بعد 12 سنة من الذهاب إلى المدرسة ستكون تواقًا للتوقف عن الدراسة، أليس كذلك؟

لكن هناك فترة جامعية تتبع المدرسة كما تعلم، وسيكون عليك بذل الكثير من الجهد للدراسة للتخرج،

لكن هل الحصول على درجة جامعية يستحق العناء؟ وهل تحتاج فعلًا للالتحاق بالجامعة؟ وهل الجامعة هي السبيل الوحيد لحياة مهنية ناجحة؟


في الحقيقة، لا توجد إجابة تناسب الجميع لهذه الأسئلة. إن قرار الالتحاق بالجامعة يعد قرارًا كبيرًا؛ لذا عليك التفكير به من جميع النواحي لتستطيع اتخاذ هذا القرار. وفي هذا المقال بعض الأمور التي ستساعدك على تحديد ما إذا كان الحصول على شهادة جامعية يستحق العناء.


لماذا يعد التعليم الجامعي مهمًا؟


نظرًا لأن سوق العمل مستمر بالتغير والتطور بوتيرة مذهلة فإن التعلم المستمر أمر مهم للغاية. فعلى سبيل المثال، عندما أطلق ستيف جوبز (Steve Jobs) أول جهاز آيفون (iPhone) ربما كان هناك أربعة أشخاص يعملون كمطوري تطبيقات (app developer)، أما في الوقت الحالي فهناك ملايين الأشخاص يعملون في هذا المجال.قد يكون هذا مثالًا بسيطًا لكنه يوضح مدى سرعة التغير في سوق العمل اليوم. لذلك يتعين على الموظفين اليوم تعلم مهارات جديدة وأساليب جيدة في التفكير كل يوم، وهذا ما ستتيح لك الجامعة تعلمه.


مزايا الالتحاق بالجامعة

هناك العديد من الأسباب التي تجعل الدراسة الجامعية تستحق العناء والجهد، وتشمل هذه الأسباب ما يلي:


1. كسب المزيد من المال

حصولك على درجة جامعية سيتيح لك فرصة الحصول على راتب أعلى من أولئك الذين لم يلتحقوا بالجامعة، وتختلف معدلات هذه الرواتب من شخص إلى آخر بحسب تخصصه وخبرته ومهاراته سواء الشخصية أو التقنية.


2.زيادة احتمالية الحصول على وظيفة

إن الحصول على درجة جامعية في تخصص معين يتيح لك فرصة دخول المنافسة في سوق العمل في مجال معين، ويحسن فرصك، حيث أن الحصول على وظيفة لائقة أصبح صعبًا مؤخرًا.كذلك، فإن الفترة الجامعية تتيح لك فرصة تكوين الكثير من العلاقات من خلال الانخراط في مجتمع الجامعة كالمشاركة في الأنشطة والأندية الطلابية أو من خلال بناء علاقات مهنية مع المدرسين. يؤدي ذلك بالنتيجة إلى حصولك على توصية ما من شأنها مساعدتك في الحصول على وظيفة، أو استقطاب انتباه أصحاب العمل.


3.فرصة تكوين علاقات مهنية

الأساتذة الجامعيون ليسوا مجرد أساتذة، بل هم أكثر من ذلك؛ حيث أنهم يقدمون التوجيه والإرشاد المهني إلى جانب التعليم الأكاديمي.فإذا كنت أحد الطلبة المميزين الذين يُظهرون شغفًا لمادة معينة، سيكون الأساتذة في هذا المجال أكثر من سعداء لتقديم التوجيه والإرشاد الذي من شأنه مساعدتك في مسيرتك المهنية، كما أنهم قادرون على ربطك مع الأشخاص ذوي الخبرة خارج المجتمع الأكاديمي وبالتالي تكوين علاقات مهنية قبل التخرج تزيد من احتمالية حصولك على وظيفة.كذلك فإن للجامعة دور في مساعدتك بهذا الشأن؛ حيث تنظم بعض الأقسام فعاليات تدعو فيها خبراء في مجال معين، وبالتالي يتسنى للطلاب التعرف إليهم والاستفادة من خبرتهم في المجال العملي.


4.تطوير المهارات

يبحث أصحاب العمل عن المهارات الشخصية في الأشخاص المرشحين لوظيفة معينة مثل مهارات التواصل الكتابي والشفهي وحل المشكلات والتفكير النقدي والتحليل والتعاون والعمل الجماعي وغيرها.جميع هذه المهارات سوف تكتسبها خلال دراستك في الجامعة من خلال العمل على المشاريع الجماعية أو الفردية وخوض التجارب المتنوعة عند الانخراط في المجتمع الجامعي.


5.تكوين صداقات جديدة

الجامعة ليست مقتصرة على الدراسة أو فرص العمل، إنما تتيح لك أيضًا فرصة تكوين صداقات جديدة، ولقاء أشخاص جدد من مختلف الخلفيات والثقافات واللغات، وفرصة اكتشاف اهتمامات جديدة والتعايش مع شتى الثقافات.

6.دراسة موضوع يثير شغفك

تتيح لك الجامعة فرصة دراسة ما أنت مهتم به فقط، وإذا درست ما تحب سينتهي بك المطاف بشغل وظيفة تحبها ضمن تخصصك.


7.المرونة

الحياة الجامعية أكثر مرونة من الحياة المدرسية كما أنها تجربة ممتعة بشكل أكبر؛ حيث يمكنك التحكم في وقتك بالطريقة التي تناسبك. كما يمكنك الجمع بين الدراسة والعمل بدوام جزئي؛ وبالتالي لن تكون مُجبرًا على إمضاء الفترة الجامعية بالدراسة فحسب، بل يمكنك العمل وممارسة الأنشطة الترفيهية والاجتماعية والرياضية.


سلبيات الالتحاق بالجامعة


في حين أن هنالك العديد من الأسباب التي تجعل الجامعة تستحق العناء إلا أن هناك بعض السلبيات التي قد تكون عائقًا بالنسبة للبعض، وتشمل ما يلي:


1.تكاليف الجامعة المرتفعة

التكاليف المرتفعة للدراسة الجامعية هي أحد الأسباب التي تشكل عائقًا لدى البعض، لذا إذا لم تكن متأكدًا مما ترغب في دراسته فإن الجانب المالي لهذا القرار يستحق التفكير.لكن في المقابل قد يحصل الطالب على أحد المنح أو القروض التي تساعده في تغطية تكلفة التعليم بالكامل.

2.الدرجة الجامعية ليست ضمانًا للحصول على وظيفة

نظرًا للأعداد الكبيرة التي تلتحق بالجامعة بما يفوق احتياجات سوق العمل، فإن المنافسة بين حاملي الشهادات أصبحت أكبر؛ لذا فإن الحصول على شهادة ليس في حد ذاته ضمانًا للحصول على وظيفة.لا يعني هذا أن الدرجة الجامعية لا قيمة لها على الإطلاق، إنما عليك التفكير بأنها غير كافية لتمييزك بين الأعداد الكبيرة من حاملي نفس الشهادة.


3.قد تبطئ الجامعة تقدمك الوظيفيفي

حين أن الحصول على شهادة جامعية يؤدي إلى تسريع تقدمك الوظيفي، إلا أنه قد يؤدي إلى إبطائك في بعض المجالات.إذا كنت تعلم المهنة التي ترغب فيها، وكنت تعلم أنها لا تتطلب الحصول على شهادة جامعية، فعليك التفكير بأن أقرانك في نفس المجال الذين لم يلتحقو بالجامعة سيكونون متقدمين عليك بثلاث سنوات في السلم الوظيفي.إذا كنت ترغب بالذهاب إلى الجامعة فهذا يعود إليك، لكن إذا كنت حريصًا على العمل في أسرع وقت فربما يكون من الأفضل ألا تذهب إلى الجامعة.


4.يمكن أن تكون الجامعة تجربة مرهقة

على الرغم من الاستقلالية والحرية التي ستتمتع بها كونك طالب جامعي إلا أن عليك بذل مجهود كبير في الدراسة والبحث وإنجاز المهام، وبالتالي فإن هذا الضغط قد يؤدي إلى شعورك المستمر بالتوتر والقلق، وعليك تحفيز نفسك بشكل مستمر للعمل بشكل منتج. إذًا، هل توصلت إلى الإجابة؟ هل الجامعة تستحق العناء؟


عليك التفكير مليًا في مزايا وسلبيات الالتحاق بالجامعة التي ذكرناها قبل أخذ قرار متسرع. ستختلف الإجابة من شخص إلى آخر.إذا كنت تعتقد أنك قادر على الحصول على الوظيفة التي ترغب بها دون الالتحاق بالجامعة، أو كنت بحاجة إلى البدء بالعمل على الفور يمكنك تأجيل الجامعة وبدء العمل والتفكير مليًا في ما إذا كنت ترغب بالالتحاق بها في ما بعد. لكن في المقابل عليك أن تأخذ بعين الاعتبار الفرص الشخصية والمهنية والأكاديمية التي يمكن أن توفرها لك الجامعة والتي تعتبر إضافة مميزة إلى سيرتك الذاتية.

صافي

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات صافي

تدوينات ذات صلة