قصة جديدة تدور احداثها ما بين القاهرة وباريس عندما يخون الإنسان أنسانه احبها
خيانة في ضواحي باريس
الفصل الأول
أنا كمال, أبلغ من العمر الآن الحادية الأربعين, أتممتهم بالأمس في عيد ميلاد حزين بائس يسوده الصمت الرهيب حيث أعيش بمفردي في فرنسا ..بالتأكيد أتودون أن تعرفوا سبب ما أنا عليه الآن. بدأت قصتي في خريف عام 2001 عندما تخرجت في القسم المدني بكلية الهندسة جامعة الأسكندرية, وقررت وقتها أن أستكمل دراساتي العليا بعد أن حصلت على البكالوريس بتفوق, فأقوم بتحضير الماجستير فكنت فقير معدم إلا من أزمة السكن, فكنت قبل التخرج أسكن في المدينة الجامعية حتى تخرجت كان علي أن أتركها ولا أعرف ماذا كنت أفعل, فكنت أتسكع في الشوارع و أفترش الأرصفة كي أسترح من التسكع. وفي يوم من الأيام, وفي إحدى محاضراتي قابلتها... قابلت تيسيرفهي فتاة اسكندرانية جميلة, شابة من أسرة ميسورة الحال تتميز بقوامها الممشوق بشرتها الخمرية وحجابها المنمق الأنيق و كنت في حيرة من أمري هل أتعرف عليها أم أنتظر الصدفة التي تجمعنا أخيراً بعد انتهاء المحاضرة استجمعت قواي العقلية البدنية و ذهبت إليها وتنحنحت بصوت هادئ خجول:مساء الخير أنا كمال عبد العليم..زميل لك هنا تيسير"في خجل":أهلا بك أنا تيسير طارق زميلة لك هنا أيضاً مازلت أخجل:هل يمكننا أن نلتقي لنكمل تعارفنا خارج الكلية في يوم ما؟ تيسير:نعم أوافق متى يروق لك. أنا: أيمكنك أن نتقابل بعد الكلية في يوم الخميس القادم؟ تيسير:لا مانع أنا: سأنتظرك عند الباب العمومي تركتها في ذلك اليوم ذهبت حيث كدت أموت جوعاً لم يعد معي ما يكفي إلا ساندوتش فول, ثم ذهبت لأفترش الرصيف بجانب أحد الباعة المارة في منطقة سيدي بشر في ساعة الغروب والشمس تودعني للمغيب و الهواء يضرب وجنتي لكن كنت أموت من التعب فلن أشعر بشئ استسلمت للنم العميق على الفور مسا ءالخميس الساعة الخامسة مساءاً انتهيت من محاضراتي لهذا اليوم وكذلك انتهت تيسيرو ذهبت لأنتظرها مكان ما اتفقنا و هي تأتي إلي متبخترة مع صديقاتها تنظر في هاتفها المحمول و أنا قلبي يدق يدق حتى ارتفع صوت دقاته و كاد أن يفط إلى خارج صدري يبوح لها بكل شيء فتصافحنا و أخذتها وذهبنا إلى كازينو على شاطئ ستانلي جلسنا وابتسمت لي ابتسامة خجل لكن البحر في هذا اليوم لم يكن راضياً عنا فكان يثور علينا و يضرب الصخور من غضبه وبدأت وقتها بالكلام لأعفيها من الخجل :كيف حالك اليوم ؟ تيسير"في خجل شديد":بخير والحمد لله وأنت؟ أنا"في خجل شديد":كما ترين لست على ما يرام ولكن أنا لا أعرف عنك سوى اسمك؟من أنت ؟ تيسير:اسمي تعرفه أعيش مع الدتي في منطقة سيدي بشر في إحدى العقارات التي ورثناها عن والدي رحمه الله منذ زمن بعيد فنحن في الأساس من البحيرة لكن انتقلنا للعيش هنا لظروف عمله أنا: ماذا كان يعمل؟ تيسير: كان مقاولاً يعمل في مجالات البناء و التعمير توفي في عمله ترك لنا بعض العقارات التي يملكها و منها ما نعيش فيه الآن أنا"في كل خجل": إذن الآن اسمحي لي أن أتجرأ في طلب ما تيسير:خيراً أنا: في صريح العبارة كما ترين, أنا معدم أدرس معك الآن لتحضير الماجستير وليس لي سكن ثابت للمذاكرة والتركيز كما ترين أنا وحيد في الدنيا توفيا والداي و إخوتي في حادث منذ أن كنت في الخامس الابتدائي و مازلت حديث التخرج لا أمتلك وظيفة أعيش منها و أفترش الأرصفة في عز هذا البرد القارص ,فألم تعرفي لي سكن بسيط أسكن فيه حتى نهاية هذا العام رقت تيسير لحالي كادت أن تملأ عيناها الدموع:لا تقلق سأعرض الأمر على والدتي وتسكن معنا في منزلنا وتنظر في الساعة تتفاجأ:آسفة علي أن أرحل فأترك أمي بمفردها هي مريضة لا تستطع الحركة أنا: لكن متى الرد إذن؟ تيسير: ربما غداً عندما نلتقي في المحاضرة وصلت تيسير للمنزل مسرعة إلى والدتها:كيف حالك يا والدتي؟ والدتها"عفاف":أين كنتي كل هذا الوقت؟ تيسير:كنت مع صديقاتي نتساير على البحر سوياً نودع الشمس وهي تغرب ونتنسم الهواء والدتها:ولما لم تخبرينني؟ تيسير: لم نفكر فيها من قبل فكان في طريق عودتنا والدتها"تعطيها النقود":هذه لك لكي تشتري ما يلزمك للدراسة تيسير"مندهشة":من أين لك يا أمي؟ والدتها"عفاف":من إيجارات المنزل ولو أن لم يدفعها الكل تيسير"تتوسل":بمناسبة هذا الموضوع لي عندك رجاء بسيط ,لي زميل فقير لا يملك حتى يأكل وأرجو أن تبحث له عن مكان ثابت لكي يركز في مذاكرته فيمكنك أن تعطيه الطابق الأخير كنوع من المساعدة فهي حجرة صغيرة جزاك الله كل خير لن أنسى لك هذا المعروف والدتها:ألم يدفع نظير السكن؟ تيسير: يا أمي قلت لك أنه لا يأكلفهو حديث التخرج ولم يجد عمل شريف له والدتها:"رقت لحاله":إذن موافقه أبلغيه أن الحجرة جاهزة لاستقباله في أي وقت وفي صباح اليوم التالي توجهت تيسير للجامعة أنا كنت أجلس في قاعة المحاضرات في انتظار بدء المحاضرة وجلست بجانبي همست لي في أذني"مبروك والدتي في انتظارك لتسليمك الغرفة الكائنة في الطابق الأخير في المنزل وبها جميع المرافق بها حمام" فتركها ترك المحاضرة وذهب يلملم أشيائه من على الرصيف وذهب على الفور لمنزل والدة تيسير فقابلتني بالترحاب وسلمتني الغرفة وعندما جاءت تيسير أمرتها والدتها أن تحضر لي كل ما ينقصني وينقص الغرفة كافة ما لز طاب من الطعام من أجلي بعد ثلاث أشهر من انتقالي لمنزل تيسير وقد بدأت في إمدادي بالطعام كل ما يلزم وجدت تحت باب الغرفة ذات صباح مع الصحف اليومية خطاب مقفول فتحته وهللت فرحاً فلقد تم تعييني في أحد مواقع البناء في حي المنتزه فذهبت أنا في قمة سعادتي أغني فرحاً فقابلتني تيسير:إلى أين منذ الصباح لم يكن لدينا محاضرات اليوم؟ أنا: ذاهب لعملي الجديد سأتسلمه اليوم تيسير"سعيدة":مبارك عليك وفقك الله أنا:شكراً لك ...متى سنتقابل أحتاج للكلام معك؟ تيسير"ترتبك" كما تعلم والدتي لم تتركني تراقبني في كل حركة الآن أنا: لو خمس دقائق هنا في وسط السطوح تيسير: إذن عندما آتي لك بالطعام عند غروب الشمس عند غروب الشمس, وقفت أتنسم الهواء وأرى قرص الشمس الأحمر يذوب في الماء حتى فاجأتني من خلفي, كانت شديدة الجمال بوجهها الفتان الخمري وحجابها الأنيق جلسنا في أحد الأركان نتابع الشمس هي تذهب في أحضان الماء والسماء من حولهما متعددة الألوان كأنها تحتفي بهما وأمسكت يدها نبضات قلبي تتسارع فبحت لها بالسر لأول مرة قلت لها بلهفة و شوق "أحبك يا تيسير...عندما أنتهي من دراسة الماجستير سنتزوج تيسير"مرتبكة" :ماذا تقول يا كمال؟أي حب هذا؟ أنا: نعم سأتزوجك بعد الماجستير تيسير: ولكن هذا قت طويل أنا: حتى أتمكن من خطبتك وأكون قد وفقت في عملي وحصلت من مدخراتي على منزل للزوجية تيسير:صمت تام لا تتحدث حتى هاتفتها والدتها على محمولها فهرولت إليها فاستوقفتها:أرجوك أن تعطيني رقم هاتفك وأنا سأهاتفك من هواتف عمومية حتى أبتاع هاتف خاص بي تفتح تيسير كراسة محاضراتي وتكتب الرقم تجري لوالدتها وبعد خمسة أشهر أخرى, تمت ترقيتي في الموقع الهندسي الذي أعمل به وابتعت لنفسي هاتفًا خاصًا أصبحنا نتحدث أنا وتيسير حتى بذوغ الفجر يومياً كنا نحفز بعضنا البعض على المذاكرة والنجاح بعد أربعة أعوام وفي عام 2006 حصل كل منا على الماجستير بدرجة امتياز كل منا في مادته, وأصبحت أنا مديرالمشروع في حي المنتزة حصلت على منزل متواضع في نفس الحي الذي أعمل به بدأت في تجهيزه من أجل تيسير في نفس اليوم قابلتني تيسير وأخذتني من يدي للمنزل الآخر التي ورثته عن والدها وصعدنا للدور الثالث دخلنا منزل وقلت لها :ما هذا انا مندهش؟ قالت لي :هذا مكتبك الجديد قل لي إذا كان ينقصه شيء قلت لها وانا مازلت مندهش: لم ينقصه شيء أقلام أراق وأدوات كل شيء شكراً لكي ولكن متى تم كل هذا؟ أجابت:وما شأنك أنت فقط تبدأ عملك في الفترات المناسبة لك لتحسين دخلك هيا لكي نتزوج سريعا يا حبيبي أنا :ماذا عن الايجار؟ تيسير: أترفض هديتي بمناسبة الماجستير إذن أنا:مرتبك: فقط لا استطيع ردها تيسير: رد الهدية أن تعمل من أجل أن تكون ناجحًا ومرموقًا أنا: أعاهدك بذلك أمام الله في صباح اليم التالي أخبرت السيدة عفاف ابنتها لتدعوني لمأدبة غذاء بمناسبة حصولنا على الماجستير أنا وابنتها فانطلقت تيسير إلى موقع عملي فشاهدتها واندهشت:خيرًا ما الذي جاء بك لهنا؟ تيسير: لأخبرك أن والدتي تدعوك اليوم لنتناول الغذاء سويًا أنامندهش:ولماذا لم تهاتفينني؟ تيسير:استقت لرؤياك أنا"أوقفت سيارة":هيا عودي للبيت و انتظريني على الغداء واستقلت سيارة الأجرة ذهبت لتشارك والدتها في تحضير الغداء وفي الساعة الثالثة عصرًا طرقت الباب فرحبا بي وجلسنا سويًا على المائدة نتبادل أطراف الحديث حتى انتهينا من الغداء وانتهزت الفرصة انفرضت بوالدة تيسير:فلتسمحي لي أن أتحدث إليك في أمر هام عفاف:تفضل أكملت:جئت لك اليوم كلي عشم في جه الله طالبأً منك يد ابنتك الغالية للزواج عفاف:لقد فاجأتني, ولا أعرف ما أقوله لك أكملت: لقد امتلكت منزلا بجانب عملي في حي المنتزه وجاري تحضيره للزواج نتزوج في نهاية العام عفاف:لكن هذا بعيد عن منطقتنا, فأنا كما ترى ضعيفة لا حيلة لي أرجو أن تسكنا معي فأنا وحيدة ولا أستطيع الحركة أعترضت:شكرًا لك وسأتدبر الأمر ولكن اعذريني أحب أن أستقل في منزلي الخاص عفاف:دعني و شأني فأنا لا أوافق, أنا أريد ابنتي معي هنا وانصرفت بهدوء لمنزلي الصغير في الطابق الأخير أفكر حدي وهاتفت تيسير لنرى ماذا نفعل أمامها وأفكر وذهني شارد"هل ستوافق؟هل تستؤثر عليها تيسير؟"تيسير تبكي في حرقة في غرفتها ظلت تيسير في غرفتها خمسة أيام لا تأكل لا تشرب, حتى دخلت عليها عفاف جدتها ملقاه على الأرض لا تتحرك ظلت تصرخ حتى سمعتها نزلت أخذت تيسير للمشفى عندما أفاقت تيسير سجدت شكراً لله وافقت عفاف على زواجنا بعدها بيومين تمت الخطبة وفي الخامس العشرين من ديسمبر عام 2006 تم الزواج فتزوجنا وكان شهر العسل جميل هادئ وتخللته عطلة أجازة رأس السنة الميلادية وفي هذا اليوم قالت لي تيسير"لابد أن أهاتف والدتي فاليوم هو أول رأس سنة من دوني " هاتفتها ورن جرس الهاتف طويلاً فقلقت تيسير حتى سمعت صوتها:حمداً لله يا والدتي أنك بخيركيف حالك؟ عفاف:بخير وأنتي يا ابنتي؟ تيسير:بخير يا والدتي وكمال معي هنا عفاف"تبكي":كل عام وأنتي بخير أقضي اليوم رأس السنة وحدي تيسير:معذرة يا أمي هذه سنة الحياة لا تبكي حتى أشعر بالذنب عفاف :لا يا حبيبتي أتمنى لك حياة سعيدة ...وأغلقت الهاتف عفاف هي والدة تيسير تبلغ السابعة الخمسين من عمرها شعرها أبيض ثقيلة الحركة ولكنها حادة الطباع صارمة سريعة في اتخاذ القرار دون تردد في اليوم الخامس العشرين من يناير2007 عدت مع زوجتي من شهر العسل و عاد كل لعمله وكنت قد اتفقت مع الحارس أن يضع لي الصحف اليومية تحت الباب في صباح السابع من فبراير أنا أسحب الصحف من تحت الباب كعادتي كل صباح وتيسير مشغولة في إعداد الافطار لتذهب للجامعة فهي أستاذ مساعد في مادتها بكلية الهندسة, وجدت خطابًا مقفولا أخذته فتحته فهللت فرحاً تيسير"مندهشة":خيرًا يا كمال أنا ارقص فرحا:لقد بعثتني الجامعة منحة لدراسة الدكتوراه في باريس لمدة أربع سنوات تيسير: يا ليتني استطع الذهاب معك فكم أعشق باريس أنا: ياليت يا حبيبتي تيسير:أتتركني وحدي دعينا من هذا مازال أمامنا أسبوعين نستمتع فيهما ببعضنا البعض سنذهب لوالدتك نكون معها يومين بعد أسبوعين هاتفت تيسير:الآن يا عزيزتي استعدي اليوم لعشاء رومانسي فاخر على ضفاف النيل في المساء أخذتها ذهبنا لمطعم رومانسي على ضفاف النيل نستمتع من خلاله بخيوط الفضة التي تعوم على سطح مياه النيل والتي تنتج من احتضانه بالقمر المضئ, فدخلنا المطعم وجاء النادل معه قوائم الطعام فقلبنا فيها وبعد ذلك سألنا:ماذا ستطلبون؟ أنا: ماذا ستطلب حبيبتي المصونة؟ تيسير: طبق مشويات مع خضراوات أنا"للنادل" :أنا مثلها ...وحفنة من أطباق السلاطة.شكراً لك أعطيب للنادل قوائم الطعام بدأ الكلام:ما بك؟ تيسير: أفكر في مصيري بعد سفرك أنا: لماذا؟ فأنت معك والدتك ماذا عن الوحدة؟ تيسير:وأنت ؟ أنا: انا معتاد على الوحدة لا تقلقي تيسير:متى السفر أنا: في الأسبوع القادم فقد تأجل السفر أسبوعاً و طائرتي في السابعة صباحا لقد أرسلوا لي مع الخطاب تذكرة السفر والاقامة كل شيء ...لا تقلقي كلي الأكل ساخن ولذيذ في صباح اليوم التالي للعشاء, ذهبت مكتبي لأنهي كافة أعمالي المؤجلة فاستيقظت كالعادة وذهبت للمكتب وجدت من هي بانتظاري هي المهندسة شيرويت وهي في أوائل العشرينات من عمرها تتميز بجمالها الفتان وشعرها الأشقر ترتدي بلوزة وجيب قصيرة وأدخلتها معي المكتب:صباح الخير يا باشمهندس أنا:بكل صرامة:صباح النور تفضلي دخلت معي المكتب جلست وفتحت حقيبتها, أشعلت سيجارة من علبة سجائرها المستوردة :أبني بيتين جديدين أحدهما في القاهرة في التجمع الخامس والأخر في العاصمة الفرنسية باريس حيث أمضي معظم أوقاتي هناك لمباشرة أعمالي أريدك أن تشرف لي على أعمال البناء انا: أعتذر عن منزل القاهرة لأني مرتبط بعملي ودراساتي لكن من حسن الحظ أنني مسافر لباريس لتحضير الدكتوراه كمنحة من الجامعة لمدة أربعة أعوام تقاطعه:إذن ستشرف على منزلي هناك يقاطعها:وهو كذلك تقاطعه وهي تنصرف:إذن سنتفق على كل الاجراءات في اللقاء المقبل ربما تجمعنا الطائرة إلى هناك يتبع
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات