أصبحت شبكة الأنترنت اليوم قناة أساسية للترويج لخدماتك و منتجاتك.

يستخدم عملاؤك محرك البحث Google و مواقع التواصل الاجتماعي بشكل يومي للتواصل و البحث عن المنتجات، الخدمات و الشركات الأقرب، الأكثر شهرة و الأفضل سمعة من خلال الاطلاع على آراء مستخدمي الإنترنت والمحتوى الرقمي.


في هذا السياق، أصبح العمل على صورة علامتك التجارية الرقمية و التسويق لها بشكل صحيح الوسيلة الأكثر فعالية للوصول إلى عميلك المستهدف و خلق فرص أكبر لنشاطك التجاري. سنرى إذن في هذا المقال كيف يمكنك وضع إستراتيجية فعالة للتسويق عبر الأنترنيت و مواقع التواصل الاجتماعي.


أولا و قبل الخوض في الموضوع بشكل مفصل أود تسليط الضوء على أمر في غاية الأهمية و الذي أرى في كثير من الأحيان بعض الخلط في فهمه، كوني استشارية في مجال الأعمال الرقمية و التسويق الإلكتروني. و هو مفهوم الاستراتيجية.


يمكنني تعريف الاستراتيجية على أنها مجموعة السياسات و الأساليب و الخطط الممنهجة التي نضعها من أجل الوصول لهدف معين، تحقيق غاية محددة مسبقا مع مراعاة القيود المادية، و احترام الوقت و الموارد المتوفرة. لكي أسهل عليك وضع أي استراتيجية، قمت بتصميم طريقة مبسطة مكونة من ثلاث خطوات تتلخص في أحرف ORP أي:

- Objectives: و ترمز للخطوة الأولى المتعلقة بتحديد الهدف أو الأهداف

- Research: و ترمز لخطوة البحث التي سنتحدث عنها لاحقا

- Plan: و ترمز لآخر خطوة و التي تتمثل في وضع خطة العمل


لذا أول خطوة عليك القيام بها عزيزي القارئ هي تحديد هدفك بشكل واضح، واقعي، محدد في الزمن و قابل للقياس. و ذلك بعد وضع صورة شاملة لوضعك الراهن. أي عليك تحديد نقطة انطلاقتك و نقطة وصولك وذلك بالإجابة على الأسئلة التالية:

- ما هي نتائجي التجارية اليوم ؟

- ما هي الطرق و الوسائل و الأساليب التي أعتمدها اليوم لتحقيق هذه النتائج (سواء كانت إيجابية أو سلبية)؟

- ما هو هدفي التجاري ؟

- لأي غاية أود أن أضع خطة تسويقية عبر الأنترنيت؟

- لأي هدف أريد أن أتواجد على مواقع التواصل الإجتماعي؟

- ما هي المعايير التي ستمكنني من قياس تحقيق هذه الأهداف؟


تصوير وضعك الحالي خطوة مهمة جدا، عليك ألا تتجاهلها لكونها تساعدك في تحديد هدفك و وضع معايير لقياسه. و كما قلت سابقا، يجب أن يكون هدفا واضحا، محددا، مقيدا بوقت و قابلا للقياس. إليك هذا المثال:

"ايلند تورز" وكالة أسفار تنظم سفريات بالمغرب و خارجه تعتمد عادة بالخصوص على السياحة الخارجية. عندها قائمة لا بأس بها من العملاء المخلصين تعمل معهم بشكل رئيسي و هذا يمكنها من تحقيق حجم مبيعات و أرباح سنوية لا بأس بها. بعد أزمة الكوفيد 19، اضظرت التركيز على السياحة الداخلية و ارتأت إذا إلى وضع خطة تسويقية جديدة لترويج خدماتها عبر الأنترنيت. و هذه بعض الأمثلة عن الأهداف التي تم تحديدها لسنة 2021:

- تحقيق 80٪ من المبيعات عبر التسويق الرقمي

- تكوين قاعدة بيانات تتوفر على 1000 عميل محلي

- جعل 30٪ على الأقل من العملاء الجدد عملاء أوفياء للعلامة التجارية.


الخطوة الثانية تتمثل في دراسة محيطك. أي وضعية السوق بالوقت الراهن بالإضافة إلى منافسيك. ثم تحديد عميلك المثالي و دراسة احتياجاته و متطلباته بشكل مدقق، بعد ذلك تحديد القيمة المضافة لمنتجاتك أو خدماتك بالنسبة للعميل المثالي و أخيرا دراسة القيود المتعلقة بنشاطك التجاري سواء المتعلقة بالميزانية أو الموارد التي تتوفر عليها.


لجعل هذا العمل أكثر سهولة, أقترح عليك الإجابة على الأسئلة الآتية:


1- وضعية السوق بالوقت الراهنة:

- كيف يمكنك وصف الوضعية السوسيو اقتصادية الحالية للمحيطك الذي تشتغل به؟ كيف ستأثر هذه الوضعية على نشاطك التجاري؟ ما الإيجابيات و ما السلبيات في ذلك؟

- ما هي أهم التحديات و كيف يمكنك مواجهتها أو إيجاد حلول لها؟

ما هي الفرص المتاحة؟ كيف يمكنك استغلالها؟

- ما هي التطورات التكنولوجيا بمجالك؟ و ما مدى تأثيرها على السوق أي على وضعية العرض و الطلب؟


2- المنافسة:

- من هم منافسوك؟

- ما هي نقاط قوتهم ؟ ما نقاط ضعفهم؟

- كيف و أين يسوقون لمنتجاتهم/خدماتهم و بأي وثيرة؟

- كيف يمكنك أن تتميز عليهم؟


3- العميل المثالي:

- من هو عميلك المثالي؟ ما وضعيته السوسيو اقتصادية؟

- أين يتواجد ؟ ما المنصات أو مواقع التواصل الاجتماعي التي يستعملها بشكل مستمر؟

- ما هي احتياجاته؟ ما أكثر شيء يحتاجه (في إطار مجال نشاطك)؟

- ما هي متطلباته؟ ما أكثر شيء يبحث عنه؟

- ما هو أكبر مشكل يواجهه أو أكبر عائق يحول دون تحقيقه لما يطمح؟

- ما هي المنتوجات الأخرى (المنافسة) التي يستعمل؟

- ما الذي يفضله في المنتجات المنافسة؟

- ما الذي لا يعجبه أو ينقصه في المنتجات المنافسة؟


4- المنتج الذي تقدمه أو الخدمة التي تقدمها:

- كيف يمكنك أن توفر لعميلك المثالي الحل الأكثر فعالية لمشكلته؟

- كيف يمكنك، عن طريق منتجك أو الخدمة التي تقدمها، أن تملأ الثغرات الي تنقصه في المنتجات الأخرى أو أن تحل المشاكل، أو الأضرار الجانبية/السلبيات التي تتسبب فيها المنتجات المنافسة؟

- ما هي الفرصة الرائعة التي تقترحها عليه عن طريق منتجك؟ و كيف ستغير هذه الفرصة واقعه؟

- ما الذي سيحصل إذا لم يستفد من هذه الفرصة؟ ما الذي من المحتمل أن يخسره؟


5- القيود المتعلقة بنشاطك التجاري

- ما هي القيود المتعلقة بنشاطك التجاري؟

* القيود المتعلقة بالميزانية

* القيود المتعلقة بالموارد البشرية

* القيود المتعلقة بالأدوات التكنولوجية

* قيود من نوع آخر

- كيف يمكنك تفادي هذه القيود؟

- ما الحلول أو الوسائل التي يمكنك اعتمادها لتحقيق أهدافها مع الأخد بعين الاعتبار القيود المتعلقة بنشاطك التجاري؟


الإجابة على هذه الأسئلة ستمكنك من وضع صورة شاملة لنشاطك التجاري بالوقت الراهن، تحديد نقط قوته و ضعفه بالإضافة إلى الفرص المتاحة لك و التي يمكنك استغلالها. يمكنك كذلك استعمال طريقة SWOT كتكميل للتمرين الذي قمت به مسبقا.


هذه الخطوة بالغة الأهمية لكونها تمكن من فهم وضعية محيطك الخارجي- أي وضعية السوق، المنافسة و الطلب- بشكل جيد ما سيمكنك من تحديد من جهة: نقط قوتك ما ستستغله في رسائلك التسويقية لتسليط الضوء على القيمة المضافة للمنتوج أو الخدمة التي تقدمها. و من جهة أخرى التعرف على نقط ضعفك لكي تضع خطة لتطوير ما تقدمه في المستقبل.


بعد وضع أهدافك التجارية و الصورة الشاملة لوضعية محيطك الخارجي و نشاطك التجاري، عليك الآن وضع خطة تسويقية تمكنك من تحقيق أهدافك التجارية في الوقت المحدد مع مراعاة القيود التي تم تحديدها مسبقا. إليك بعض الأسئلة:

1- ما هي الرسائل التي تريد إرسالها إلى عملائك المحتملين بخصوص علامتك التجارية؟

ما مميزات منتوجك بالمقارنة مع منافسيك؟ ما المشاكل التي تحلها لعميلك المحتمل؟ كيف سيغير منتوجك واقعه اليومي؟ ما الذي من المحتمل أن يخصره عميلك إذا لم يجرب منتجك؟

يجب أن توضح لعميلك مدى فهمك لاحتياجاته و متطلباته و مدى قدرتك على حل مشاكله.

2- ما هي المنصات، القنوات الإلكترونية التي ستستعملها لتسويق علامتك التجارية؟

هل تتوفر على الموارد الكافية لخلق موقعك الالكتروني الخاص و جعله يظهر في أول صفحات نتائج محرك البحث كوكل أم ستكتفي في بداية الأمر بفتح صفحات على إحدى منصات البيع أو مواقع التواصل الاجتماعي؟

من الجيد أن تتواجد في أكبر عدد ممكن من المنصات لأن هذا سيزيد من فرص ظهور علامتك التجارية، لكن يجب أن تركز أكثر على المنصات التي يتواجد بها عميلك المستهدف و التي ستمكنك من استقطاب أكبر عدد ممكن من العملاء و المهتمين بمنتجاتك. يعني إذا كنت مثلا تسوق منتج تجميل للنساء لكنك لا تتوفر على موارد، وقت و خبرة كافية لتصوير فيديوهات على اليوتيوب و التواصل على الفيسبوك، سنابشات و تيكتوك يمكنك أن تكتفي بالتركيز على الانستاكرام.

3 - ما هي الوثيرة التي ستتواصل بها مع عملائك؟

و هذا حسب الموارد التي تتوفر عليها و أهدافك التجارية.

4- ما هي الموارد التي ستحتاجها؟

هل ستحتاج تشغيل أحدهم للقيام بالمهمة؟ أم ستكلف أحدا من فريقك؟ أم تفضل تكليف وكالة ما بهذا؟

هذا القرار مقترن بالموارد التي تتوفر عليها و القيود المتعلقة بنشاطك التجاري ثم بأهدافك.


و أخيرا، إذا لم تكن لديك الخبرة الكافية لتنفيذ استراتيجية التسويق الرقمي الخاصة بك ، فمن الأفضل تفويض ذلك إلى متخصص. لأنه من المحتمل أن تحصل على نتائج سلبية وتعرض صمعة علامتك التجارية للخطر إذا تواصلت بالطريقة الخاطئة. سيقوم استشاري التسويق الرقمي أيضًا بمساعدتك في وضع استراتيجيتك للتسويق عبر الإنترنت مع إدارة مواردك بفعالية.


وإذا كنت ترغب في تعيين متخصص تسويق رقمي في فريقك ، فسأقدم لك في المقالة المقبلة بعض النصائح لاختيار المرشح المناسب.


أراك لاحقا!



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

إقرأ المزيد من تدوينات نعمة مسموكي - Niama Mesmouki

تدوينات ذات صلة