🔗 سلسة بين صفحات القصر رواية 📜: جوهرة العقد الرواية 01 في السلسلة تسرد في طياتها حلم طفلة صغيرة وسط قصر طبير فهل ستحقق احلامها ام للقدر قصة اخرى


🔗سلسة بين صفحات القصر

رواية 📜: جوهرة العقد


بارت 2: حفلة الاستقبال


في حفل الاستقبال الكل يرتدي ملابس جميلة ويخفي ملامحه خلف قناع رقيق ولم يكن الامر صعب على كثير منهم فكم من مرة حملوا أقنعة البراءة يخفون بذلك خبثهم ولكن الفرق هذه المرة ان أقنعة اليوم تتناسب مع الملابس الفارهة و المتنوعة وسهرهم الى الصباح يقدمون ولائهم للملك ويسكرون حتى الثمالة ويصنعون مكانهم في القصر، بينما تجلس الوصيفات كالتماثيل الجميلة بملابسهن الرسمية المزخرفة خصيصا للحفلات فساتين مختلفة الألوان بزخارف متماثلة بسيطة الشكل وعليها عباءة حريرية يتدلى عليها شعر مصفف قد جمع من الأمام و ينسدل من الخلف متموجا وحريري وقد أسدل على وجوههن حجاب ملون شفاف و يحملن في أيديهن مراوح ورقية يخفين بها افواههم عند الكلام وعيونهم تتفحص الجاريات وهن يتراقصن في وسط القاعة كالفراشات يتباهين بملابسهن امام الضيوف ، وغير بعيد عنهن وضعت طاولات كبيرة اصطف فوقها كل انواع الطعام , الحلوى ،كعك و لحم ،وكل انواع الاطعمة و المشروبات وكل ما لذ وطاب كيف لا وهو حفل تبرز فيه كل الجواري جمالهن لعلهن يفزن بقلوب القادة او يصبحن خليلات الملك وتلك مطامح كل جارية وهي فرصة للأميرات ان تتزين وتحتفلن بدون قيود ولا قوانين فلا احد يحكم عليهن ولا احد يخجلوا منه و الكل طوع لهن اما بنسبة للوصيفات فهي افضل فرصة لنقدهن اللاذع للملابس والطعام والزخارف فلا يكففن عن السخرية من كل ما تقع ليه عيونهن.


في ظل تلك الجلبة والمرح تقدمت الملكة من الوصيفة لولا وصديقاتها: هل يمكنكن الذهاب ومنادات القائد جوزيف؟


الوصيفة لولا: امرك مطاع مولاتي، وانصرفت من الحفل رفقة صديقتها،


الوصيفة لولا: كيف سنجد غرفة القائد


الوصيفة كيمي: لا أعلم اسألي أحد الخدم!


الوصيفة لولا: لا سنجده وحدنا انه قائد كبير في القصر لذا له جناح كبير وسنرى اسمه معلقا عند مدخل القصر، اخذت تجول بنظرها في الأرجاء وإذا بها تلمح خريطة القصر منحوتة على الجدار اخذت تتفحصها بتمعن كبير ثم قالت: كيمي لقد وجدت غرفته هيا بِنَا


الوصيفة كيمي: هل تجيدين القراءة؟


الوصيفة لولا: بالطبع الا تجيدينها انت؟


الوصيفة كيمي: لا ليس هذه اللغة هذه اللغة يتعلمها الا اولاد النخبة


وقفت لولا مصدومة وقالت: انا لم اسمع بهذا من قبل


الوصيفة كيمي: كيف تعلمت هذه اللغة؟


الوصيفة لولا: انا لم اتعلمها انا حللت الرموز فقط لا غير


الوصيفة كيمي: انت تكذبين، إشارة الوصيفة لولا لصديقتها بالصمت واقتربت من باب كبير شامخ مزين بأجمل المنحوتات والزخارف ودقته وقالت: من فضلك ايها القائد انت مطلوب من طرف الملكة لحضور الحفل الرجاء القدوم معنا


فتحت الباب خادمة وقالت: اعتذر يا سيدتي القائد جوزيف ليس هنا سأرشدك اليه واخذت تسير امامهما الى غرفة منعزلة من الجناح وقالت : لا يسمح لي بطرق الباب والان سأترككم استأذن بالانصراف ، تقدمت الوصيفة لولا وطرقت الباب : سيدي قائد اعتذر عن الازعاج لكنك مطلوب من قبل سمو الملكة لحضور الحفل الرجاء القدوم معنا ، تراجعت قليل للخلف بينما انفتح باب وخرجت منه شابة صغيرة تحمل حذائها بيد واُخرى قد امسكت بها أطراف ملابسها وقد انسدل شعرها على صدرها فستر ما انكشف منه ومضت مسرعة وقد احمر وجهها خجلا ثم تقدم القائد جوزيف وهو يرتدي سروالا فقط الى الباب وقال : الا تعرفون القانون ؟ لا يحق لكم إزعاجي وانا اعمل


طأطأت الوصيفة كيمي راسها وقالت: اسفات يا سيدي القائد لن نعيدها استأذنك بالانصراف، وانحنت لتهم بالانصراف لكن الوصيفة لولا أعقبت تقول: اعتذر عن الامر سيدي انما نحن جديدات في القصر وهذا ليس عملنا كما اننا ننفذ طلب ملكة المبجلة وهو احضارك معنا الى الحفل وهذا ليس خطأنا كما ان اليوم عطلة لجميع أهل القصر الا الخدم لذا رجاء تقدم معنا يا سيدي القائد وتقبل منا كل الاحترام والتقدير يا سيدي الموقر استأذنك بالانصراف، وهمت بالانصراف فقال بسرعة: الرجاء الانتظار سأرتدي ثيابي واتي معكما.


قالت الوصيفة لولا وهي تنحني: كما تريد يا سيدي الموقر، لم يتأخر القائد في ارتداء ملابسه وخرج على الفور واخذ يسير أمامهما وإذا بالقائد الثاني قادم بسرعة من بعيد اقترب من القائد جوزيف وقال وهو يصافحه متعجبا: لقد كنت أفكر في طريقة لإخراجك من غرفتك وإذا بي اراك هنا ما الامر ألم تعجبك فتاة يا صديقي ام أنك سئمت من الأمر؟


قال القائد جوزيف نافيا: لا لا يا صديقي انما هناك وصيفة جديدة لا تعرف القوانين طرقت بابي


سأله القائد مفجوع: هل قتلتها؟ هل أخفيت جثتها؟ دعنا نعود لتنظيف الامر


اجابه قائد جوزيف مبتسم: هدء من روعك يا بيتر لا انها بخير وهي خلفي الان مع صديقتها وأشار الى الوصيفة لولا ثم أردف يقول: تعلم انني أحب الفتيات الجريئات الوقحات لذا لن اقتلهما


القائد بيتر: لحسن الحظ ولكن لا تنسى انه لا يمكنك إقامة علاقة مع الوصيفات


اجابه قائد جوزيف بنبرة حسرة: لماذا؟ هذا ظلم فهل هن بشعات جدا؟ انظر اليهما


ألقى قائد بيتر بنظرة اليهما يتفحص وجهيهما فسقطت عينه في عين الوصيفة لولا ابتسم ابتسامة خفيفة وابعد عينه عنها وقال: يبدو أنك جننت حقا ايها القائد لقد فقدت عقلك على العموم إليزابيت تنتظرك وهي غاضبة، ولتفت ينظر الى وصيفة لولا قليلا اخذ يسير مع قائد جوزيف ويمزح معه بلهجة غير مفهومة ومن حين للأخر يلقي بنظره اليها بينما هي تسير متطأطئة الراس


امام باب قاعة الحفل وقفت الملكة تنتظر القائد في قلق وتلقي بنظرها في الاروقة لعلها تراه حتى لمحته من بعيد قادم فأسرعت اليه قائلة والغضب يتملكها: اليس من العار ايها القائد ان أناديك على عجل وتأتي الي متباطئ متكاسل والضحكة على وجهك كأنك لا تدري بما يحدث لي،


جثم قائد بيتر على ركبته وقال: اعتذر لكي يا مولاتي لكن القائد الأعلى كان له عمل مستعجل يقوم به لذا اعذريه


ردت عليه الملكة وهي تتفحص القائد الأعلى بعينيها: حسنا انصرف انت والوصيفات احتاج للتكلم مع القائد في امر خاص، قام قائد وانحنى لها واخذ يسير بخطى سريعة وخلفه الوصيفات حتى ابتعد عن الملكة وانفجر ضاحك ثم قال: حسنا لا تخبرا أحد بما رأيتما او سمعتما يمكنكما الانصراف، شكرا لخدمتكما ومرحبًا بكما مجددا في القصر نتمنى الا يزعجكما الامر.


انحنت وصيفة لولا وقالت وهي تنظر الى الأسفل باستحياء: شرف لنا خدمتك وخدمة الملكة يا سيدي ليلة سعيدة، ثم امسكت بيدي صديقتها وجرتها خلفها حتى دخلتا قاعة الحفل ثم همست لها وهي تتصنع الابتسامة امام الجميع: لماذا لم تنزل عينيك الى الارض الم اقل لكي دائما لا تحلمي بالتفاحة التي في اعلى الشجرة فهي تبدو جميلة ولكنها عفنة


ردت عليها صديقتها بسخرية: انا لا أطمع ان أعيش كل حياتي في أسفل الشجرة كما انني أتقبل ان أتناول تفاحة جميلة وعفته على ان أعيش مع القبح والطهارة كما ان تلك التفاحة غاية في الجمال والاناقة وهي تأسر الانفاس اليس كذلك؟


قرصتها وصيفة لولا ولمحت لها قائلة: يبدو ان هذه الحفلة رائعة وهي تحتوي على كثير من المرح لكني اشعر بالتعب من الرحلة سأذهب لأنام، امسكت صديقتها بكيس كبير واخذت تجمع الطعام فيه بالخفاء ثم انحنت عند قدمي وصيفة لولا بينما كانت تقول: حقا انت مسكينة فأنت لا تطيقين السفر كما ان جسمك ضعيف وهزيل اذهبي الى النوم، ووضعت الكيس بين قدميها وقامت وعانقتها قائلة: سألحقك بعد قليل عند انتهاء الحفل


خرجت وصيفة لولا من الحفل مسرعة ومستترة ثم اسرعت تركض في اروقة القصر وإذا بها تسمع صوت رجل يناديها: ايتها الوصيفة الى اين تذهبين؟ استدارت وإذا به أحد الحراس يقترب منها تجمدت في مكانها ولم تجد اي كذبة تقولها تقدم منها وقال: اعذريني ولكن اريد ان اعرف اين تذهبين وانت مسرعة هكذا يا آنسة؟


حاولت ان تتكلم ولكنها ارتبكت واذا بصوت شخص ينادي: ايها الجندي دعها تمر فهي قادمة الي لديها اعمال كلفتها بها انا لذا دعها تمر ، ابتعد الحارس عنها لكنها وقفت متجمدة ولم تستطع رفع راسها وإذَا بيد تمتد الى كتفها قائلا : ايتها الوصيفة لا تقلقي هذا انا تعالي معي سأساعدك، وابعد يده ومشى امامها بينما كانت تلحقه بصمت رهيب وبخطوات مضطربة الى ان وصلت امام باب كبير كتب امامه جناح قائد الأعلى فتح لها الباب وقال : من بعدك يا آنسة تفضلي بالدخول ترددت قليلا لكنها تشجعت ودخلت وهي تحاور نفسها: هل انا مجنونة ماذا افعل؟ هل فقدت عقلي لو اكتشف القائد الأعلى هذا الامر ولماذا اتبع هذا شاب ولماذا هو يساعدني؟ هل هو أهل للثقة هل أاتمنه على هذا السر؟


وبينما كانت تحاور نفسها اغلق الباب بأحكام ثم سار امامها الى مطبخ كبير وقال: تفضلي المطبخ تحت تصرفك وستأتي الخادمات لتنظيف لاحقا، وهم بالانصراف فأوقفته قائلة: لماذا تساعدني ولماذا أحضرتني الى هنا الا تخاف ان يكتشف القائد الاعلى الامر؟


لم يجب باي كلمة بل ابتسم ومضى الى احدا الغرف وجلس هنالك لا يصدر اي صوت بينما اخذت الوصيفة تخرج الاشياء بسرعة ,تقطع البصل وثوم وتضعهم في قدر مع الزيت ثم تخرج الخضار, تغسلها وتقطع اللحم وتتفنن في انتقاء الاشياء وتقطيعها كمن يعد لوحة فنية وتصطفها في صحون وأطباق جميلة بعناية واتقان فتضع فيها قطعة من روحها وتصبح نابضة بالحياة وبينما هي تجمع الاطباق والأواني لتغسلهم واذا به يدخل الى المطبخ ويتجول فيه ويتفقد الأطعمة ثم قال باستغراب: لم يمضي وقت طويل وها انت انهيت الطعام انه لشيء عجيب انت حقا ماهرة لكن اريد ان أعرف لماذا وضعت كل انواع الخضار واللحوم والأطعمة ولكن لم تضعي البيض او مخفوق الحليب ولا حتي قليلا ؟


التفتت اليه وقالت بنبرة حادة: وماذا تعرف انت عن الطبخ؟


امسك بملعقة واخذ القليل لتذوق من القدر والأواني المتسخة: انه لذيذ حقا صحيح انني لا اعرف اي شيء عن الطبخ لكن اعلم بان صديقتك تحتاج الى بعض الكلسيوم والمغنيزيوم لتتحسن حالتها


قالت باستهزاء: لا اعلم من هو الطباخ هنا ومن المتكبر الذي يدعي معرفة كل شيء،


.✒️ميهانا لينا

روايات بقلم Mihana lina



ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

تدوينات من تصنيف خواطر

تدوينات ذات صلة