ذاع صيت كتاب الشركة الناشئة المرنة The lean Startup في أوساط الأعمال والريادة منذ بداية العقد الماضي وحتى الآن...

يستمد الكتاب عنوانه من فكرة ثورية طبقتها شركة تويوتا الشهيرة بصناعة السيارات والتي تتلخص ببساطة بجعل آلية التصنيع أكثر تبسيطاً وسلاسة.


إذاً ما الفكرة الرئيسية التي يتمحور حولها كتاب The Lean Startup الذي ذاع صيته في أوساط الريادة والأعمال؟


يقترح الكتاب وسيلة فعالة وطريقة ناجعة في التفكير الإداري من شأنها تقليص المخاطر المترتبة على صرف المال والوقت والجهد في تطوير منتج سرعان ما يتبيّن أنه لا يلاقي طلباً في السوق. فالفكرة الأساسية التي ينطلق منها الكتاب تدور حول عالم المجهول واللايقين الذي يحيط بالأفكار الريادية عموماً أثناء السعي لتطبيقها على أرض الواقع.

المنطلق الأساسي لنجاح أي فكرة ريادية يكمن في الاختبار واستبيان آراء الناس قبل البدء بتطوير المنتج، إذ يشدّد الكاتب على ضرورة الخروج من قوقعة مبنى الشركة أو حاضنة الأعمال المستضيفة والسعي الدؤوب لاستطلاع آراء الناس حول المنتج وجمع أكبر قدر ممكن من بيانات الجمهور المستهدف قبل كل شيء! فمعرفة نوعية السوق المستهدف والحاجة التي تلاقي طلباً من الناس سبيلٌ لا غنى عنه لنجاح أي مشروع.


يذكر المؤلف أمثلة على شركات ناشئة ألهمتها التكنولوجية الحديثة والتطور التقني الجاري بوتيرة متسارعة، ليأخذها الحماس الزائد في الإسراع بتطوير تطبيقات على الهواتف الذكية أو برمجيات دون التحقق من جدوى المنتج وفيما لو كان يمس فعلاً حاجة في السوق! والنتيجة الحتمية كانت بذل الكثير من المال والوقت في تطوير المنتج وسرعان ما تفشل الشركة الناشئة في الاستمرار بعد عامها الأول والثاني!


يقترح الكاتب آلية ناجعة لذلك يسمّيها "التعلّم القابل للتحقّق" validated learning، فبناءاً على تجربته المثمرة في عالم الشركات الناشئة أو ما يعرف بالانجليزية ستارت اب تبيّن له أن السبيل لملء فجوة المجهول وحالة اللايقين السائدة في أوساط الريادة يكمن في جمع بيانات بشكل علمي وموضوعي من الجمهور المستهدف ومن ثمّ التحقّق من مدى قابلية شراءه للمنتج المقترح، وذلك قبل العمل على تطويره وطرحه في الأسواق. وهذا هو السبيل الواقعي لتمتين أي فكرة ريادية وتحويلها بنجاح لمنتج يحقّق المبيعات المرجوة.


كما يشدّد الكاتب على أهمية الخروج من قوقعة النظريات المجرّدة في طيّات الكتب والأبحاث، والعمل عوضاً عن ذلك بشكل مثابر على إجراء تجارب أولية بطرح نماذج بدائية للمنتج لا تستهلك الكثير من الوقت والمال والجهد واستبيان آراء الناس حولها. وبذلك يتم حصر عالم اللامجهول هذا إلى احتمالين لا ثالث لهما:

إمّا أن المنتج تم التحقّق بالفعل من جدواه في السوق ونسبة الطلب عليه مع إضاءات مستمدّة من وحي الجمهور وما يطلبه السوق وبالتالي يستحق بذل عناء تطويره، أو أن المنتج لا يلاقي الطلب الكافي ومن الواضح أنّه سيفشل في تحقيق سقف المبيعات المتوقّع.

وبذلك تكون قد وفّرت أشهراً من بذل المال والجهد في تطوير منتج غير قابل للتحقّق من جدواه، فاستراتيجية التعلّم القابل للتحقّق كفيلة بتوفير كثير من الوقت والمال الضائع وجلب إضاءات مهمّة عن حاجة السوق الفعلية وما تقتضيه من مواصفات وخصائص ينبغي توفيرها في منتجك المستقبلي!


لمزيد من التفاصيل حول الشركات الناشئة بالأخص تلك ذات نماذج العمل اون لاين يمكنك الاطلاع على مدونة موقع بوابة الدفع الالكتروني هايبرباي لنأتيك بكل ما هو جديد ومفيد في عالم الفنتك وحلول الدفع الالكتروني (مثل هذه المقالة عن كيفية عمل بوابة دفع الكترونية ومزايا هايبرباي).



Ramez

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

الف شكر هل استطيع معرفة مبدا عمل الشركة الناشئة المرنة

إقرأ المزيد من تدوينات Ramez

تدوينات ذات صلة