المجتمع الداعم للابتكار يكون مجتمع راقي مثقف، يكون فيه كل فرد جزء من الحل، وقالب مهم في بناء سد منيع أمام جميع الصعاب للحفاظ على الوطن.

إن أكبر تحدي نعيشه الان هو مقاومة الكسل الفكري، والرجوع للقيم والمبادئ وللفكر الهادف البنّاء المستنير، الذي يقود المجتمع للتطور والابتكار، وهذا بسبب تطبيقنا لقواعد ومعايير وأفكار مستوردة في كل مجالات حياتنا على كل المستويات، حتى أصبح معظمنا ليس فقط مستهلك وغير مبتكر او مبدع او حتى متجدد، بل للأسف لا يفكر. فالمعظم يسود حياته الكسل الفكري.فمع الكسل الفكري الذي ساد مجتمعنا، نجد البعض لكي يشعر أنه له قيمة في المجتمع ، يجلس بالساعات أمام شبكات التواصل الاجتماعي ، ليس ليقدم حلول لمشاكل مجتمعية، أو أن يضيف ويطور في أمر ما، أو حتى يقوم بعمل بحث ليتعلم وليطور نفسه حتى يستطيع أن يجد لنفسه وظيفة أو مكان في ظل الثورة الصناعية الرابعة. وإنما لينقل أخبار غير معلومة المصدر بل ويتبناها، وللأسف في معظم الأحيان تكون أخبار كاذبة، بل وممكن أن تثير القلائل ، أو تنشر الفساد أو الفتن، أو تكون أخبار لا أخلاقية!! لذلك فأهم أثر لتطبيق منظومة الابتكار المجتمعي، هو تحول المجتمع إلى مجتمع راقي مثقف، يستقبل الخبر ثم يحلله ويطوره، لكي يفهم ويتعلم، ثم بعدها يستطيع أن يدعم مجتمعه ويطوره بفكر سليم مبني على دراسة. فيصبح كل فرد في المجتمع هو جزء من الحل، وقالب مهم في بناء سد منيع أمام جميع الصعاب للحفاظ على الوطن.وبالتالي عند طرح أي مشكلة تجد أن الحلول تأتي من كل أفراد المجتمع، ويتم دعم ومزج الموارد العامة والخيرية والخاصة والشركات للتصدي لهذه المشكلة. والأهم أنه يتم تحديد هل المشكلة حقيقية أم مفتعلة، وهل هي مشكلة أساسية ، أم إنها ناتجة من مشاكل أخرى. أي أنه يتم تحديد المشكلة بشكل صحيح، ورسم خريطة كاملة وواضحة، والأهم قابلة للتنفيذ، لحل المشكلة بل والمشاكل الفرعية المرتبطة بها.ويكون وصف الحل الذي تقدمه منظومة الابتكار المجتمعي، سهل ومبسط، ولا يتعدى صفحة ، مباشر على الحل، سهل التطبيق، ويكتب بلغة مفهومة وواضحة لكل فئات المجتمع. فلا يكون كالمقترحات والمبادرات والتقارير التي نراها الان. والتي تتكون من 500 إلى 1000 صفحة وبلغة غاية في الصعوبة، وتحتوي الكثير من المصطلحات التي لا يفهمها إلا فئة معينة، وأحيانا لا يفهمها حتى من كتبها !!!!فكم من المبادرات والتقارير والمقترحات قدمت وكم صرف عليها، لتقديم حلول نوعية لدعم المجتمع ، كان مصيرها -بسبب تعقيدها وصعوبة فهمها وبالتالي تطبيقها- الاهمال، او وضعها بعد طرحها أمام المسؤولين في الادراج ، او رميها في سلة المهملات. وهنا نحن لا نرمي أوراق ، وإنما أموال ووقت وجهد، والأهم إننا نحبط عقول، كان ممكن أن توجه لتطوير المجتمع، ولاحتواء وتوجيه كل الفئات، ليس فقط لخدمة المجتمعات التي تنتمي إليها، بل ولخدمة الإنسانية كافة.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات غدقا - د. غادة عامر

تدوينات ذات صلة