وتشعره ستقف للصلاة بكل إذلال وخشوع بكل ضعف تفتتحها بالتكبير وإعلان ان الله اكبر من كل شيء ومادونه صغير
وتختمها بسجدة الشكر
سجدت لله طائعاً خاشعاً ذالاً ذليلاً مسكيناً مستكيناً،
كلما احسست الافتقار احسست الضعف واحسست الخشوع والتذلل ان الوصول لكل هذا هو مايصل العبد للتسليم الكامل الى الله
انت مالكي ومالك كل شؤوني سلمت لك وتوكلت عليك .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات