قد يجذبك العنوان لتخفف عن نفسك من وطأةِ الصيف الحار، اعذرني لم أقصد هذا! بما أنَّك قمت بفتح المقال واصل القراءة فالمقال قصير.

ربما لن تذوق طعم "الآيس كريم" في مقالي لكن كلي ثقة أنَك ستذوق ما هو ألذ.

"آيس كريم" لعبة اعتدنا عليها صِغاراً؛ حيث يجتمع الأصدقاء في أحد زوايا الحي ويُخْتَارُ أحدهم ليكون ممسك "الآيس كريم" ويقوم اللاعبون الباقون بالهرب، وعندما يشعر أحدهم أنَّ الخطر قد اقترب منه يقول: "آيس كريم" ويقف بلا حركة وكأنه قطعة ثلج! ولا يعود للحركة إلَّا بلمسه من أحد الأصدقاء.

عذراً على هذه النقلة "فالآيس كريم" ليست الهدف.

كم مرة شعرت أنَّك في خطر؟ كم مرة ارتعشت خوفاً من الحياة؟ كم مرة تَسَلَّلَ الحزنُ إلى قلبك والحيرةُ إلى عقلك؟

حسناً.. ماذاً فعلت حيال ذلك؟

سأقوم بالجواب بدلاً عنك: أمسكت هاتفك وسمَّاعاتك وأطفأتَ النور وجلست في أحد الزوايا تسمع موسيقى حزينة.

اعذرني.. لكن يا لها من سذاجة!

لن أضيف مزيداً من الاستهزاء فهذا ليس بمقامه وحتَّى لا أطيل المقال؛ لأني أريد أن تصل الفكرة بأقل عدد من الكلمات.


- وعندما يشعر أحدهم أنَّ الخطر قد اقترب منه يقول: "آيس كريم"..من هنا نبدأ.

عندما تشعر بأن الخطر قد اقترب منك إلعب لعبة "الآيس كريم"، تجمَّد بثبات، جمِّد أفكارك... مشاعرك.. إلهاماتك، قف قليلاً مع نفسك، راجع حساباتك وعلاقاتك، راجع كل شي يخطر على بالك، واصنع من ذاتك المجمَّدة شخصيَّة ثابتة قويَّة تستطيع أن تواجه ممسك "الآيس كريم" لتحرِّرك من عبء تلك الكلمة وسكونها بمجرد لمسة. لتعود منطلقاً.. مسرعاً.. نشيطاً نحو الحياة بشخصية لا يكسرها حتَّى إعصار.

هكذا هي الحياة لا تتوقف عن قذفنا بأقوى أنواع الخطر,, وهكذا نحن سنعلب لعبة الآيس كريم في كل مرَة يواجهنا الخطر.


-وعندما يشعر أحدهم أنَّ الخطر قد اقترب منه يقول: "آيس كريم".. هنا نختم.


ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

من أجمل المدوّنات التي قرأتها👍

إقرأ المزيد من تدوينات أحمد ريَّان

تدوينات ذات صلة