التعليم المنزلي ماهي الدوافع التي تجعل الكثيرون ينتهجونه .


سأتحدث اليوم عن توجه جديد في العالم العربي ولكنه فكرة تستحق التجربة ، هو فكرة استثمار فريدة من نوعها رأس المال يمتلكه الجميع ، المُستثمِر فيه هو نفسه المُستثمَر فيه، جميع الأطراف فيه تلتحم لتكون كتلة واحدة مفيدة ومستفيدة !

لن أطيل عليكم الكلام وسأخبركم عن هذا الاستثمار في الحال .

الفكرة هي أو الاستثمار هو ( اختاروا ما يناسبكم ) التعليم المنزلي !


عندما جلت البلاد شرقاً وغرباً رأيت ثقافات مختلفة وكثيرة ، اهتمامات عجيبة لأسباب أكثر عجباً ، وجدت أناساً في بقاع كثيرة يُخرجون أبنائهم من المدارس ، وكان أكثرهم في بلدان تنادي بحقوق الطفل والحريات.

واكتشفت فيما بعد الأسباب الدافعة لذلك فمنها الدينية ، ومنها الثقافية ومنها السياسية، وعلى عكس ما توقعت تماماً الثراء كان أحد هذه الأسباب ( بعكس حال أطفالنا بالعالم العربي الذين أثقل كاهلهم الفقر وقتلهم الجهل ) .


كثير من الأهالي القلقين على فكر أطفالهم وصفاء عقيدتهم وطهرهم من الإلحاد والأفكار الضالة ( من جميع الأديان السماوية ) يُدرسون صغارهم منزليا .


أيضاً وجدت الكثير من الأهالي يرون أن المدارس هي مكان لخلق جو تنافسي مقيت بين الطلاب، وهي مكان لتعليم الطلاب أن عليهم المحافظة على مراكزهم وعدم التنازل عنها أبداً ، هي مكان تعليمي لا يراعي اختلاف القدارات والمهارات والفروقات الفردية ويوحد طرق التعليم للجميع ، لذلك يبتعدون عن هذا النظام التعليمي المهتريء ليجدوا المعلومة بطريقتهم .


أيضاً وجدت أن بعض الأثرياء يُخرجون أطفالهم من المدارس ليجولوا العالم ويكتشفوه ، والإلتزام بالمدارس تسعة أشهر من كل عام يقيد حريتهم !


بحثت و درست و خوضت أدوارًا مختلفة في النظام التعليمي التقليدي ، تارة كنت المعلمة المرهقَة المقيدة بالمنهج وبطرق التدريس، وتارة كنت الأم التي لم تجد مايرضيها في أطفالها بعد قضاء أغلب أوقاتهم بالمدارس ودفع المبالغ الباهظة دون جدوى ، وفي الماضي كنت الطالب المسكين الذي لايعرف كيف يصل للمعلومة ويمضي جاهداً منافساً للحفاظ على مركزه .


وهنا في هذا المقال سأتطرق للحديث عن مزايا وحسنات التعليم المنزلي أولها توطيد العلاقة بين الأهل والأطفال ، في العربية هناك مقولة تقول (البعيد عن العين بعيد عن القلب ) للأسف البعد وقضاء ٨ ساعات على الأقل بعيداً عن الأهل يوميا كفيلة بخلق فجوة عاطفية أو تكون لثقوب بالعلاقة تعتمد في حدتها على الجو العام للمنزل .


أيضا من مزايا التعليم المنزلي أنه نظام حياة ممتد على مدار العام لا يتخلله عطل المناسبات المتعددة ولا يقطع استمراره عطل صيفية طويلة تعادل ثلث العام أحيانا .


أيضا التعليم المنزلي يكسب كلاً من الأهل والأطفال مهارة البحث عن المعلومة وربطها بالحياة اليومية ،فقد أثبتت الدراسات على عينات من طلاب الجامعات في بريطانيا أن الطلاب المتعلمين منزلياً قادرين على البحث بكفاءة أعلى مقارنة بالطلاب المتعلمين بالمدارس !.


أخيراً التعليم المنزلي إذا طُبق بالنهج السليم آخذاً بعين الاعتبارحاجات الطفل النفسية قد يُنشيء طفلاً ذي خبرات إجتماعية واسعة ومتنوعة مما يصقل شخصيته ويحضرها للمستقبل .


انتظروني في مقالات قادمة لمناقشة جوانب أخرى من التعليم المنزلي .

Momist

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات Momist

تدوينات ذات صلة