هل حقا تفكيرك بشيء ما سيجعله اقرب إليك؟ و ما علاقة الذكاء الاصطناعي بهذا؟

نُشر الكتاب الشهير "the secret" السر عام ٢٠٠٦ و هو مبني على فيلم عُرض قبله بفترة، و يتحدث الكتاب بشكل رئيسي عن قانون الجذب والذي يدعي ان الافكار يمكن ان تغير مجرى حياتك بشكل مباشر وان مجرد التفكير بالأشياء سيجعلها أقرب لا بل ستجعلها تاتي اليك.


حصل هذه الكتاب على شعبية كبيرة فلقد باع اكثر من 30 مليون نسخة و ترجم الى اكثر 50 لغة، ففكرة الكتاب مغرية فعلا، لكن سواء كنت مصدقا بهذه الفكرة ام لا، فانا هنا لاخبرك عن سر أخر يمكنه ان يساعدك على تقريب الاشياء و تحقيق ما تريد فعلا. انا أومن بالتكنولوجيا واعلم -بعد تجربة- ان الذكاء الاصطناعي قادر على تقريب الأشياء لك بجهد قليل منك، دعني اخبرك كيف يكون هذا...


ان من اكثر خوارزميات الذكاء الاصطناعي شيوعا و استخداما هي خوارزمية ال "personalization" او خوارزمية اضفاء الطابع الشخصي (هذه الترجمة من اجتهادي الشخصي p:) ولتبسيط ما تقوم به هذه الخوارزمية دعنا نأخذ فيسبوك كمثال للشرح بما انه يعتبر من الرواد في استخام هذه تكنولوجيا.


يتتبع فيسبوك و يسجل كل تحركاتك و تفاعلاتك مع التطبيق و في اغلب الأحيان مع التطبيقات الاخرى حتى (اعلم، مخيف). يسجل الوقت من اليوم، طبيعة المحتوى الذي تفضل استهلاكه، هل هو النصوص المكتوبة ؟ الفيديوهات ؟ يسجل اهتمامتك ومع مذا تفاعلت و مع من ؟ متى تكتب التعليقات ؟ ماهي المواضيع التي تمضي عليها اكثر وقتك؟ و الكثير الكثير مما لا يمكنني احصائه.


ثم يقوم باعطاء هذه المعلومات الي خوارزمية الذكاء الاصطناعي و التعلم الذكي و التي تقوم بدورها بتكوين صورة خاصة عنك تحدد فيها من تكون و ماذا تحب. ثم تقوم بعرض المحتوى المناسب لك انت تحديدا من بين مليارات المستخدمين. ف اذا صنفت الخوارزمية كريم نوفل على انه طالب جامعي مهتم بالرياضة و التصميم مثلا سيقوم بعرض محتوى مخصص بهذه الاهتمامات تحديدا لتجعلني استعمل التطبيق فترة اطول و بالتالي يعرض علي كم اكبر من الإعلانات ليتمكن من تحقيق الارباح.


الان لنعود للموضوع الرئيسي للتدوينة، دعني اخبرك في موقف بسيط كيف استفدت انا من هذه الخوارزمية.

قبل سنة قام موقع product school بتخفيظ اسعار دوراتهم التدريبية من ٤ الاف دولار الى صفر ولمدة قصيرة جدا -عدة ساعات-، ولان فيسبوك يعرف من خلال تفاعلي باني مهتم في مجال صناعة المنتجات الرقمية و انيي افضل موقع product school على اموقع اخر لاتعلم عن هذه المجال، تمكن من تقديم فرصة ذهبية لي و في الوقت المناسب، اذ عرض علي منشور من شخص لا اعرفه ولا يعرفني و لا تظهر لي منشوراته يالعادة ولكن كان هذه يحتوى على ما احتاج تماما لاخذ هذه الفرصة.


استخدامك الصحيح للعالم الرقمي و بنائك لمكان رقمي مناسب عن طريق التفاعل مع المحتوى الذي يهمك فعلا سيمكنك من تحصيل فرص و التكوين شبكة علاقات تقربك من اهدافك و تساعدك على جعل افكارك حقيقة، من ٢ مليار مستخدم بالتاكيد يملك احدهم اجابة على السؤال الذي في رأسك و خوارزميات الذكاء الاصطناعي ستجدله لك.كل ماعليك هو فقط اخبارها بما تريد.


اخيرا تخيل استخداما افضل لهذه التكنولوجيا، فمثلا ان يعرف موقع ملهم انك مبتدأ في مجال التسويق و تريد ان تتعلم اكثر عن هذا المجال، فيبدا بترشيح المحتوى المقدم من خبراء و المناسب لمستواك انت تحديدا، اعتقد بعد مدة قصيرة ستصبح انت الخبير.

كريم نوفل

ألهمني ألهمني أضف تعليقك

التعليقات

هلا اخبرتني عن ملهم

إقرأ المزيد من تدوينات كريم نوفل

تدوينات ذات صلة