تتحدث تلك المدونة عن الثقة بالنفس، وأسبابها، وعوامل اكتسابها وكيفية التغلب على كلا منهما، ومقومات الثقة بالنفس.
حلقة النهاردة هنتكلم فيها عن حاجة بتعتبر آفة خطيرة، ومرض قاتل، ومدمر كفيل إنه يقضي على صاحبه، وتحيله من إنسان إلى شبح إنسان.أيوه ممكن تقتل كل الغرائز الداخلية اللي هي أساس تكوينك كـَ إنسان، وتحولك لشخص مغرور ضعيف الشخصية بلا قيمة." فلا شيء أضر على الإنسان من عدم ثقته بنفسه، ولا شيء يهدم ثقه الإنسان بنفسه أكبر من جهله بها"."وأعظم الجهل بالنفس، احتقارها، والنظر الدوني لها، ولا شيء يصنع النجاح، مثل الثقة بالنفس"
أيوه موضوع حلقتنا النهاردة عن الثقة بالنفس.
وتعالا أقولك على حاجة مهمة، أنت اساسًا تكاد تكون متعرفهاش، ومعندكش علم بيها، إن مفيش حاجة اسمها ضعف الثقة المطلق بالنفس نهائي، وده شيء ناتج من عقلك الباطن، عشان يخليك مقتنع بشيء مش موجود فيك من الأساس.
برضوا مش فاهم، يعني إزاي ممكن الشخص يوهم نفسه بضعفه دي؟
الوهم ده شيء يكاد يكون في غاية الخطورة، لإنه بيؤدي إلى هلاك ناس كتير، وإنهاء حياتهم، لمجرد فكرة رَسخوها في عقولهم، ومش ليها أي وجود من الصحه، لإن العقل الباطن مبيعرفش يفرق ما بين الحقيقة والخيال، بيتبرمج على الحاجة اللي بتوهمه بيها، وتفضل ترددها على لسانك دائمًا.
زي كلمة أنا فاشل!
زي كلمة أنا عديم الثقة بنفسي!
كل الكلمات السلبية دي بتتبرمج جوا عقلك، لمجرد إنك بترددها بس، وبتكون محور حياتك، والأساس اللي بتبدأ تمشي عليه.
شايف الموضوع في غاية الخطورة إزاي!
عشان كدا المفروض كل واحد مننا، يردد عبارات إيجابيه، تساعده على الإنجاز، وإنه يكون شخص ناجح مش فاشل.
طب إيه هي الثقة بالنفس دي؟
وإزاي أعرف إن كُنت واثق في نفسي ولا لا؟
ولو شاكك ولو بمقدار ذرة بسيطة، إني مش واثق في نفسي، ادعم نفسي إزاي؟
وإيه هي اساسًا أسباب عدم ثقتي بنفسي؟
كل الأسئلة دي بتشغل حيز كبير من تفكير كل واحد فينا، ومبنعرفش نجاوب عليها.النهاردة أنا هجاوبك على كل الأسئلة دي، وهخليك تأخد جوله جوا نفسك، وتعرف أنت مين؟
الثقة بالنفس تُعد من أهم السمات الشخصية اللي بتحدد حياة الفرد وتوافقه مع ذاته ومع مجتمعه، بالإضافة إلى أنّها تعني تَقبُّل القُدرات التي منحها الله للفَرد، والرضا بها، والتكيُّف معها، والقدرة على مُواجهة الظّروف اليوميّة بكافّة أنواعها بفاعليه أكثر؛ فالثقة بالنّفس تُضيف للفرد إحساساً بالاعتزاز، والافتخار بمهاراته.
يعني كونك شخص مش واثق في نفسك، شخص مش راضي بالتركيبة اللي ربنا خلقك عليها، وده شيء من ضعف الإيمان.عاوز تكون ضعيف الإيمان، لمجرد إنك مش مؤمن بقدراتك،
ومش عندك ثقه بنفسك، واللي هي اساسًا شيء مُكتسب.
طب إزاي بتكون الثقة بالنفس مُكتسبه؟
الثقة بالنفس بتُكتسب من
1-البيئه اللي الشخص بينشأ فيها.
2- العائلة اللي بيعم فيها الدفٔ، والعاطفة، بتساهم في تطوير الذات والثقة بالنفس.
3- وجود شخص يؤمن بيك، وبقدراتك، ده بيخليك تثق في نفسك، وعندك طاقة تنجز أكبر قدر من المهام.
4- إنك تكون معتمد على نفسك بشكل كبير.
أسباب عدم الثقة بالنفس؟
بتندرج تحت 8 نقاط
1-إنك تكره نفسك.
من المشاكل اللي ممكن تسببها قلة ثقتك بنفسك، هو أنك تشعر بالكراهية لنفسك، وعدم القدرة على مسامحتها عن أصغر الأخطاء، مع مشاعر الغضب، والإحباط تجاه ذاتك وتصرفاتك.
طب إزاي اتغلب على ده؟
إنك تغير حوارك الداخلي عن نفسك، ترد على الصوت السلبى اللي جواك، بردود إيجابية، سامح نفسك عن أخطائك، تحدى معتقداتك السلبية عن نفسك.
2- رغبتك بأنك تكون شخص مثالي.
الكمالية هي واحدة من أكثر الجوانب تدميرًا التي يسببها تدني احترام الذات.
طب إزاي اتغلب على ده؟
- حدد توقعات واقعية لنفسك، وفكر بوعي كيف أن أهدافك قابلة للتحقيق مع تذكر أن الحياة بشكل عام غير مثالية، ولن تحقق الكمال.
- يجب أن تفرق بين الفشل في شيء تقوم به، وفشلك كإنسان.
3-إرضاء الآخرين على حساب نفسك.
واحدة من أكبر المشاكل مع انخفاض الثقة بالنفس،
هو الرغبة في إرضاء الآخرين على حساب نفسك.
وللتغلب على هذا يجب أن:-
تعلم كيف تقول لا: لا تعتمد قيمتك على موافقة الآخرين، فالناس يحبونك، ويحبوك لمن أنت، وليس ما تفعله لهم.
- كن أنانيًا في بعض الأحيان: أو على الأقل فكر في احتياجاتك للتغيير.
- ضع حدوداً للآخرين.
4-الشعور بالغضب.
الغضب هو عاطفة عادية، لكن المشاعر تتشوه، عندما يكون لديك تقدير منخفض لذاتك، عندما لا تفكر في نفسك، فإنك تبدأ في الاعتقاد بأن أفكارك ومشاعرك ليست مهمة للآخرين، يمكن للأذى والغضب المكبوت أن يتراكم، لذا فإن شيئًا صغيرًا يبدو صغيرًا، يمكن أن يؤدي إلى اندلاع الغضب.
وللتغلب على الأمر :-
تعلم كيف تبقى هادئًا، وهناك طريقة واحدة، وهي عدم تركك حتى تنفجر.
- الاسترخاء والتنفس العميق لتقليل معدل ضربات قلبك، وإعادة جسمك إلى حالة الاسترخاء.
5- الخوف والقلق.
إن الخوف والاعتقاد بأنك عاجز عن تغيير أي شيء في عالمك مرتبطان بانخفاض احترام الذات.
وللتغلب على الأمر يجب.
التمييز بين المخاوف الحقيقية، والأفكار التي لا أساس لها.بناء الثقة من خلال مواجهة مخاوفك،
ارسم ما يعرف بهرم الخوف، وضع أكبر مخاوفك في الأعلى، ومخاوفك الصغيرة في الأسفل.
6- إنك شخص حساس زيادة عن اللزوم.
الحساسية الزائدة من بين المشكلات التي تسببها قلة الثقة بالنفس، وسواء كنت لا تحب أن ينتقدك أحد، أو تشعر بالانتقاد من أي تعليق موجه لك، فمن المهم أن تزيل حساسيتك.
وللتغلب على هذا الأمر:إ
ذا كان النقد غير حقيقي حاول أن تدافع عن نفسك.إذا كنت تعتقد أن النقد فيه شيئاً من الحقيقة،
يجب أن تأخذ هذه الانتقادات على محمل الجد، وتجرى تغييرات لنفسك نحو الأفضل،
امضى للأمام، ولا تفكر فيما قيل، واستمر في تحسين نفسك.
7- تعتقد أنك ليس لك فائدة أو قيمة.
جميعنا نشك في قدرتنا في بعض مجالات حياتنا، لكن الشعور العميق بعدم الجدوى،
يأتي من الاعتقاد أننا لسنا ذات قيمة مثل الآخرين.
للتغلب على الأمر:
تقبل أن كل شخص له موهبة معينة ميزه بها الله سبحانه وتعالى، توقف عن التفكير في أن الآخرين أفضل منك، فأنت المسئول عن طريقة معاملة الناس لك.
8- إنك تكره جسدك.
غالبًا ما ترتبط صورة الجسم السلبية بضعف الثقة بالنفس والعكس صحيح، هذا يعني أنه يمكن أن يؤثر على كل شيء من الطريقة التي تتصرف بها في العلاقات الإنسانية إلى كيفية عرض نفسك في العمل.
وللتغلب على هذا الأمر:
- تجنب مقارنة نفسك بالآخرين، لأن المقارنة تسرق الفرحة، وتؤدي إلى انعدام الأمن، وتقبل أن كل شخص مختلف وتذكر أين تكمن نقاط قوتك.
- اتبع نظام غذائي صحي، ومارس التمارين الرياضية اليومية، لأن هذا يساعد على تحسين مظهرك، وفى نفس الوقت إطلاق هرمونات الأندورفين، وهي هرمونات تشعر الجسم بالراحة.
- اعتني بمظهرك.
ثانيا مقومات الثقة بالنفس.
اتكلمنا عن الثقة بالنفس هنتكلم بقى عن جزءا لا يتجزأ منها وهي مقومات الثقة بالنفس.
ويعني إيه مقومات الثقة بالنفس؟
وتأثيرها على المرء وسلوكه؟
المُقوّمات
هي السمات، والغرائز التي تَدفع بالشخص إلى الاعتزاز بذاته، وثقته بنفسه؛ حيث تُرسّخ هذه المُقوّمات الثقة، وبالتالي يَحتفظ الفردُ بالقوّة الداخليّة والنفسية، ويدعمها قدر الإمكان بالاستقرار الذّاتي، والصحّة النفسية، والبناء الشخصي السوي.
وتندرج هذه المقومات تحت 5 نقاط
1-المقومات الجسمية: إنّ تحلّي الفَرد بالمهارات الجسميّة السليمة والخالية من الأمراض والعاهات والتشوّهات الخلقية والإصابات المزمنة، بالإضافة إلى المظهر الخارجي الجميل والجاذبية الشخصية؛ كُلّ هذه المقومات تجعل منه ذا كفاءةٍ جسديّةٍ سَليمة لا تُعيقه عن القيام بمَهامه، ومُمارسة حياته بشكلٍ سويّ ومُستقر.
2- المقوّمات العقلية: المقوّمات العقلية هي سلامة النمو العقلي للفرد، بالإضافة إلى عدم تدنّي مستوى الذكاء، والقدرة على تَوظيف القدرات العقليّة لاكتساب خبرات جديدة، والابتعاد قدرَ الإمكان عن الخبرات المؤلمة وغير المَرغوب فيها، بالإضافة إلى القدرة على استِخدام الخَيال الخصب في شتّى المَجالات كالشعر، وابتكار كلّ ما هو جديد في العلوم المُختلفة، كما أنّ للذاكرة أهميّة كبيرة في استرجاع المَعلومات وتوظيفها في آليّة استجابات الفرد للمُثيرات المُختلفة.
3- المقوّمات الوجدانية: تعني هذه المُقوّمات نموّ الفرد النفسي السليم، وخلوّه من الأمراض النفسيّة، والوساوس، والتوتر، والقلق، والشك المرضي، والقُدرة على التحكّم في الانفعالات المزاجيّة وضبطها، والتقييم المُتوازن للذات دون ترفُّع عقيم يدفعه إلى الغرور، ولا تحقير مُهين يدفعه للخضوع، بالإضافة إلى القدرة على التَحرّر من الآثار المُترتّبة على التنشئة غير السويّة والخبرات غير المَرغوب فيها في مَراحل الطّفولة النمائية، وتَحلّي الفرد بالأخلاق الحَسنة الإسلاميّة تجاه نَفسه ومُحيطه.
4- المقومات الاجتماعية: تُعدّ الأسرة والمجتمع هي اللبنة الأساسيّة في النموّ التوافقي النفسي للإنسان، فالتقبّل الأسري للفرد منذ ولادته والإحساس بالرضا تجاهه يُكوّن الصورة الشخصيّة والبناء المُجتمعي والنفسي السليم للفرد، منذ فترة الطفولة وخلال مَراحلها النمائية المُختلفة، بالإضافة إلى التنشئة السليمة، كل هذا يُنتج فرداً واثقاً بذاته مُتحمّلاً لمَسؤولياته قادراً على التغيير.
5- المقومات الاقتصادية: من المُمكن أن تكون هناك علاقة طرديّة بين المُستوى المادي للفرد وارتفاع دخله بارتِفاع مُعدّل ثقته بذاته، إلا أنّ المُقوّمات الاقتصاديّة ليست ذات تأثير مباشر في الثقة بالنفس، وتدنّيها أو ارتفاعها؛ فالكثير من الشخصيّات الفعّالة خلال التاريخ كانت تمتدُّ من أُسرٍ ذات مستوى مادّي متواضع. فيديو دولة غير موجودة على الخريطة هل سمعت من قبل عن دولة غير موجودة على الخريطة؟إنها الثقة بالنفس! سؤال الحلقة:أنت كشخص شايف نفسك من جوا إزاي؟وإيه هي الموهبة اللي بتميزك؟
بقلم #رقية_مقلد 🖋
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات