جميعُنا نشعرُ برغبةٍ في تغيير عاداتنا تلك الّتي تقف عائقًا أمام مشوارنا فتجعلُنا نرى الحياة من منظور كئيب، فكيف لنا أن نبدّل هذا المنظور بآخر أجمل منه؟
ربّما نجدُ صعوبةً في فعلِ ذلك في بدايةِ الأمر، لكنّنا إن عزمْنا فلن نعدمَ الوسيلة، وقد يجدي اتّباع مبدأ العلم بالتّعلّم والحلم بالتّحلّم والصّبر بالتّصبّر. أي ادّعِ أنّك تمتلك تلك العواطف الإيجابيّة المحمودة، اقرأ عن شخصيّات تاريخيّة عظيمة تحلَّت بصفاتٍ حميدة وابتعد عن تلك الكتب الّتي تحتوي رواياتٍ سوداويّة وقصص مليئة بحبِّ الانتقام. كما وتستطيعُ أن تصنعَ عالمَك الافتراضي في خيالِك، أطلِقْ العنانَ وعشْ كما شئت وتخيّلْ أنّك تمتلك عصا سحريّة أو مصباح علاء الدّين وأنّك تستطيعُ تحقيق كلَّ أحلامِ البشريّة لأولئك المتعبين التّائهين الباحثينَ في طرقاتِ اليأسِ عن سردابٍ يفتحُ لهم دروبَ الأمل.
ضع تصوّرًا للعالمِ كما تحبّه أن يكونَ وضع تصوّرًا لنفسِك كما تحبُّها أن تكون. حاول تحقيق كل ما تصبو إليه، لا تيأس مهما صادفتَ في طريقِك من عقباتٍ وعراقيل. تحلّى بالصّبرِ والعزمِ والإرداة وتسلّح بالقوّة، تلك النّابعة من إيمانِك بنفسِك، حاول أن ترى نفسَك كما تحبُّ أن تراها لا كما يراها الآخرون. ثابر على العلمِ لتتعلّم المزيد وتطلب المزيد، تحايل على كلِّ السّلبيّات الموجودة في حياتِك، تأقلم معها حتّى يأتي ذلك اليوم الّذي تراها تلاشَت أو باتَت إحدى مصادر الدّوافع لديك لتخوض معترك الحياة. تعلّم من أخطائك وحاول ألّا تكرّرها، ثق بقدراتك، وكن أنت قشّة النّجاة، ولا تنتظر أن يمدَّ لك أحدهم قشّته.
وعن تجربتي الشّخصيّة فقد اعتمدتُ تغييرَ عاداتي العنيدة السّيّئة، وبدأتُ ببناءِ عاداتٍ حسنة؛ كانَ عليَ أن أنظرَ إلى العالمِ نظرةً متفائلةً وبعدَها بدأتُ بتعقّب عاداتي الّتي حالَت دونَ تحقيق أحلامي. حدّثتُ نفسي أنّي بخير ما دمتُ لا زلتُ على وجهِ الأرض ولستُ تحتَها وأنّ بإمكاني أن أحقّقَ ما أريد وأنّي سأصلُ في نهايةِ الطّريق إلى مبتغاي.
أفرغْ قلبَك مع كلِّ صباحٍ من كلِّ تلك المشاعر السّلبيّة، الحزن والكره والحقد. وفي ظلِّ الظّروف السّائدة الحاليّة لا تبدأ يومَك بمتابعة ما تبثُّهُ مواقعُ التّواصل من أخبارٍ تجلبُ النّكد. تخلّص من شعورِك بأنّك ضحيّة، ضحيّة الآخرين، ضحيّة الظّروف. أقنِعْ نفسَك بأنّ كلّ مشكلة ولها حل، وأنّ كلَّ شيءٍ وله بديل وأنّ كلَّ داءٍ وله دواء ما دمْتَ حيًّا تُرزَق. كن إيجابيًّا ومصدر سعادة للآخرين، فإن لم تستطع أن تكونَ مصدر سعادتهم فلا تكن مصدر حزنهم وشقائهم.
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات