قد يتمنى العديد منا لو أن شعور الألم يختفي من الوجود, وقد يتساءل البعض عن أهمية هذا الشعور. هل فكرت يوما" ماذا يمكن أن يحصل لو لم يكن شعور الألم موجود؟!








عدم الشعور بالألم… نعمة أم نقمة؟!




هل تمنيت يوماً أن تفقد الإحساس بالألم؟ قد يبدو الأمر للوهلة الأولى كأنه أفضل ما يمكن أن يحدث لك! هل تعلم أن هناك أشخاص مصابون بمرض يدعى "عدم الإحساس الخلقي بالألم "؛ والذي يفقدهم الشعور بأي وجع إذا أصيب أحدهم بأذى؟ تُرى كيف يعيش هؤلاء الأشخاص؟ هل يعيشون حياة طبيعية؟ أم أن حياتهم مليئة بالمخاطر؟؟ لنتعرف معاً:


يعد مرض عدم الإحساس الخلقي بالألم من الأمراض النادرة جداً، ولكن رغم ذلك؛ فقد تم تسجيل حوالي ٤٠ حالة في قرية واحدة في شمال السويد!


ينتج المرض عن حدوث طفرات في جين SCN9A، وفي حالات نادرة يحدث بسبب طفرات في جين PMRD12. يتم توريث هذه الحالة في نمط وراثي جسمي متنحي، مما يعني أن كلا نسختي الجين في كل خلية بها طفرات. يحمل كل من والدي الفرد المصاب بحالة جسمية متنحية نسخة واحدة من الجين المتحور ، لكنهم لا يظهرون عادةً علامات وأعراض الحالة.


منذ الولادة؛ لا يشعر الأفراد المصابون بألم في أي جزء من أجسامهم، لكنهم يستطيعون التمييز بين الساخن والبارد أو بين الحاد وغير الحاد. مثلا"؛ يستطيع هؤلاء الأفراد تمييز الشراب الساخن لكنهم لا يستطيعون الشعور بأنه يحرق لسانهم!


تختلف الأعراض من شخص لآخر كما هو الحال في معظم الأمراض.في عام 2019؛ تم التعرف على حالة لم تشعر بالألم طوال حياتها نتيجة وجود طفرة في الجين الكاذب FAAH-OUT. فقد كانت غافلة عن الجروح والحروق التي أصابتها، كما أنها لم تعاني من آلام المخاض وألم تنكس مفصل الورك الذي تطلّب منها الخضوع لجراحة استبدال مفصل الورك ولم تحتج لمسكنات للآلام بعد الجراحة!


إضافة لما سبق؛ لم تعاني هذه الحالة من الاكتئاب أو الخوف أو القلق وافتقرت لاستجابة الخوف الطبيعية للسلوكيات العدوانية. إلى الآن يبدو وكأن هذا المرض أشبه بقوة خارقة يمنح صاحبه الراحة من أصعب شعور؛ وهو الألم… أليس كذلك؟


للأسف يعد مرض عدم الإحساس الخلقي بالألم من الأمراض التي قد تهدد حياة المريض. فقد يؤدي المرض لتراكم الجروح والكدمات وكسورالعظام وغيرها من المشاكل الصحية التي قد لا يتم اكتشافها حتى! كما قد يعاني الأطفال من جروح في الفم والأصابع بسبب تكرار العض الذاتي، وقد يتعرضون أيضاً لإصابات متعددة مرتبطة بالحروق. غالباً ما تؤدي الإصابات المتكررة إلى انخفاض متوسط العمر المتوقع لدى الأشخاص المصابين، كما يعاني العديد من الأشخاص المصابين من فقدان تام لحاسة الشم.


الشعور بالألم هو من نعم الله علينا؛ فهو يعتبر مؤشر ينبه الدماغ أن جسدنا بحاجة لشيءٍ ما. قد لا تشعر بألم طعنة سكين اذا كنت مصابا" بعدم الإحساس الخلقي بالألم؛ لكنها بلا شك قد تؤدي الى موتك!

هل توافقون الرأي؟؟








المصادر:

Minde JK (April 2006). "Norrbottnian congenital insensitivity to pain". Acta Orthopaedica. Supplementum. 77 (321): 2–32. PMID 16768023 -


Murphy H (2019-03-28). "At 71, She's Never Felt Pain or Anxiety. Now Scientists Know Why". The New York Times. ISSN 0362-4331. Retrieved 2019-03-30 -


Habib AM, Okorokov AL, Hill MN, Bras JT, Lee MC, Li S, Gossage SJ, van Drimmelen M, Morena M, Houlden H, Ramirez JD, Bennett DL, Srivastava D, Cox JJ (March 2019). "Microdeletion in a FAAH pseudogene -

identified in a patient with high anandamide concentrationsand pain insensitivity". British Journal of Anaesthesia. 123 (2): e249–e253. doi:10.1016/j.bja.2019.02.019. PMC 6676009. PMID 30929760


Congenital insensitivity to pain | Genetic and Rare Diseases Information Center (GARD) – an NCATS Program. Rarediseases.info.nih.gov. (2020). Retrieved 2 October 2020, from -

https://rarediseases.info.nih.gov/diseases/12267/congenital-insensitivity-to-pain#ref_10483





تالا نصير

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

مقال رائع ومعلومات جديده ومهمه وغير روتيني ننتظر الجديد وبالتوفيق

إقرأ المزيد من تدوينات تالا نصير

تدوينات ذات صلة