في ظل هذا التوجه والاهتمام الكبير بريادة الأعمال في الساحة الشبابية ظهرت العديد من الشركات الناشئة,ولكن كيف ستجلب الاستثمار؟
أصبحت ريادة الأعمال توجهًا للعديد من الأشخاص الطموحين، الراغبين في تحويل فكرة عظيمة إلى عمل تجاري. وليحدث هذا يجب أن يملك رياديّ الأعمال فكرة مبتكرة تلبي حاجة السوق والمستهلك، ويضع خطة تسويقية له مبنية على دراسة جدوى تُحدد الكلفة والزمن والقدرة التنافسية، مع الأخذ بعين الإعتبار مدى ملاءمة المشروع للبيئة المحيطة فيه، بالإضافة إلى البحث عن مصادر ومقدار ووقت التمويل المناسب لكل منها للحصول على التمويل.
عندما يفهم رواد الأعمال هذه النقاط، سيتمكنون من إطلاق أعمالهم على أرض الواقع:
• التوقيت المناسب لإيجاد مصدر للتمويل.
إنّ عدم معرفة التوقيت الصحيح للبحث عن مستثمر وطلب التمويل فيه ضياع للوقت والمال، فعلى رواد الأعمال معرفة التوقيت المناسب فليس كل المستثمرين يفضلون الاستثمار بالشركات الناشئة الجديدة التي ليس لها موطىء قدم في السوق نظرًا لوجود العديد من المخاطر المرتبطة بها. ويُعد أفضل وقت للقيام بالبحث عن مستثمرين للشركات الناشئة هو بعد الحصول على المعلومات الأساسية لجعل المنتج قابلًا للنمو والاستمرار ويصبح جاهزًا للسوق.
• مصادر التمويل حسب مراحل نمو الشركة الناشئة:
- المرحلة المبكّرة للشركة الناشئة( Pre-seed funding )أو ما يعرف بمرحلة "إثبات المفهوم"( proof of concept) وعادة ما يأتي التمويل من المدخرات الشخصية أو من أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين أو المؤيدين، أو التمويل الجماعي. وهو مصمّم لمساعدة الشركة المبتدئة على الإقلاع. وتتلخص الفكرة في أنه من خلال البدء المبكر في جمع رأس المال، ستكون الشركات الناشئة قادرة على تقليص الوقت والتكلفة اللازمين لجلب منتج جديدأو خدمة جديدة إلى السوق،كما يسمح التمويل المسبق لرواد الأعمال باختبار نماذج أعمالهم وعرض أفكارهم. ولا شك في أن الأموال المطلوبة في هذه المرحلة تختلف باختلاف العمل التجاري أو نوع الخدمات أو المنتجات التي تعتزم الشركة تقديمها.
- تمويل الشركات الناشئة في المرحلة الناضجة( seed funding )
تعرف أيضًا بإسم دورة "الملاك المؤسسي"( institutional angel)
وعلى الأرجح إنّها أول مرحلة تمويل تبدأ فيها الشركة الناشئة بجمع الأموال رسميًا، ويهدف إلى مساعدة الشركة الناشئة في نموها الأولي من خلال أبحاث السوق وتطوير المنتجات. أما أنواع المستثمرين فتشمل أفراد الأسرة، والحاضنات، ورأس المال الخطرأو الجريء، والمستثمرين الملاك وهو أكثرها شيوعًا.
- الاستثمار الملاك ( Angel investment)
وهي عبارة عن جولات تمويل صغيرة في مراحل مبكرة يتم تقديمها للشركات ذات الأفكار المبتكرة،يمكن أن يتراوح حجم هذه الجولات من 10,000 دولار إلى 250,000 دولار. عادة ما يكون للمستثمرين الملاك منظور طويل الأجل ويريدون رؤية الشركة التي يستثمرون فيها تنجح. ويمول المستثمرون الملائكة عادةً الشركات الناشئة في المرحلة المتوسطة التي تحتاج التمويل لتوسيع نطاق أعمالها وتطوير منتجاتها أو خدماتها على نحو أكبر. والشركات الناشئة في المراحل المتأخرة التي تحتاج التمويل لإنهاء أعمالها أو متابعة الاكتتاب العام الأولي.
- رأس المال المخاطر أو الجريء( Venture capital)
إنه التمويل الذي يتم تقديمه للشركات الناشئة المتوقعة مقابل أسهم حقوق الملكية. تمنح هذه الأسهم أصحاب رأس المال الاستثماري حصة في أرباح الشركة المستقبلية وتسمح لهم بأن يكونوا جزءًا من عملية صنع القرار. عادةً ما يستثمر أصحاب رؤوس الأموال المخاطر مبالغ أكبر في الشركات الناشئة المتوقعة مما يفعله المستثمرون الملاك.
- الملكية الخاصة (Private equity)
إنه نوع آخر من الاستثمار يمكن إجراؤه في بدء التشغيل المتوقع. تشتري شركات الأسهم الخاصة الشركات ثم تساعدها على النمو من خلال توفير التمويل الإضافي والمشورة التجارية. عادة ما تستثمر شركات الأسهم الخاصة مبالغ أكبر في الشركات الناشئة المتوقعة مما يستثمره أصحاب رؤوس الأموال المخاطر.
• كيفية البحث عن المستثمرين المحتملين الملائمين والتواصل معهم:
- إعداد قائمة بالمستثمرين المحتملين، يتم فيها تحديد شخصية المستثمرين المناسبين -سواء كانوا أفراد أو مؤسسات-لمجال العمل وفكرة المشروع ودراستها جيدًا من خلال الحصول على معلومات مفصلة عنهم؛ ما هي خلفيتهم ومجالات اهتمامهم، من يقدم لهم الاستشارة المالية، ما هي طرق تفكيرهم، معايير اتخاذ قرار التمويل، الصفقات التي أبرموها، الشركات المنافسة التي استثمروا فيها، وكيفية التعامل معهم. حيث تُعد مواقع التواصل الاجتماعي أحد أهم الوسائل لمعرفة شخصية المستثمر المحتمل.
- تحديد القنوات التي ستسهل الوصول للمستثمرين المناسبين لفكرة المشروع: من خلال إيجاد شخص مشترك في دائرة المعارف أو الأصدقاء مما يسهل الوصول لهم، أو من خلال التواجد في بعض المناسبات التي يحرص المستثمرون المناسبون لفكرة المشروع على حضورها.
• خلال البحث عن المستثمرين المحتملين:
- تأكد من أن فكرتك تستحق الاستثمار فيها.
- تحلى بالشفافية بشأن أهدافك وما تنوي فعله بالأموال المجمعة.
- تذكر أنه ليست كل فرصة استثمارية مناسبة لكل شركة ناشئة.
- كوِّن فريقًا قويًا من المستشارين والشركاء والموجهين الذين يمكنهم المساعدة في إرشادك خلال عملية زيادة التمويل.
- اعمل على إنشاء قنوات اتصال جيدة مع المستثمرين المحتملين.
• معايير لكيفية اختيار مستثمر مناسب لمشروعك.
1. لا يتعلق الأمر بالمال: لا تجعل المال يعميك لدرجة تتنازل فيها على فكرة المشروع، ولا تملك الحق في الرؤية المستقبلية لطريقة سير العمل، ولا الصلاحية لإبداء رأيك بعد الآن.
2. اعرف احتياجاتك جيدًا: عندما تحدد طبيعة احتياجاتك، ستكون قادرًا على تصفية خياراتك المتاحة، وبالتالي معرفة المستثمر المثالي الملائم لفكرة المشروع. (حدد ما الذي تبحث عنه، هل تريد الانتفاع من شبكة علاقات المستثمر ومعارفه، أو تريد التوسع وتكبير المشروع من خلال الحصول على تمويل من المستثمر، أو تريد تشكيل صدى تجاري للمشروع من خلال انعكاس السمعة التجارية والخبرات الموجودة لدى المستثمر عن المشروع، أو تحتاج إلى الخبرة في الأمور المالية والإدارية من خلال الحصول على شريك مستثمر تتفق معه على صلاحيات بنود العقد المتفق عليه. متى تمكنت من تحديد هذه الاحتياجات، ستتمكن حينها من تصفية خياراتك المتاحة ومعرفة المناسب منها).
3.اعرف من أين تبدأ: عندما تعرف أنواع المستثمرين وطبيعتهم، وماهية احتياجاتك ستعلم أي نوع يناسب مشروعك، وتشُكل الميزة التنافسية التي تملكها وقدرتك على الإقناع ميزة لقبول المستثمر للاستثمار معك وتفضيلك عن أصحاب المشاريع الاخرى.
4. طبيعة الخبرة: تمثل الخبرة التي يمتلكها المستثمر دور مهم في عملية دعم المشروعات وخاصة في المراحل الأولى منها للوصول إلى مرحلة النمو.
5. ما الذي يمكن إضافته إليك: هناك العديد من الإضافات التي يمكن ان يضيفها لك المستثمر المناسب والتي قد تكون على شكل التمويل المالي، الخبرة الإدارية، شبكة العلاقات الواسعة، السمعة الإيجابية للعلامة التجارية، الدعم اللوجستي، القوة التنافسية في السوق، الأمان المستقبلي.
6. حدود الصلاحيات: تحدد مقدار الصلاحيات ما النسب التي يمكنك التخلي عنها في سبيل توسع المشروع، ما النسبة التي يمتلكها المستثمر الأساسي في المشروع وما نسب المستثمرين الفرعين، ما عليك من مسؤوليات ومن واجبات.
7. الرؤيا المشتركة: مشاركة الرؤى والخطط المستقبلية بطريقة تدعم المشروع ولا تؤثر عليه سلبًا.
8. لا ترمى أوراقك في سلة واحدة: قم باختيار أكثر من مستثمر لتمويل المشروع، وذلك لتلافي أي طارئ من اعتذار أحدهم أو قيامه بالتحالف مع منافسين آخرين. ومن ناحية أخرى للمساعدة
في توزيع حدود السلطة الممنوحة في حالة امتلاك نفس النسبة من الأسهم لشخص واحد.
9. لا يتركك عندما تشتد العاصفة: يجب وجود الثقة بين الطرفين، وعدم التخلي عن الطرف الآخر في أوقات الأزمات أو الغدر به لصالح منافس آخر مثلًا.
10. سهولة التواصل معه: وجود علاقة سلسة، قائمة على الاحترام والتقدير المتبادل.
11. يصلح لطبيعة العملاء المستهدفين وثقافتهم المنشودة
12. القدرة على التمويل الاحترافي: ما هي طريقة إدارة المستثمر للمشاريع، هل سيساعدك في تحقيق رؤيتك المستقبلية أم سيساعدك للحصول على أكبر منفعة ممكنة منك؟
13.توقعات منطقية: فالتوقعات العالية وغير المنطقية للمستثمرين تُشكل نوعا من الضغط النفسي والعقلي على أصحاب المشاريع مما يجعلهم عائقًا ثقيلًا لا يمكن تحمله.
• العرض التقديمي: يتم عمل مُلخص لجميع جوانب المشروع خلال (15-20 دقيقة) مع مراعاة تغطية العرض التقديمي للآتي:
- الألم: ما المشكلة التي تحلها؛ إظهار فهم مفصل لألم عميلك، التحدث عن احتياجات المستخدمين.
- الحل: ما الذي يقدمه المنتج أو الخدمة للتخلص من المشكلة.
- حجم السوق: مما هو عدد المستخدمين أو العملاء للمنتج أوالخدمة، وكيفية نمو هذا العدد مع مرور الوقت، ومقدار قيمة كل من هؤلاء المستخدمين أو العملاء. (هنا فرصة لتغطية نموذج التسعير أو العائد وبيان نسبة الأرباح من المشروع).
- المنافسة: تحديد جميع المنافسين، طبيعة المنافسة وكيف تختلف عنهم.
- فريق العمل: العمل على تسليط الضوء على أي مواهب أو خبرات خاصة تجعلهم مناسبين تمامًا لبناء العمل.
- الحسابات المالية: وجود شرح مبسط من خلال الجدول الزمني لكيفية إنفاق المال.
حاول إثبات قدرتك في تنفيذ المشروع بطريقة مثالية ومبهرة، كن مستعدًا للإجابة على أي أسئلة من خلال وضَعْ مخططات تفصيلية للمستثمرين حول كيفية استخدام أموالهم، ومقدار الأموال التي تحتاج إليها. ضَعْ في ذهنك مقدار النسبة التي ترغب في التنازل عنها، مع أخذ الحذر من التنازل عن نسب كبيرة للمستثمرين في مرحلة مبكرة للمشروع، لتتمكن من الحصول على الدعم المالي والمعنوي المناسب لمشروعك بأقل تكلفة ممكنة.
• نصائح سريعة لرواد الأعمال:
- على رواد الأعمال إدراك بعض العناصر التي يجب أخذها بالحسبان والتي قد تؤدي إلى تعثر المشروع وموته ومنها؛ عدم دراسة حاجة السوق فقد فشلت 42٪ من المشاريع الناشئة لعدم تلبيتها لحاجة السوق والمستهلكين. بالإضافة إلى انعدام الدقة في اختيار الفرص الاستثمارية، وعدم تطابق دراسات الجدوى الاقتصادية مع المشاريع المختارة، من حيث تقدير الكلفة أو مدة الإنجاز، أو طبيعة المشروع، أو بيئة الأعمال.
- قد يتم التعرض للرفض عدة مرات، وبالتالي على رواد الأعمال التحلي بالصبر، وأخذ الوقت الجيد لإيجاد المستثمر المناسب، مع عدم فقدان الشغف والإصرار لتحقيق مشروعه.
• المتابعة مع المستثمرين والتواصل الفعال معهم:
عند الحصول على المستثمرين المناسبين وتأمين التمويل، حافظ على علاقة جيدة معهم، تحلى بالصدق واحترم وعودك معهم، عاملهم كشركاء وأطلعهم على كيفية سير العمل. استمع إلى وجهات نظرهم، فقد تكون لديهم رؤية أفضل يجب أخذها بعين الاعتبار.
المراجع
https://www.investopedia.com/terms/i/investment.asp https://www.bdc.ca/en/articles-tools/entrepreneur-toolkit/templates-business-guides/glossary/early-stage-investing https://articles.sequoiacap.com/how-to-present-to-investors
https://blog.mostaql.com/entrepreneurship/
https://fastercapital.com/funding-early-stage-startup.html
https://www.e3melbusiness.com/blog/choosing-suitable-investor
https://www.asjp.cerist.dz/en/article/32226.
https://www.google.com/amp/s/www.seedinvest.com/blog/startup-funding/what-is-pre-seed-funding%3fhs_amp=true
https://www.meemapps.com/article/fundraising-is-a-tool-not-an-end
التعليقات