في كل مكان أجتمع به مع الأهل أو الأصدقاء والزملاء، أجدهم يتحدثون عن طفرات تحصل وكأنها من

الوهم.. فكان الأمر المتداول بينهم أن «تلفوني يسمعني»!.. بصراحة لا أجد نفسي أتعجب من قولهم.. فأنا قد سوّل فكري للأمر نفسه.. فالعجيب أن هناك تراوداً فكرياً بين ما نفكر فيه أو نتقوله.. وبين هذا الذكاء الاصطناعي.. وذلك؛ كيف نفسر أن ما كنا نتكلم عنه فجأة يصبح متداولاً في هواتفنا الذكية ولم نجر أي بحث عنه؟!


حقاً هذا ما يحدث بالفعل.. فالكثيرون فكروا في أشياء أو في موضوع، وفجأة وجدوا أمامهم هذا المحتوى الذي فكروا فيه.. هل حقاً تلك الهواتف الذكية تسمعنا؟.. لا أستطيع أن أقول إننا نحلم أو نبالغ.. لأن الموضوع قد مر على أغلبية الناس.. ولاحظوا ذلك.. حتى ان البعض يضع هاتفه بعيداً عنه عند التحدث.. لا داعي لذلك.. فالأمر فاق التصرف.. لمجرد حك دماغك بفكرة تجدها على جهازك النقال وكأنه مصباح علاء الدين..


لا شيء من دون تفسير ولو نسبياً.. فالعامة بقدر فهمها تتعجب وتستغرب ويصيبها الخوف.. ولكن أصحاب التخصص والمطلعين يفسرونه بأن الذكاء الاصطناعي هو سلوك وخصائص معينة تتسم بها البرامج الحاسوبية تجعلها تحاكي القدرات الذهنية البشرية وأنماط عملها.. ببساطة هذا ما يحدث..


ففي السنوات الأخيرة، قفز التطور في تقنية الذكاء الاصطناعي قفزات كبيرة، وتعد تقنية «التعلم العميق» أبرز مظاهره، وهي ترتكز على تطوير شبكات عصبية صناعية تحاكي في طريقة عملها أسلوب الدماغ البشري، أي إنها قادرة على التجريب والتعلم وتطوير نفسها ذاتياً من دون تدخل الإنسان.. والذي يحدث أنه من خلال معرفة نمط تفكير المستخدم للهواتف الذكية وغيرها والمحتوى الذي يرغب في مشاهدته أو التعامل معه، يجعل من تلك التقنيات قدرة على معرفة المحتوى الذي يفكر ويرغب فيه هذا المستخدم.. فيراه أمامه وكأنها عصا سحرية..


ومثال ذلك؛ أن شركتي غوغل وفيسبوك تعتبران من الشركات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث إن شركة غوغل تستخدمه مثلاً في محركات بحثها بشكل واسع ليجري التوصل لنتائج بحث أكثر دقة، أو البحث عن الصور، كما يمكن للهواتف فهم أوامر مستخدميها، والترجمة الفورية للعبارات المكتوبة بلغة أجنبية على اللافتات في الطرقات وغيرها. أما بالنسبة لفيسبوك، فيسمح التعلم العميق للشبكة الاجتماعية بالتعرف على الوجوه في الصور، واختيار المحتوى المناسب وعرضه للمستخدم على صفحة آخر الأخبار، وغير ذلك من الوظائف.


لا داعي للتوهم.. ولكن لا بأس من الحذر.. ورغم كل ما فسر.. فإنه يبقى الأمر في حالة من الغموض لدقة ما يحصل.. فإذا فكرت في علاج لمرض ما.. تجد أن المحتوى يظهر أمامك في اليوتيوب أو في أي موقع.. وهذا يثير الجدل.. وأترك للسادة والسيدات الكرام وضع الآراء ومناقشة التفسيرات..



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات د. أحمد الفيلكاوي

تدوينات ذات صلة