ميزنا الله بعقلنا وقدراتنا العالية / قصة شاب طموح

قابلت شاب في سنة 2018 من أكثر الناس قوة وألهام وسأروي لكم أحداث المقابلة ...


عمر مهيار شاب في الخامسة والعشرين من عمره ولد وهو يعاني من بعض المشاكل الصحية التي أثرت على عاموده الفقري والأطراف السفلية والعلوية درس تخصص الرسوم المتحركة في جامعة الأميرة سمية وكان عضو في اتحاد الطلبة أحب الرسم منذ الصغر وطور من نفسه في هذا المجال حدثني عمر مهيار عن بداياته والطريق الذي يسير فيه وفيما يلي نص الحوار :

( حصة الفراغ )

س/ كيف تمكنت من اكتشاف موهبتك في الرسم ؟

ج/ كنت أدرس في الكلية العلمية الأسلامية وكانت الحصة المفضلة لي هي حصة الفن التي كان يعتبرها الباقي حصة الفراغ إلا أنني وجدت نفسي بين تلك الرسومات ، في البداية كنت أرسم الشوارع والعمارات والمطارات فقط ثم بدأت في رسم الوجوه والحيوانات ثم شاركت في الصف الخامس بأول مسابقة لي على مستوى المملكة وحصلت على المركز الثاني

( التميز )

س/ الى أين تريد الوصول وما أهم مخططاتك المستقبلية ؟

ج/ أريد أن أتميز بنوع واحد من الرسم وأن أطور نفسي فيه فأنا حاليا أرسم بالفحم وأريد الإنتقال الى الرسم بالزيت وأن أصل في المستقبل الى الشركات العالمية كشركات الإنتاج أو مثل شركة والت ديزني

( 7 مليار )

س/ ما الهدف الذي تريد ايصاله للمجتمع ؟

ج/ بأنني لست مجرد رقم واحد من بين 7 مليار شخص موجود في هذه الحياة وإنني قادر على إنجاز الكثير وأن أصل الى كل أحلامي

( براءة المشاعر )

س/ يلاحظ في معظم رسوماتك وجود صور الأطفال هل لهذا معنى معين و عن ماذا تعبر فيها ؟

ج/ نعم دائما ما كنت ارى أن الأطفال أكثر تأثيرا على الناس وتلاعبا في مشاعرهم وتوصيل الأفكار عبرهم تكون بطريقة أوضح وأسرع فبراءة أشكالهم تظهر براءة مشاعرنا

( الأستمرارية )

س/ كيف يمكن توظيف الوضع الصحي يطريقة إيجابية لصالح الأبداع ؟

ج/ بعدم وضع أهمية للمشاكل التي تحدث معنا وبأننا لسنا الوحيدون الذين يتعرضون لهذا وهناك من يعاني أكثر منا والثقة الدائمة بأن كل هذا سيزول ويختفي وأن الحياة مستمرة وعلينا الإستمرار معها

(العائلة أولا )

س/ هل كان للأسرة والمجتمع دورا في دعمك و كيف ؟

ج/ من ناحية أسرتي فهي السبب الأول لوصولي الى هنا فهم أول و أكثر الناس الداعمة لي ولهذه اللحظة يستمرون بإمدادي بالطاقة الإيجابية والتفاؤل وهم العامل الأساسي لنجاحي اما بالنسبة للمجتمع فكان دعمهم لي ما بين البينين وتقبلهم ونظراتهم كانت احيانا صعبة بسبب ما يسمى بثقافة شعب وكل من هو مختلف عنهم ينفرون منه لكن الكثير منهم وقف بجانبي وأمدني بالأمل

( الإمتنان )

س/ ما التسهيلات التي قدمتها لك جامعة الأميرة سمية الى الآن ؟

ج/ قدمت لي منحة دراسية كاملة ودعمتني في فترات علاجي والعمليات التي أجريتها وقدمت لي بعثه الى تركيا لإكمال فصل دراسي فيها وأنا ممتن جدا لهم وسعيد بتواجدي في هذه الجامعة

( تعاون الأتراك )

س/ حدثنا عن تجربتك الدراسية في تركيا ؟

ج/ كانت تجربة جميلة جدا حيث بقيت في تركيا لوحدي ثلاث أشهر تقريبا تعلمت فيها الأعتماد على نفسي كليا وفي الجامعة التي بعثت اليها قدموا لي كرسيا متحركا كهربائي مجانا لأتحرك فيه براحة اكثر وسمحوا لي بأن أقدم إمتحاناتي قبل الموعد حتى أعود للأردن في وقت أسرع وكان الجميع في غاية اللباقة واللطف

(الواسطه )

س/ ما هي المشكلة التي واجهتها أثناء طلبك للحصول على الإعفاء الجمركي ؟

ج/ للأسف كانت هذه اكبر مشكلة واجهتها الى الآن ففي كل الدول يوجد إعفاءات لمن يعانون من بعض المشاكل الصحية وفي وضعي كان أكبر عائق لي هي المواصلات وكنت في أشد الحاجه الى شراء سيارة لتسهل علي الحركة وفي البداية حصلت على الرخصه بعد ثلاث سنوات من المحاولة وعند تقديمي للإعفاء تم رفضي بحجة أن وضعي ليس بحاجة للأعفاء لكن ما أغضبني حقا هو أنني أرى ورأيت الكثير من الناس الذين يمتلكون إعفاءا جمركي وهم لا يعانون من أي مشكلة حقا لمجرد أنهم أولاد عائلات لها منصب أو ( واسطات ) فقدمت أعتراض ونشرت فيديو على وسائل التواصل الأجتماعي وصل الى عدد كبير من الناس و المسؤولين في البلد وحصلت على الدعم من قبل بعض الناس لكن لم أخرج بشيء غير زيادة عدد المتابعين على صفحاتي في وسائل التواصل الأجتماعي وتم التواصل معي من قبل بعض المسؤولين والنواب والوزراء وجميعهم للأسف كانوا لغايات الشهره ولم أتلقى منهم اي مساعدة وعند مقابلتي للأمير حسن في إحدى المؤتمرات التي يقيمها أخبرته عن قصتي وحاول مساعدتي جدا حيث جعل مديرة أعماله تتصل مباشرة مع المسؤولين عن الإعفاءات ليعيدو النظر في وضعي ومنحي الإعفاء وقبل شهرين تقريبا طلبوا مقابلتي من جديد وأعادوا رفضي وحينها توقفت عن طلب الأعفاء لأنني شعرت بأنها أصبحت مشكلة شخصية بيني وبينهم

( الحياة قصيرة )

س/ قدم رسالة أمل و دعم لكل من يعاني من المشاكل الصحية ؟

ج/ ليس بالضرورة أن نوقف حياتنا على كل مشكلة ونعطي لها قيمة وأهمية فالحياة قصيرة وعلينا اغتنام كل لحظة فيها ونحن قادرين على أن نتحكم في مشاعرنا ولا يوجد ما يسمى بإنه يحدث ( غصب عنا ) فنحن بشر ميزنا الله بعقلنا وقدرتنا العالية على تخطي الصعاب وأن تجد ما تسعى إليه في الحياة لتصبح الحياة ذات مغزى ومعنى .

ملك عصام

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات ملك عصام

تدوينات ذات صلة