مابين التعسف واستغلال تطوير الذات؟ أين تكمن الحقيقة؟






بحسب ادعاءات تطوير الذات, أنا الان من المفترض أن أقود سيارة مرسيدس بنز!

ماهي الكلمة الفصل بين حقيقة تطوير الذات والعالم الواقعي؟




ماهو تطوير الذات؟

تطوير الذات هو عبارة عن نشاطات تطور الوعي والهوية وتطور المواهب والإمكانية، وتكون أساس الانسان في الكثير من المجالات وتسهل فرص العمل وتحسين معيشة الحياة وتساهم في استيعاب الأحلام والطموح، تطوير الذات ليس محدوداً، يضم مفهوم تطوير الذات النشاطات الرسمية وغير الرسمية لتطوير الآخرين في أدوار عديدة.ومن موضوعات تطوير الذات ما يلي:

  • لغة الجسد
  • قوة التفكير الايجابي
  • المعالجة باليوغا
  • علم العلاج بالايحاء
  • الثقة بالنفس
  • تنمية مهارات التفكير

يبدو أنه يتناول فكرة القدرة على تحديد الاهداف وتحقيقها وخلق طاقة مشاعرية ايجابية اتجاه الحياة.


علام يرتكز؟

تعتبر الطاقة المشاعرية هي نقطة ارتكاز تطوير الذات فبدون الثقة بالنفس والتفاؤل والايمان التام بتحقيق الهدف لن يقوم له قائمة, يجمع تطوير الذات بين علم النفس بانواعه وتطوير مهارات يحتاجها الانسان في حياته العملية والشخصية, ظاناً بأن تلك الدورات ستحقق أهدافة العصية, كما يعتمد على مشاعر الانسان المظلمة كالقلق والهم, والتفكير في المستقبل, واتجاه العالم الجديد الى تقديس الانجازات والسعي الى المكانة, يأتي " تطوير الذات" ليقدم للعالم القلق عقار مهدئ هامساً في أذنيه: لا تقلق, فكر وستُحقق!



تجارة الأحلام!

عند استقراء الوضع العام لكتب تطوير الذات في السنوات الأخيرة, لم يقدم أحداً جديداً في المجال, معظمها ماهي الا تكرار للكتب الكبرى, ولكن السؤال لم مازالوا يصدرون هذه الكتب؟

الاجابة بكل بساطة لانها تجذب شريحة كبيرة من القراء, يتجهون الكُتاب الى اصدار كتب عن تطوير الذات وبناء الشخصية.. الخ ,ثم يقدمون دروات وورش عمل, فيبعون وقتهم وحفنة من الكلمات الى زبون خائب فيقدم له العزاء والسلون ,مستغلين ظروف الحياة القهرية والرغبة الملحة لتحقيق الاهداف, والتغلب على الصعاب, وما لُحظ ايضاً أن هذه الكتب تذكر قصص تحفيزية عن أشخاص ناجحين كبيل غيتس وغيرهم, دون ذكر الظروف المحيطة وبهم وخلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية, هذه مجرد جرعة لتخدير الألم الناجم عن نوائب الحياة والخذلان! أن النجاح المدوي يكمن في التفاصيل, الشيطان يكمن في التفاصيل!

تعتمد تجارة الأحلام على بيع الوهم الصارخ: ستحقق أحلامك مهما كان!

وهذه سذاجة طفولية, يوجد في الحياة ظروف جبرية لا تستطيع تفاديها. تأكد أنك ستخسر كثيراٌ قبل أن تفوز!



مابين التعسف واستغلال تطوير الذات

لا تخفى خافية بأن بعض من المدربين يقدمون محتوى ذو فائدة لجمهورهم ومبني على أسس نفسية واجتماعية ودراسات حقيقة, كما قدموا محتوى منطقي وواقعي وصادق, ولكن البعض قدم تراهات وادعاءات وهمية, ما أراه الان بأن مجال "تطوير الذات والتنمية البشرية" هو مجال من لا مجال له, بينما هذا المجال مرتبط صراحة بعلم النفس وعلم الاجتماع وعلوم أخرى, أنه من الظلم والساذجة بأن تُعزي فشل شخص من العالم الثالث ,أو فقيراٌ معدماٌ, أو من ضحايا الحروب, أو مهاجر .. الخ الى أنه لم يفكر بايجابية ولم يثق بنفسه كفاية, وان نجح شخص من تلك الفئة يضرب به المثل بشعارات عاطفية دون ذكر تفاصيل رحلته ومعاناته!

قرأت ذات مرة تغريدة "للمهتمين بالوعي" مفادها أن مشاعرك المنخفضة هي سبب الاحداث السلبية!!!! سأدع لك أيها القارئ مهمة تحليل هذه الجملة!

ان ما اقرأه الان من المدعين ماهو الا تعسف في استخدام موضوع من المفترض أن يساعد الغير , ومن المفترض أن يقدم من اختصاصين ومستشارين, لا من مجرد هواة يجمعون عدد من القراء للبدء بمشروع يدر عليهم بالارباح بسبب انتهازهم الآم البشرية!


وكما في أي سوق .. يوجد بائع أمين وبائع محتال, فتبنه ايها الشاري!





هيا

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات هيا

تدوينات ذات صلة