أكثر مايحتاج إليه الإنسان هو قلبٌ حنون و كلمةٌ لطيفة وصبرٌ جميل ودعمٌ صادق فمابالك لو قدمت هذا لطفل التّوحد أو لوالديّه 💙💙💙
التوحد هذا الاضطراب الغامض الذّي حير العالم في معرفة أسبابه ، يبقى لغز التّوحد إلى الأن محط أنظار العلماء والباحثين و الأطباء لتفسير الخلل العصبي النّفسي السّلوكي الدّماغي لهذا الاضطراب .
وتتباين هذه الفئة بين توحد شديد و متوسط و بسيط ، و توحد مرافق لعجز عقلي أو اضطراب نمائيّ ولعل التّوحد أكثر فئة من فئات التّربية الخاصة اختلافًا ومن أكثر الفئات التي تحدث عنها الجميع دون استثناء ودارت حولهم قصص المعجزات أو قصص المعاملة الوالديّة السّيئة أو قنوات أغاني الأطفال أو مس الجمجمة الآله الأرضيّة على سبيل المثال🧐🧐
المهم في عام 1938 تم اكتشاف أول حالة طفل توحد على يد طبيب نفسي يدعى ( ليو كانر ) كان ليو يعمل بالأبحاث النّفسية للأطفال الذين يعانون من تخلف عقلي ، الملاحظة الغريبة أنه وجد أطفال بتظهر عليهم أعراض انغلاق وروتين وحبهم الشّديد للوحدة و الانعزال حتى عن أقرب أفراد العائلة وهي الأم وعدم تقبلهم للمس ورغبتهم في ممارسة طقوس حركيّة معينة مثل رفرفة اليدين وهز الجسم و الدوارن وركوب الأرجوحة
ومن هنا حاول تصنيف هذه العلامات النّفسيّة السّلوكيّة النّمائيّة بمعزل عن التخلف العقلي أنذاك والاختلاف أن ذوي التخلف العقلي أو القصور العقلي كان لديهم قدرة على التّواصل وخصوصًا الحالات البسيطة ويظهر التّخلف العقلي منذ الولادة مقارنة بالتوحد الذّي من الممكن الإصابة به حتى عمر (8 ) سنوات وتشر العديد من الدّراسات الحديثة إلى حدوث نكسات نمائيّة تسبب حدوث التّوحد ، و عند المقارنتهم بفقدان التّواصل الاجتماعي والبصري فهم يفقدون التّواصل بكل أشكاله وهذا أكبر تحدي لمعالجهم السّلوكيّ، وفهم يُظهررون استجابة للروتين والتّعليمات أفضل من ذوي التخلف العقلي المصحوب بدرجات منخفضة في معدل الذّكاء ( IQ).
المعتقد آن ذاك أن سبب التّوحد هو نظريّة ( الأم الباردة ) الذي يعتمد وبشكل كبير على سوء معاملة الطّفل ولكن مهما كان لايؤدي إلى الخلل الدّماغي الإدراكيّ العاطفي ، وفي فترة من الفترات كان يتم تشخيص التوحد على أنه فصام طفولة .
ومع كثرة البحوث العلميّة وجدت الأبحاث الطّبيّة السّريريّة وعلم النّفس العصبي أن سبب التّوحد ناتج عن اضطرابات دماغيّة وخلل في الجينات تؤثر في القدرات العقليّة و النّمائيّة و الاجتماعيّة والنّفسيّة و الحسيّة لدى الطّفل ، و إلى الأن لايزال البحث مستمر عن الجين المسبب لهذا الاضطراب ، وتشير الدرسات أيضًا إلى علاقة بين نقص نشاط الناقل العصبي و نوع من المواد الكميائيّة في الدّماغ التي تمكن من نقل الإشارات عبر الخلايا العصبيّة مما يسمح للدماغ بالتواصل مع الأجهزة الأخرى و لايزال العلماء وعلماء الوراثة والجينات يبحثون عن السّر وراء هذا الاضطراب
في النّهاية تتباين هذه الفئة بشكل كبير فَهم طيفٌ واسع متعدد الاختلافات والدّرجات ولكن تشير الاحصائات منظمة الصّحة العالميّة إلى ارتفاع نسبة الاصابة بإضطراب طيف التّوحد لدى الأطفال وهذا الارتفاع مقلق حيث تشير الاحصائيات إلى أن كل 1000 طفل بالعالم يوجد 20 منهم لديه طيف توحد أو أعراض نمائيّة غير مطمئنة ، وهذا يدعونا إلى إرشاد الأسر بأهميّة التدخل المبكر وتوجيه المعلمين ومدراء المدارس بتقبل هؤلاء الأطفال ودمجهم في البيئة المدرسيّة العاديّة و توعيّة الأطفال وطلاب بتقبل الاختلاف و الفروق بيننا ، ولابد أيضًا من التّمير بين التّوحد كإضطراب نمائي و التّوحد المصاحب لعجز أو تخلف عقلي ، وأيضًا لابد من التّنوية ليس كل أطفال التوحد لديهم قدرات خارقة أو ذكاء عالي بعض الحالات على العكس تمامًا وهناك اختلاف .
لذلك لابد من التّشخيص المبكر للاضطرابات النّمائيّة والاعتماد على القدرات في وضع البرامج النّفسيّة السلوكيّة التّعليميّة العلاجيّة ، وعدم التّسوق الطّبي للبحث عن دواء ما أنزل الله له من سلطان لأنه في الحقيقة لايوجد علاج للتوحد هي حالة نمائية تستمر مع الطّفل لكن تعديل السلوك المناسب يغير بشكل كبير جدًا ودائمًا العلاج الحقيقي هو الإيمان بقدراتهم والعمل على رفعها ودعم الأسرة بشكل فعال .
دمتم بخير محبين للحياة متألقين بإختلافكم كل عام وأنتم محاطين بالبهجة و السلام والخير 🥰🥰🥰🥰 أطال الله في أعمار أمهاتكم ووهبهم الله الصّبر والخير الجزيل 🌹🌹🌹🌹
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات
كلام جميل مفيد جدا في التوعية والتحسيس باظطراب التوحد
أعجبني مذاق كاتبة المحتوى في مشاركة المعرفة وطريقة سردها لها ووضعها المشاعر النبيلة في طياتها وبثها إيمانها في مفرداتها دمت ملهمتنا منغمسة بالسعادة
كلام في منتهى الروعة والابداع دكتورة روان....نرجو المزيد من هذه المقالات الرائعة والجميلة والمعلومات المفيدة...كل التقدم والازدهار يارب