عندما يجور الانسان على كرامة الانسان الآخر ؛ لا فائدة من أي مساعده !

في الزمن الحالي لا يلبث ان يحصل حدث ما مهما كان حتى وبعد بضع دقائق او حتى ثواني ، تصبح مادة نشر او محتوى بشكل منشور على مواقع التواصل الاجتماعي !


لا يهم لو كان ذلك المحتوى فرح اوحزن ، حرب او سلام ، وجع او زغاريت ؛ كلها اصبحت متشابهه ، هناك من يرقص على جراح الآخرين و على ويلات وانين الشعوب لكي يجمع ما يستطيع من اعجابات ومشاركات وتعليقات واموال .


الا يجدر ان يغاث من يحتاج ؛ قبل ان يصبح محتوى !!!

ام ان الانسانية والاخلاقيات اصبحت اخر ما يرغب التماثل له ..

اهلا بكم في عصر النشر الأعمى وانتهاك الحرمات ...

اهلا بكم ( في عصر الضياع الرقمي او التبجح الرقمي او عقد النقص الرقميه ؛ و / او سمه ما شئت) ....

اصبحت الموزاين تخترق عين المنطق بسهم الفُجر عنوةً وافتخاراً ... واصبح التوثيق عبر الفضاء الرقمي واجب ..


اصبح من يدمر حياة الآخرين يقيم الاحتفالات ويبتهج فرحا وضغنا ونصيرا له حق الشتات !

اصبح تعبد الله والصلاه نوع من انواع العروض المصورة التي يجب ان توثق ايمان الشخص ومبتغاه وتنشر وتشارك عبر مواقع التواصل الاجتماعي !!!

رغم ان الدين يدعو للعطف ونشر المحبه والسلام والمساعده والابتهال ؛ لكن صور كل هذا مضروب في ١٠ اعكاسٍ لهُ... للاسف هذا ما نراه الان ...

و اصبح من يقيم ويصنف الشرف والطهاره من ابرز خطائها!

و من تتجار في جسد ليكون مكان العرض والطلب!

ومن في ثوب التدينِ والصلاة شكلا في صلبه كل الرذل!

ومن يغش في عمله وفي ماله هو المثالي(الشاطر) بين الناس !

هناك من يريد ان يظهر للعالم اجمع ما يملك!

هناك من يريد ان يثبت للعالم اجمع انه يتمتع بتلك الكماليه الغير موجوده سوى بعالم الاحلام !

ويثبت لنفسه ربما انه انسان !!!!!

ليجد مواقع التواصل الاجتماعي عباءة تحمل كل هذه الاثقال ..


اهلا بكم في عصر ...

اصبحت فيه خصوصية المريض ( شاشة عرض على مواقع التواصل الاجتماعي) .. لا حرمه لشئ كان .

اصبحت خصوصيات الاسرة ( صفحات للتفاخر والافتخار وجمع الاعجابات والمشاركات وجمع المال ) .

اصبحت المشاركة ( ما تملك وما تحصل عليه ) عبر مواقع التواصل الاجتماعي هي نفسها ( عندما كان الاقدمون يتفاخرون في كم رأس غنم يملك احدهم !) ....

اصبح تقديم اثباتات علاقات الحب والارتباط على مواقع التواصل الاجتماعي أهم من تلك العلاقات نفسها ( يمكن لتلك المشاركه ان تحييها وان تنهيها ) ...

اصبح السفر والتنقل معلومه عامه منشورة مثلاط ( اخبار حالة الطقس ) ... لا تقلق وان علم احدهم انك مسافر!!!!!! لن يحصل شيء!!!!؟؟؟؟؟

قديما كان ..

كل ممنوع مرغوب....

لكن الان كل ممنوع مرغوب ومنشور عبر مواقع التواصل الاجتماعي ..





اعيدوا ناموس البشر واحفظوا كرامات الناس!!!

اعيدوا حُرمات الاشياء !

اعيدوا حُرمة الفرح والحزن !

اعيدوا حُرمة نجدة المحتاجين !

اعيدوا حُرمة الأسر !!!

وكم تبقى من حُرمةٍ كي تعيدوا!!!؟؟؟



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات رنا الربضي Rana AlRabadi

تدوينات ذات صلة