تذكرة سفر بين الواقع وعالم الأموات وملكوت السماء وهذه هى الواقعية السحرية.



الواقعية السحرية بحر واسع خياله لا حدود له، أبحرت بقاربي في إحدى روايات الواقعية السحرية الغريبة والمثيرة للدهشة "كيد النسا" للكاتب "خيري عبد الجواد"، بدأت الرواية بكل واقعية اجتماعية في إحدى الأحياء الشعبية الفقيرة في بولاق الدكرور، سيدة مات زوجها وترك لها ابن ثماني سنوات وثلاث بنات، وكان عاملا في السكة الحديد ومعاشه سترهم من أهوال الحياة، حفني الابن الأكبر النقاش الذي يساعد بعمله في تربية بديعة وفهيمة وصديقة أخواته البنات. عاشوا في بيت فقير من طابق واحد من غرفتين صغيرتين و"عفشة مياه".


تعرض الرواية لنا حياة شعبية للغاية، والتراث الصوفي في مصر، والمعتقدات الصوفية الشائعة بين العامة الفقيرة، حتى انتهى إلى أنها بقايا معتقدات المصريين عن الآلهة في مصر الفرعونية، حيث نجد أضرحة الأولياء أصحاب الكرامات في كل محافظات مصر وهى بقايا أجزاء أوزوريس التي قطعت ووزعت في جميع أرجاء مصر. تبدأ بواقعية محضة ثم تنزل مع الأموات عالمهم وتطير مع أهل السماء وتغوص في أعماق السحر وتنظر في عالم الملكوت، والأغرب أن الكاتب جعل نفسه جزء من الأحداث وكيف كانت البطلة بديعة مرت على أسرتهم ومكثت في بيتهم فترة، يتحدث عن الشخصيات ومع الشخصيات ويسكن في نفس الحي بولاق الدكرور ويعيش معهم في هذه الشوارع والحارات الضيقة، فمثلًا يقول:


"نور، أنا لا أعرفه، فكيف أكتب عنه، هل أكذب؟ أو أتخيل أحداثًا لم أعشها، أؤلف عن شخص عرفته وأنا فى السادسة من عمرى وكانت علاقتنا انه كلما رآنى ضرب يده فى جيبه وأعطانى نوعًا من البونبون يسمى نادلر فأفرح لذلك وأحبه وأتمنى مقابلته دومًا. اسمى خيرى عبد الجواد، مؤلف قصص وروايات، من عرفني فقد اكتفى، ومن جهلنى أقول له إجابة على سؤاله كيف أزج باسمى فى هذه الكتابة هكذا عينى عينك وقد جرى العرف أن يكون الكاتب الراوي مخفيًا يحرك أحداثه من وراء مكتبه، لا أحد يعرف فيما يفكر، أفكاره يطرحها على ألسنة شخوصه، آماله وطموحاته وأحلامه يدونها على الورق من وراء حجب. أنا غير هؤلاء يا صديقى، أنا أكتب عن نفسى فى كل ما كتبت، ليس حبًا فيها إنما نفسى هى الوحيدة التى أعرفها وعشت معها وخبرتها فى كل أحوالها.وقديما قال أحد الفلاسفة اعرف نفسك، وهأنذا أحاول معرفتها.وكانت بديعة أقدر منى على معرفة نور وكيف لا وهى التى أحبته وتزوجته وأنجبت منه ابنة وحيدة اسمها فتحية سوف يأتى الحديث عنها فيما بعد، لذا، فسوف أكتفي بما قدمته بديعة عن نور فى الفصل الأول أما ما لم تعرفه بديعة، فهو ما سوف احكيه."


"هنا أبدأ الحكاية وأنا على يقين مما حدث فى تلك الفترة، فقد كنت طرفًا فيها، ذلك لأن العائلة التي أقامت عندها بديعة عائلتى، كان أبى عامل البناء قد رضى بإقامة بديعة بين الأسرة كأحد أفرادها الذين تجاوز عددهم أربعة عشر فردًا، كان لديه ست بنات فلم يضره أن يزدن واحدة أخرى، كذلك أمى التى كانت تكبر بديعة بعدة سنوات رأت أن تعطف عليها بعد أن سمعت حكايتها.لم تكن بديعة تمت للعائلة بصلة اللهم إلا صلة الجذور، وذلك أنها من نفس القرية التى تقع فى محافظة المنوفية وتسمى" كوم الضبع"وكانت تنتمي لإحدى العائلات الفقيرة والتي لم تكن لها أرض أو زرع بل كانت تؤجر نفسها للعمل لدى الآخرين بأجر لم يكن يكفي للطعام فاعتمدت على ما يمنحه الآخرون مما يفيض عن الحاجة."


وكأنها دراسة اجتماعية تراثية شعبية مع ربطها بالأحداث السياسية والاقتصادية في مصر في ذلك الوقت، من حرب أكتوبر ١٩٧٣، ونكسة يونيو ١٩٦٧، حتى أن بديعة تنبأت بزلزال ١٩٩٢ وما فعله في مصر فقد كان لها كرامات وأحلام:

‏"ولم تنجح الوساطة بين أبناء العائلة الواحدة فى جعل نار الغيرة تخمد، بل زادتها اشتعالًا حتى اندلعت الحرب الخفية بين النسوان ذات يوم، فقد استعان الفريقان بكل من لديه خبرة بفنون السحر سواء فى بولاق الدكرور أو فى كوم الضبع، وكان من نتائج تلك الحرب أن انتهت بكارثة نكسة الخامس من يونيو ووفاة أخيه الأكبر، وأن يعيش وجدى ابن عمى عاجزًا إلى الأبد بعد أن طارت رجله بفعل أحد السحرة الأشرار وليس بفعل "الترام" كما قيل وقتها".


"وحين أعلنت الحرب للمرة الثانية، كان كل من الفريقين لديه أسبابه التاريخية لشن حرب وبينما الفريقان وقد استعانا بكل شياطين الجان يتطاحنان، تزوجت فتحية ورمضان فى هدوء دون الالتفات لحرب لا تعنيهما في شيء. وعندما اندلعت حرب السادس من أكتوبر كانت فتحية حاملًا فى شهرين، والفريقان أصابهما الإعياء من حرب لا طائل من ورائها استنزفت كل مواردهما ، لذا فقد اتخذا قرارًا بإعلان الهدنة وتوجيه كل شياطينهما إلى المجهود الحربي."



"كانت على يقين من موت أخيها، من أين أتاها؟ لاتعرف ،لكنها فى الآونة الأخيرة أصبحت تنبؤاتها أكثر صدقا وشفافية من تنبؤات نوستراداموس نفسه ، فهى التى تنبأت بزلزال شق أرض مصر عام 92، كما تنبأت قبل ذلك بمقتل السادات فى حادث المنصة الشهير وأدلت بأوصاف من سيخلفه على عرش البلاد، حدث ذلك بعد أن أعيتها الحيل فى تنصيب زوجها نور وليًا على بولاق الدكرور وضواحيها، كم كانت تحلم بمثل هذا اليوم، ضريح بقبة خضراء، وسياج من الحديد الأسود الناعم يلف المقام، والنور الأخضر يسطع حوله وفوقه وتحته، والناس تجيء من كل الجهات لزيارته والتبرك به، يقيمون له مولدًا كل سنة في يوم وساعة يعرفهما الجميع، وتذكرت فى تلك اللحظة أنها لا تعرف متى ولد نور وفى أى ساعة قدم إلى الدنيا، قالت: ليكن تاريخ وفاته هو الذى يحتفل به، فأنا أعرفه جيدا."


"وكنت أشعر بالملل فأخذت أقرأ العناوين الرئيسة: الرئيس جاء ، الرئيس ذهب، الرئيس استقبل صورة لعاطف عبيد رئيس الوزراء وقد بدا للوهلة الأولى أنه لم ينم منذ سنة، هالات سوداء وانتفاخات الأكياس الدهنية حول عينية تجعل صورته بشعة، وعلى لسانه تصريحات حول السلع الأساسية التى سوف تنخفض حفاظًا على محدودى الدخل، مقتل اثنى عشر جنديا أمريكيًا فى الفلوجة والقوات الإسرائيلية تجتاح مدينة غزة وتهدم عشرات البيوت، إلى آخر العناوين المكررة والمعادة، وفى إحدى الجرائد وقعت عينى على عنوان بدا لى للوهلة الأولى أني أعرفه: الولى الذى تم اكتشافه فى بولاق الدكرور . وتحت هذا العنوان وببنط أصغر: دفن حيًا وبعد خمسة وعشرين عامًا يخرج من قبره ليظهر كراماته."



والراوي هو كاتب الرواية خيري عبد الجواد، وتتكون من أربعة أقسام:


١.القسم الأول:


١.بديعة ٢.نور ٣.منامات نور ٤.حفني ٥.أم حفني


٢.القسم الثاني:


١.فتحية ٢.فتحية ٣.بديعة ٤.حرب السحرة ٥.أولاد صديقة


٣.القسم الثالث:


مقسم إلى ستة أجزاء.


٤.القسم الرابع:


١.حفني ٢.بديعة ٣.بديعة ٤.صفاء ثم الأجزاء من خمسة إلى تسعة بدون أسماء.


يبدأ الراوي الحديث عن بديعة التي تدور حولها الأحداث هى وزوجها فيما بعد، فقد أحبته ورسخ في قلبها مذ رأته فأرادت أن توقع به ليحبها ويتزوجها فمارست عليه أنواع السحر التي تعلمتها من شياطين الأنس، وبدأت رحلة البحث عن "أتر" نور الذي أحبته، واستأجرت من يؤدي هذه المهمة وفشلوا فنفذتها بنفسها ونجحت، حيث تبدأ الرواية ويقول:

"تحايلت بديعة على ملائكة روحها الخيرة، واختارت بإرادتها الحرة مصاحبة هاروت وماروت ملاكا السحر. تعلمت فنونه السوداء على إيدى شياطين الأنس وأرادت تجريب ما تعلمته فى بنى آدم فاختارت الشاب الذى سوف يصبح زوجها وأبو ابنتها الوحيدة فتحية".


نصف القصة الأول نجد أن بديعة وزوجها نور الدين كانت شخصيات سيئة وتفعل الشرور، فمثلًا بديعة تسرق وتتعدى على أمها، ونور كان "بلطجيًا"، ولكن قدرة الله تتجلى وتفوز قوى الخير في النهاية، حيث يشاء الله أن يهتديا وتبيض قلوبهم، حتى يصبح نور الدين في النهاية ولي من أولياء الله الصالحين، قبل موته تاب إلى الله ولم تفارق المسبحة يده ولا يترك فرضًا، وبديعة بعد موته حزنت بشدة وتحولت شخصيتها إلى الخير والإيمان، وزارها نور الدين مرات كثيرة في نومها يحدثها ويطلب منها ما يريد وهى تنفذ بكل إخلاص ووفاء ورفضت أن تتزوج من بعده، فعاشت حياتها لابنتها فتحية، التي وقعت في حب رمضان وتعلمت السحر من أمها بل وزادت عليها وتفوقت، ففعلت مثلما فعلت أمها في الماضي ووضعت محبتها قي قلب رمضان والنفور من خطيبته حتى تزوجا.


تمتلئ الرواية بالقصص الغريبة، بعضها مسحور وبه تعاليم السحر الأسود، ومن سُخِط قردًا وتحوله حبيبته إلى إنسان وقتما تريد وتعيده قردا حتى لا يكتشف زوجها الساحر الشرير أنها تقاومه، إلا أنها أنجبت قردًا في النهاية. وحكاية الكشكول الأخضر الذي تركه نور الدين عن مناماته التي غيرت حياته وحياة زوجته بعد موته التي لم تترك شيئا إلا وفعلته حتى تجعل الدولة تبني ضريحا لسيدنا الولى الصالح نور الدين، ليأتي الناس لزيارته من كل مكان ويتبركون به.


نسير مع العائلة حتى تزوج الأبناء وجاء الأحفاد وانقلب الحال رأسا على عقب وتحول الكل إلى نقيض شخصيته. وأغربها حكاية بديعة التي أخرجت جثة زوجها بعد خمس وعشرين سنة من قبره لتنقله لضريح باسمه وعليه قبة خضراء، ستفاجئ وأنت تقرأ أن جثة نور الدين لم تتحلل وبقيت كما هى بندى ماء تغسيله عند وفاته، وهذا من كراماته. تتجلى الواقعية السحرية بوضوح في الجزء الثالث من القسم الأول بعنوان: "منامات نور" فنجد مثلًا:

"وكانت تحمل فى يدها كيس نايلون ملفوف كذا لفة أخذت تفكه ببطء وأخرجت منه كراسة بجلدة خضراء وفى أول صفحة كتب بالخط الجميل: منامات نور بن عبد الرحمن لما تاب الله عليه ، وأخذت أقرأ بصوت عال وبديعة تسمع: أنا –وأعوذ بالله من كلمة أنا– نور بن عبد الرحمن العرضحالجى بمحل عمله الكائن أمام قسم شرطة الجيزة على البحر ، أقول قولي هذا وأنا فى دار الحق ، وأنتم فى دار الفناء ، عشت الحياة طولاً وعرضًا، بحلوها ومرها، سرقت وكذبت وعصيت فما الذي سوف آخذه فى النهاية سوى حفرة متر فى متر وقطعة قماش تستر عورتى أمام خالقى، أقول لكم ما قاله شيخى ابن عروس لما تاب الله عليه:


حرامى وعاصى وكذاب

عاجز هزيل العطايا

وتبت ورجعت للباب

حيا جزيل العطايا..."


"منام 2: رأيت نفسى جالسًا فى مكان واسع رحيب، وإذا بكراسى صفت وجلس عليها أصحابها، وقال كبيرهم: اهدموا هذا البيت. وأشار إلى بيتى. فرفع أحدهم النبوت وأراد وضعه تحت أساس البيت، فتعلقت بنبوته وصرخت: لأى شئ تريد هدم بيتى . فلما رآنى تعلقت بنبوته هتف: يا دايم. ودفعنى بنبوته فغبت عن الوجود مدة ساعة. وحين أفقت، وجدت نفسى فى واد ليس به صريخ ابن يومين، فمشيت فيه حتى انتهيت إلى شجرة عالية خضراء مورقة، فصعدت فوقها وجلست مستخبى بين الفروع، وإذا بي أجد رجلاً لا أدرى من أين جاء، وأخذ يكنس تحت الشجرة ويرش الماء، ثم أخذ بعد ذلك أحجارًا من الأرض وصار يصفهم على هيئة كراسى فصارت مثل الديوان، ثم نادى قائلاً : بسم الله تفضلوا، فالمكان خال. وما إن انتهى من كلامه حتى أقبلت رجال كثيرون، وجلس كل واحد منهم على حجر من تلك الأحجار ، ثم بعد ذلك جاء رجل جليل القدر والمقام وعليه مهابة، فنهضوا جميعًا وسلموا عليه بأدب، وعرفت أن هؤلاء الرجال جميعًا من أولياء الله..."


"فى البداية وحين كانت فتحية طفلة لم تتجاوز العاشرة بعد، أرادت تسليتها، فكانت تجهز قالبان من الطوب وتضعهما فى مواجهة بعضهما البعض وفى وضع الواقف ثم تتلو بعض عزائمها فيتناطح القالبان فى صراع دامى حتى ينكسرا، كانت تحب رؤية الدهشة فى عيني ابنتها التي ما إن وعت ما يدور حولها وما تفعله أمها حتى قالت لها: علمينى ما تعلمتيه."



والرواية كلها تراث صوفي خاصة النصف الثاني منها، فنجد مثلًا:


"رأت بديعة فيما يرى النائم ،وكأن أبواب السماء قد فتحت بقدرة الله وقدره، وظهرت أمام عينيها طاقة قدر القبة وهى صافية البياض وفى دايرها اختصار كهيئة الفجر عند لياحه، ورأت كل شىء على الأرض ساجد، الناس، والوحش، والطير ، فلا ديك يصّبح، ولا كلب ينبح، حتى الأشجار كانت راقدة، وإذا هى فى مكان واسع رحيب، وإذ بنور عظيم يأخذ البصر السليم يضيء المكان وفي عقب ذلك النور رجل عابد زاهد، فلما أقبل صاح بسم الله المكان خالى ياعباد الله. فعند ذلك النداء أقبل بعض الرجال وأخذوا يصفون الكراسى فى الجهتين، قال :الحمد لله الحنان ورازق الإنس والجان كذا الطيور مع الحيتان والدود فى قلب الصخرة نظرة يا بدوى يا جايب اليسرة وبعدها صلى على الزين نبينا مكحول العين اللى القمر له انشق اتنين وجت إليه ساجدة الشجرة نظرة يابدوى ياجايب اليسرة كذا صلاتى على الأصحاب والتابعين ثم الأنجاب والأولياء ثم الأقطاب والصالحين أعلى العشرة

نظرة يا بدوى يا جايب اليسرة وبعد هذا ياشاطر اسمع كلام كله جواهر صنعته وكان عقلى حاضر وفكرى كان مثل الدرة نظرة يا بدوى وجايب اليسرة لو كان كذا عندى مليون من الهموم ولا محزون وتقرا فيه مرة بالنون تزول همومك بالمرة نظرة يا بدوى يا جايب اليسرة"



إلا أن اسم الرواية "كيد النسا" جاءت بسبب حرب السحرة من النساء حول رمضان الذي كان خطيب إحداهن إلا أن فتحية أحبته وجلبته هى وأمها بسحرهما، فلم تسكت خطيبته وأمها ودافعا عن رمضان لجلبه مرة أخرى بالسحر ونتجت عن الحرب إصابات ووفيات أيضا حتى توقفا عند زيادة الخسائر.


استلهم الكاتب من حكايات ألف ليلة وليلة الكثير من الأحداث أو العجائبية ذاتها وعالم الجن والتعاويذ والسحر والأشعار التي وردت فيها، حيث كان يسمع العوام ألف ليلة وليلة بنسختها المسموعة في الراديو في إذاعة البرنامج الثقافي، فنجد أن العامة تحفظ الأشعار التي سمعتها بصوت "زوزو نبيل" في الإذاعة.


كل هذه الأحداث الشيقة في مائة وأربع وثمانين صفحة فقط، رحلة تنقلك من زمانك ومكانك إلى عالم آخر. وهكذا رأينا كيف بدأنا من الواقع وانتقلنا إلى عالم السحر.


إلا أن المأخذ على الرواية بعض الألفاظ الخارجة التي استخدمها الكاتب من البيئة الشعبية والتي لا يصح أن تذكر في عمل أدبي مهما أراد الراوي أن ينقلنا إلى البيئة التي دارت فيها الأحداث.




رحاب رزق

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

عرض أدبي بانورامي شيق، تحياتي

إقرأ المزيد من تدوينات رحاب رزق

تدوينات ذات صلة