ما مفهوم المرونة السيبرانية الجديد وكيف يختلف عن الأمن السيبراني
على مدار السّنوات القليلة الماضية شهد مفهوم الأمن السّيبراني تطوّرات عديدة، ففي الوقت الّذي ظهرت فيه موجة عالميّة تحثّ جميع الشّركات والمؤسّسات على تعزيز أنظمتها السيبرانية وبناء قدراتها الأمنيّة للحفاظ على بياناتها خصوصاً في ظلّ تطوّر مشهد التّهديدات بصورة لم يسبق لها مثيل، ظهر على السّطح ما يعرف بالمرونة السّيبرانية.
كيف يمكن تعريف الأمن السّيبراني؟ وما هي أهمّيته؟ وما هو الفرق بينه وبين مفهوم المرونة السّيبرانية الّذي ظهر مؤخراً؟ وإلى أين يتّجه العالم؟ ستجدون إجابات هذه الأسئلة وغيرها في هذا المقال.
الأمن السّيبراني: ركيزة التحوّل الرّقمي الآمن
يمكن تعريف الأمن السيبراني بأنّه ممارسة حماية الأنظمة والشبكات والبرامج من الهجمات الرّقمية، الّتي تهدف عادةً إلى الوصول إلى المعلومات الحسّاسة أو تغييرها أو إتلافها أو ابتزاز المال من المستخدمين أو مقاطعة العمليات التجارية.
يتمثلّ النّهج الأمثل للشّركات في تبنّي حلول متكاملة للأمن السّيبراني تتضمّن طبقات متعدّدة من الحماية تنتشر في أجهزة الكمبيوتر، والخودام، والبيانات، والبرمجيّات التي تسعى الشّركات إلى تأمينها بصورة رئيسيّة.
ينطبق مصطلح الأمن السّيبراني على عدّة فئات تشمل، أمن الشّبكات، وأمن التّطبيقات، وأمن المعلومات، والأمن التّشغيلي. وشهدت الفترة الماضية تزايداً ملحوظاً في عدد الهجمات السيبرانية ونوعيّتها حيث حذّر مؤشرّ المخاطر السّيبرانية الشّركات في إقليم الشّرق الأوسط وشمال إفريقيا من اختراق سجلّات العملاء عام 2022، كما أظهر ازدياد الهجمات بصورة كبيرة خلال عام 2021.
كما أشارت 80% من المؤسّسات المشاركة في الاستطلاع إلى احتماليّة تعرّضها لاختراقات بيانات يمكن أن تؤثرّ على العملاء، فيما أشار 86% إلى إمكانيّة تعرّضهم لهجمات خطيرة خلال العام المقبل.
في ظلّ كلّ هذه المخاوف المتزايدة، يطفو على السّطح مفهوم المرونة السّيبرانية الجديد والّذي يوصي به الخبراء كوسيلة فعّالة للتفاعل الأمثل مع مشهد التّهديدات المتطوّر بصورة متسارعة.
المرونة السّيبرانية: الوقاية الرّقمية خير من العلاج
في الوقت الّذي قد يكون فيه الأمن السّيبراني ضروريّاَ للتّعامل مع الهجمات أو المخاطر أو التّهديدات القائمة بالفعل، تفرض الوتيرة المتسارعة لتطوّر الهجمات والثّغرات الأمنيّة ضرورة تبنّي النّهج الوقائي لتحقيق نتائج أكثر فعاليّة.
من هنا يبرز مصطلح المرونة السّيبرانية والّذي يعرّف بأنّه الاستعداد الوقائي لمواجهة أي تعطلّ للأعمال والتّعافي السّريع من آثار الهجمات التّخريبية المحتملة؛ عبر التّحليل الاستباقي لنقاط الضّعف في جميع مستويات البيئة الرقميّة الداخلية، ما يُسهم في الحدّ من حجم الأضرار المادية والمعنوية للمؤسسات في مختلف القطاعات.
تتمثلّ كلمة السرّ هنا في استباق اتّجاهات التّهديدات والمخاطر وبالتّالي الإعداد لها بصورة أفضل، والتصدّي لها بصورة أكثر فاعليّة حيث يرتكز النّهج الجديد على حثّ الشّركات على أن تكون إجراءاتها مبنيّة على الفعل وليس ردّ الفعل.
ويتعيّن على الشّركات العاملة في قطاعات الطّاقة والاتّصالات والبنوك والشؤون العسكريّة أن تسارع إلى تبنّي هذا النّهج بالنّظر إلى حساسيّة البيانات الّتي تتعامل معها وإمكانيّة تعرّضها للهجمات أكثر من غيرها.
الأمن السّيبراني والمرونة السّيبرانية: ماذا بعد؟
يبدأ الطّريق إلى المرونة السّيبرانية بتثبيت قواعد الأمن السّيبراني والّتي تبدأ بإصلاح الثّغرات الأمنيّة، واكتشاف التّهديدات، والتّقليص من حدّتها، فضلاّ عن رفع وعي الموّظفين بكيفيّة تأمين البيانات الهامّة في الشّركة، كما أنّه من الضروريّ أن تكون هذه الجهود مستدامة وليس لمرّة واحدة فقط.
تأتي المرونة السّيبرانية كخطوة لاحقة لتأسيس الأمن السيبراني لتكون جزءاً من جميع جوانب عمليّات الشّركات، بما يشمل المهامّ اليوميّة، والالتزامات القانونيّة، وتعاملات العملاء، والعمليّات الماليّة، ومن ثمّ تحليل اتّجاهات التّهديدات وتحديد الطّرق المثلى للتّعامل معها بصورة استباقيّة واستشرافيّة.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات