مواساة جزء من القلب للقلب

يولد المرء وبجانبه والداه، ومع كل نمو يظهر على الطفل من حَبْوٍ ، ومشيٍ ، وظهور أول سن له،

ثم بعد ذلك من نطق كلمة ماما و بابا ، وهما السعادة تغمرهم ولا تسعهم ، وكلما كبرنا وتوالت الأعوام ونحن ننتقل من مرحلة إلى أخرى كانو هم برفقتنا في أسعد لحظاتنا سُعِدُو لسعادتنا ، وفي حال أننا تعرضنا لما يكدِّرنا من ضيق أو حزن أو كسر كانوا الملاذ الآمن للبوح بجميع ما نُكِنُه داخلنا ، هم الآمان الذي يبحث الكثيرون عنه ولا يجدونه عند سواهم.

حق الوالدين علينا عظيم لا نستطيع تسديده مهما فعلنا ولكن عظم حقهم لا يمنع أن نجتهد ونسعى لنيل برهم بل حقهم العظيم يشجعنا لفعل ما بوسعنا وأكثر لإسعادهم والوقوف بجانبهم عند احتياجهم لنا في حال حزنهم وانكسارهم،

وبعد ما أصبحنا على ما نحن عليه من قوة ونضج ووعي ، عندما يصاب أحد والدينا بحزن أو ضيق أليس من حقه علينا أن نذهب ونربِّت على كتفيه ؟ أليس من حقه علينا أن نحتضنه حتى نشعره أننا معه وبجانبه وأننا نحبه ونشعر بحزنه ؟بالطبع نعم ،

وكثير من الأبناء يخجل من فعل هذه الأمور التي قد يستهين بتأثيرها العميق، ربما لعدم اعتياده على فعلها من ذي قبل ، أو لأن والديه لم يعوداه على ذلك ، لا بأس تعلَّم وسوف تجد صعوبة في أول محاولة بلا شك يا صديقي ، وبعدها سيصبح الأمر غايةً في السهولة ، وستشعر بسعادة لم تتجرعها من قبل لكونك فعلت ما يجب عليك فعله ، ولأنك ساعدت من لهما الفضل في كونك شخص يستطيع أن يساعد ، وبمعنى أعمق لأنك ساعدت من علِّماك وربياك على مساعدة الغير ، وقد حان دورهم لأن يخضعو لمساعدة جزء منهم ،

ولا تستهن بدورك في تخفيف الآلام وبثَّ السعادة في قلب أحد والديك، ربما هناك الكثيرون ممن يخفف عنهم من أخ أو صديق أو قريب ولكن تأثير فعلتك لها تأثير مختلف لأنك ابنه أو ابنته قطعة منه

وهل هناك أفضل وأعمق من مواساة جزء من القلب للقلب ؟؟ .