قبل أن تبدأ بمشاهدة أحد الأفلام اسأل نفسك لماذا أشاهده ؟ لماذا يميل معظمنا لتكرار الأفلام أو المسلسلات ذاتها بدلاً من مشاهدة شيء جديد؟
قبل أن تكمل قراءة هذه التدوينة تذكّر عدد المرات التي شاهدت فيها فيلمك، مسلسلك ، مسرحيّتك أو حتّى فيلمك الكرتونيّ المفضّل ، فمثلاً : بعضنا قد شاهد الفيلم نفسه أكثر من 3 ... أكثر 5 ... أكثر من 10 مرات ربّما ،وتستمر الأرقام بالتّضاعف ، لماذا يا ترى ؟
ظننت في البداية أن الأمر مرّ في خاطري من باب قيامي وحدي بتكرار بعض الأفلام وما إن سألت الأهل والأصدقاء و من ثمّ قررت البحث عنه ، وجدت في أحد المقالات التي نشرتها جريدة الرياض في عام 2015 أن هنالك إحصائيات و أسباب لذلك، وأقتبس من المقال :
"ذكرت دراسة أن أكثر الأفلام التي يعيد الرجال مشاهدتها -تصل أحياناً للعشرين إعادة- هي سلسلة حرب النجوم ثم سلسلة الغرباء (الينز) ثم سلسلة المدمر (ترمينيتور) وبعدها فيلم "بليد رنر". في المقابل، أكثر فيلم يعدن النساء مشاهدته بواقع يصل لخمس عشرة إعادة هو فيلم "ديرتي دانسنق" ثم سلسلة "حرب النجوم" ثم "غريس" ثم "صوت الموسيقى" " .
إذ يتم إنتاج اّلاف الأفلام والمسلسلات سنوياً لنجد بعضنا لا يمانع في مشاهدة أحدها لكنّه يعاود أدراجه ليكرّر مشاهدة أحد أفلامه أو مسلسلاته المفضلة وكأنّها أول مرة.
من أسباب تكرار فيلم أو مسلسل ما : النوستالجيا ، الإدمان ، الاعتياد وغيرها... نسلّط الضوء اليوم على "النوستالجيا" .
تعرّف النوستالجيا بأنها : الحنين أو الشوق إلى الماضي وهي كلمة يونانيّة المصدر ، وهي ما يراودنا ونشعر به عند زيارة منزلنا القديم أو مدرستنا الابتدائية على سبيل المثال.
حيث نجد النوستالجيا تتصدّر قائمة مشاعرنا عند مشاهدة أحد الأفلام على سبيل المثال، فيسرقنا ما نشاهده ليعود بنا إلى الماضي و لذكرياتٍ رافقتنا...فقد نرسم ابتسامة، قد نذرف دمعة أو قد نسرح بخيالنا ونذهب بعيداً لنعود مدركين أنه استفرد بإيقاظ بعض المشاعر فينا...أو اصطحبنا لزيارة بعض الذكريات .
نتيجة لذلك نجد أنفسنا نميل لتكرار الفيلم نفسه ليعيد إحياء تلك المشاعر أو الذكريات المحبّبة إلينا من جديد ،
في المرة القادمة وقبل بدء مشاهدتك لفيلمك أو مسلسلك المفضّل اجلس مع نفسك دقائق وتذكّر الشعور الذي يأخذك إليه...إلى أي زمن يعود بك؟ ما سرّ هذه الابتسامة على وجهك يا تُرى؟
التعليقات