اليكِ سيدتي إحدي القصص التي عبرت فيها محاربه ورديه عن قصتها في مواجهتها لسرطان الثدي..

=لم أظن يومًا في حياتي أنني سأُصاب بهذا المرض الخبيث, كنت دائمًا حتى في حديثي مع المحيطين بي أستبعد كثيرًا أن أُصاب به يوماً, رغم أنني أعلم أيضًا أن كل شيء قابل للحدوث في هذه الحياة..كانت الساعة تشير إلى السابعة صباحاً، استيقظت على عجل ولم يكن زوجي في البيت إذ كان يعمل بنظام الـ24 ساعة. أخذت حمامًا ساخناً بسرعة وذهبت لإيقاظ الأطفال لإيصالهم إلى روضتهم, كان اليوم ماطرًا و كئيباً، ارتديت ملابسي وضعت حمالة الصدر، لكن بينما كنت أثبتها في مكانها لمس إصبعي جسم يابس في المنطقة السفلى من ثديي الأيمن، لمسته في رفق فتبين أنها كتلة صغيرة، دعكتها قليلًا لكن تبين أنها صلبة جداً، ثم تفقدت ثديي الأيسر لكنه كان سليمًا. لم أعر للأمر اهتمامًا كبيراً..جلست وأطفالي على مائدة الطعام وفي غمرة فطورنا المليء بالجلبة والضجيج كما في كل يوم، ترتمي إلى عقلي جملة قالتها زميلتي في العمل حول أعراض سرطان الثدي " لقد اكتشفت فلانة مرضها بعد أن لاحظت كتل صلبة في أثدائها ".في سرعة رهيبة، ربط عقلي الأحداث ببعضها البعض كما يحدث في الأفلام السينمائية، وأقنعني في أقل من 3 ثواني بأنني أُصبت بالمرض ورسم لي سيناريو مروعًا كيف أنني أجريت عملية ولم تكن ناجحة وكنت أودع أطفالي على فراش الموت. كانت الأحداث تتشكل في سرعة رهيبة، ثم نجحت في الخروج من ذلك الدوار العنيف ونظرت إلى أطفالي طويلًا قبل أن تتسرب دمعة من بين رموشي لم أفهم سببها، لعلها كانت تتوقع شيئا سيئًا سيحدث.أخبرت زوجي بالأمر، وأخفيت وساوسي التي لم تترك لي مجالًا للنوم ليلتها ثم ذهبت إلى الطبيب في اليوم التالي, كان قلبي ينبض بشدة حتى أن زوجي الذي لم يكن يعلم شيئًا عن سرطان الثدي قد إستغرب حالتي كثيرًا، أجرينا التحاليل وعدنا بعد يوم لمعرفة النتيجة وقد قال الطبيب في ذلك الوقت جملته التي أغرقتني في الحزن لأيام طويلة " الوضع غير مطمئن وقد أرسلت التحاليل إلى مخبر مختص لمزيد التأكد ".. عرفت، في تلك اللحظة، أنني وعائلتي سندخل تجربة صعبة، في تلك النقطة من الزمن أيضًا فهم زوجي القصة بكاملها, لم يبدو عليه التأثر عندما علم بالقصة رغم أنني كنت مقتنعة بأن براكين من الحزن والألم قد ثارت داخله.في صباح الغد، اتصل بي الطبيب ليؤكد أن مخاوفه تأكدت وأنني فعلًا مصابة بالمرض الخبيث، لم تكن صدمة كبيرة لكنها نجحت في إغراقي في بحر من الحزن, بعد أسبوع قضيته أقاوم الحزن وإحساس الموت القادم بعد حين والنوم المتقطع، اتجهت مع زوجي وأختي إلى مصحة خاصة، وكان الطبيب عالم نفس أكثر منه طبيب. أفهمني بكلمات بسيطة رفقة زوجي أن حالتي بسيطة وليست خطيرة كما كنت أظن، وأن هذا المرض هو عبارة عن رحلة وعلى قدر قوة الشخصية النفسية للشخص يكون النجاح فيها..دخلت إلى غرفة العمليات لاستئصال الورم في مرحلة أولى، كان الوضع معقدًا جدًا. سيطر عليّ شعور كبير بالخوف لكن كلمات الطبيب الذي وجدها عقلي الصغير واقعية كان تنقذني من السقوط في الهلع وفي التفكير الأسود حول مصير أبنائي وكيف سأتركهم لوحدهم في هذا العالم...ثم دخلنا في مرحلة العلاج الكيماوي، كانت أصعب المراحل في حياتي، وكانت أكثر تجربة أشعر فيها بأهمية حياتي, كنت أعود إلى بيت والدي بعد كل حصة، مزاج سيء جدًا وعدم قدرة على الأكل، شعور متواصل بالقرف من كل شيء حتى أطفالي أصبحت لا أطيقهم ولا أطيق حملهم, كنت أشعر بالغثيان بشكل يومي، وعندما أحاول الأكل أشعر بأن سقف فمي سوف ينهار بين لحظة وأخرى..لكن كلما تقدم العلاج، كلما أصبحت أكثر إصرارًا وعزيمة على بلوغ نهاية الرحلة التي تحدث عنها الطبيب، تلك الرحلة التي يجب عليّ أن أقطعها من أجل العودة إلى أطفالي وزوجي وعائلتي وبيتي الجميل وعملي الذي إشتقت إليه كثيرًا.وبدأت مرحلة جديدة هي عبارة عن دواء يُحقن في الجسم كنوع من القتل النهائي للورم، تدوم هذه المرحلة أكثر شهرين.أستطيع أن أقول شيئًا قد لا يصدقه البعض، هذه التجربة جعلت علاقتي بعائلتي أجمل مما كانت عليه، جعلتنا أكثر حميمية والتصاقًا ببعضنا البعض. لقد أذابت جميع الخلافات بيني وبين زوجي، وجعلتني أنظر إلى أطفالي بطريقة مختلفة.أشعر اليوم بالفخر أنني وصلت لآخر الطريق، وأنهيت الرحلة بكل ثبات وقضيت على هذا المرض الخبيث, ونصيحتي إلى النساء اللواتي اكتشفنا إصابتهنّ بهذا الورم: "لا تجزعن، كن قويات، فكرن دائمًا في محيطكن، وأطفالكن، وأزواجكن وعائلتكن أشخاص كثّر ينتظرونكن في آخر الرحلة، فكنّ قويات"... =


▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫▫



اصبح اليوم سرطان الثدي (Breast Cancer), واحد من الامراض التي تم إلقاء الضوء عليها في الاونه الاخيرة, إن خوض هذه التجربه ليس بالشئ الهين سيدتي اعلم ذلك..

ولكن قال الله عز وجل : " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا " . صدق الله العظيم..

هكذا طمنئنا الله عز وجل انه لن يرزقكِ بشئ إلا ويعلم علم اليقين انكِ ستتغلبين عليه..هذه التجربه بما تحمله من ألم ومعاناه وشعور قاسٍ, فلها يوم وميعاد وساعه تنتهي بها لا محاله.. هكذا هي الدنيا سيدتي للسعادة وقت تنتهي فيه وللشقاء وقت ينتهي فيه ايضاً, وهكذا نتأرجح بين الشده واللين لتستقيم لنا الحياه..

و كما اخبرتنا المحاربه الورديه انها تجاوزت مرضها بعزيمه وتحدي علي إنهاء تلك الرحله بإذن من الله, لتنتهي و تبدأ الحياه مره أخري ولكن هذه المره ستبدأ الحياه بنظره ورديه, نظره قوه وشجاعه,

عليكِ فقط التحلي بالصبر والإيمان ولا تميلين لأي تأثيرات سلبيه مهما كانت


إلي كل السيدات المتعافيات او اللاتي مازلن في مرحله التعافي اريد أن اخبركِ, انتِ لستِ وحدك.. انتِ قويه..انتِ جميلهِ..انت ورديهِ.. انتِ الحياه♥..

آيه سعيد

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات آيه سعيد

تدوينات ذات صلة