هل خطر على ذهنكم عند قراءة السؤال هذه النماذج الناجحة مهنيًا؟
هل خطر على ذهنكم عند قراءة السؤال مثل هذه النماذج الناجحة مهنيًا؟
بحث بسيط على قوقل "Powerful Women"سيظهر لكم العديد من تلك النماذج النسوية،
يبدو صحبح لكنه مخادع بعض الشيء! فهناك آلاف من النساء حول العالم تم إسقاطهن عن هذا الوصف "المرأة القوية"
فهل المرأة اليوم تسعى للنجاح المهني حتى تشعر بقوتها، ولماذا؟ يمكن لهذا أن يكون مبحث آخر، فاليوم سنكبر الصورة قليلًا حول النموذج المتداول عن "المرأة القوية"!
{يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَٰذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا}! [1] صرخة منذ عهد سحيق حيث تلك المرأة السيدة في قومها، وعزها، وشرفها، وعفتها، تواجه مصير لا يمكن إلا أن توصف فيه بالمرأة القوية!
حين نلحظ نفسية وأفعال مريم منذ صرخة الألم ، مختلفة عن مريم التي قالت بهيبة وثبات: {إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَٰنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا} ثمة شجاعة وقوة هائلة غمرت كيانها، فبعد أن:
{فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا} على مريم مواجهة المصير: {فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تحمله}.
ما الذي تغير من موقف الضعف، والخوف، والرغبة في الهرب من كل شيء حتى الموت؟!
هنا معركة المرأة القوية تحديدًا!
لم يكن هناك ملائكة، وأبواق وضجَّة، فقط مغامرة داخلية مُذهِلة. كريتسوف أندريه
كان على مريم مواجهة الصوت البائس، وأن تتجاسر أمام آلامها الخاصة متقبلة للأمر الجلل أولا قبل قومها!
إنها تسأل قبل قومها: { قَالَتْ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} وكأنها "مستنكرة متعجبة" لمَ يحدث معي هذا؟! مع مريم بكل تجليات عزتها؟!
صور الرسام لأنتونيلو دا ميسينا مشهدًا دقيق وحساس -لوحة عذراء البشارة- للحظة التي سلّمت فيها آخر المطاف: {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا} فما بعد: {فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي} كانت مريم امرأة أخرى!
كانت إصطفاء بعد الإصطفاء!
{يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ} سورة مريم
كأنها تقول: «حسنًا، هذا جيِّد، نعم، نعم، لقد فهمتُ، وإنني أقبَل بكلِّ ما يُرسِله الله لي.» كريتسوف أندريه
يُتبع..
[1]: سورة مريم
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات