ترى ما تخبئ لنا المرارة؟ ... أين أنت من بئرك .. ؟
ستظلُّ تحفُرُ في بئرِكَ ..وصباً وصباً
حتى ما يُؤتيكَ الله قوة فلقِ الصّخْر
أشعرُ بكْ
أشعر بك الآن وأنت في طريق نزولك ؛ٍلا مِشْعَلَ ولا مُؤنِسة
أرى عيناك وهي تنظر إلى السماء وإلى باطن الأرض ..وكلاهما سواء
أشعُر بأزيز صدرك الذي تُطَوِّعُهُ على التّحمّل
وبكهرباء دماغك التي لا تتوقف
وبجلالة الفرادة
أعْلَمُ
أنّكَ تَسْتَمْطِرُ الغيث قطرةً قطرة
أعْلَمُ أن لجمالِ الإنارة . .
سُخونَةُ ذَوْبِ الشّمْع
إييييييه ..
ثم إلم يكن النور حولَكَ فعسى أن يكون شريانُك فتيلُ الموقدة
سنواصل
سنواصل أنا وأنت ..إلى العُمْق
أسمعُك وأنت تقول
"لكن صدري ..
ولا تستطيع الوصف
سأقول:
اسْكُبْ كثيراً
وخذ بيدك عليه في منتصَفِكْ
وبصوتك داخلك قل
" سنصيبُ النَّبْعَ لامَحالة"
إن العذوبة عصير المرارة
ستقول : كيف ؟
سأخبرك ..
تذوب الحلاوة فينا ..كمن امتضغ المرارة حتى ذهب
مرها واستعذبها الجسد بالإلف
تتخللنا حتى تجعل منا أعينا وديعة .. وقلوبا خاشعة .. وأنفسا راجية
فنبتسم لجرعات قليلة من الحلو لم نكن نعطها بالا ،ونمتن لأكثر الأشياء جوهرا ومعنى ،ونرحم كل ذوي ضعف ..
كم من ثمرة حلوة غلفتها المرارة قشرة فحفظتها وآوت بذرها !
ونحن نوقن بحلاوة داخلها ونصطبر لنضوجها ونمهلها
في الثمر
نحن نتجاوز القشر سريعا ..بينما في الحياة نقف كثيرا أمامه ..لانتصور ولوج لبه ..
غير أن ثمار الأرض تخبرك أنه ما عظمت ثمرة ؛إلا وسمكت قشرتها
كم كانت قشاري صلدة ..ولولاها لذهبت في سفك الريح
كم تعريت منها ..ولم أك أعلم أنني أنمو ما دامت تغلفني
كم تعجلت عليها أحيانا كثيرة فلم يكتمل نموها
يبدو علي أن أتقبل أن المرارة والحلاوة يجتمعان
وأن الأزمان كفيلة باختصار المسافات .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات