قراءة لتفاصيل عادات أهل تركيا من قلب حياتهم وتقاليدهم بعين طفلة مغتربة نشأت بينهم .
يقصد السائح في رحلاته الأماكن الخلابة ليلتقط الجمال أينما حل وفي العادة وقته المحدود لا يمكنه من ملاحظة طباع وعادات أهل البلد العميقة التي تتطلب مزيدا من الوقت والمخالطة والمواقف والأحداث.
سيلحظ عابر السبيل في تركيا سمات عامة لأهلها تجمع بين الجميل الإيجابي كالغيرة على الدين والعاطفة والفكاهة ومحبة الأطفال وبين الصلب السلبي كالقومية والعصبية والمزاجية .
فعلى سبيل الحياة اليومية سنجد تقليدا وطقوسا لبعض تحياتهم ومصافحتهم ولها هيئات بحسب الزمان والمكان فمصافحة الغريب عند عامة النساء تقتصر على السلام و تقبيل الخدين أما الرجال فيكون بطرق جانبي جبهة الرأس.أما مصافحة المعارف والرفاق فهو عناق وتربيت على الأكتاف .
في عمليات البيع والشراء الكبيرة كشراء سيارة أو أضحية هناك سلام تقليدي فريد من نوعه يكون بمصافحة البائع والزبون والقبض على الأيدي بقوة طيلة فترة الإتفاق على سعر البيع وعلى هذا الصعيد فمن أطرف ما تناقلته مواقع الأخبار هو تهشم يد زبون حين كان يصافح البائع ليتفقا على سعر الأضحية في أحد الأعياد .
أما أيام الجمعة فلها طراز عاطفي خاص خلال لقاءات "الصحبة" وهو لقاء يتفق عليه الجارات لمذاكرة القرآن والتناصح والدعاء والذكر فبعد أن ينهين جلستهن يقمن ويتصافحن وذلك بهيئة جمع الكفين وتمتمة الصلوات على رسول الله (صلى الله عليه وسلم )تليها مسحة على الوجه مع معانقة قصيرة .بعد الدعاء في لقاءات ختم القرآن الكريم يقمن بمصافحة بعضهن البعض مع إنشاد الصلوات المحمدية"اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم " ....
أكثر ما يُحب في بلد طفولتي تركيا هي العاطفة المتناقلة في هذه التحية الودية المصحوبة بالعناق ربما لبعدها الديني وربما لجذورها النفسية وكأنها تصد وتردع عن السوء فلا يستطيع المرء أن يُسيء لمن عانق.
في تركيا عادات حياتية كالمعانقة القصيرة يذكون النفس البسيطة لتصحو في كل مرة .
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات