ان كنت قد بدأت بالفعل بالعمل في مجال البيع، أو ما زلت تفكر بالانضمام من عدمه، من المهم أن تقرأ المقالة بتمعن لتكتسب ادراكاً أوسع وأشمل لهذه المهنة
أعداد لا حصر لها ممن دخلوا في مهنة البيع ولم تتوافر لهم إلا فرص قليلة إن وجدت للنجاح، انتابهم اليأس واستقالوا قبل أن يمنحوا أنفسهم أو هذه المهنة العظيمة فرصة.
باختلاف وتعدد الأسباب كالإدارة الخاطئة أو بسبب أنه لا يتم عادة إخبار مندوبي المبيعات الجدد بحقيقة الوظيفة أو بالتحديات التي ستقابلهم وبالتالي يبدؤون بالعمل في ظل تحديات غير مستعدين لها نفسياً أو متسلحين بالمهارات اللازمة للتغلب عليها، مما يسبب صدمة لهم ويعيق تقدمهم.
فعلى سبيل المثال في مجال البيع، ستتم معاملتك بفظاظة. سيغلقون المكالمة في وجهك دون سبب واضح. سيتجنبك البعض في اللقاءات الاجتماعية. ستواجه الإحباط والقلق والأبواب المغلقة والمبيعات المنخفضة وسيكون الأمر محبطاً في كثير من الأحيان.
ولكن هل هذا يعني أن ننظر لهذا الجانب فقط ونتجنب المهنة ككل! بالتأكيد لا.
ولكن المقصود هنا ان كنت من الأشخاص الذين ابتدأوا مسيرتهم في مهنة البيع للتو فقط، فمن المهم جدا قبل أن تبدأ ان تراجع سبب انضمامك لهده المهنة وتتأكد من فهمك الكامل واستعدادك للبدء والنجاح فيها.
فان كنت من الأشخاص الذين يدخلون في مهنة البيع لأنهم قد يحصلون على قدر أكبر من النقود، فستكون ممن يمكثون لفترة قصيرة في هذه المهنة.
يجب أن تدخل في مجال البيع لأن عقلك وقلبك لن يسمحا لك بأن تقوم بأي شيْ آخر!
فالبيع أكبر من أن يكون مهنة، إنه أسلوب حياة، فكل شيء في حياتنا هو عملية بيع، وكل المهن كالمحام أو الطبيب أو موظف الاستقبال هو رجل مبيعات.
ومع تقدم الوقت أصبحت مهنة البيع تجذب معياراً أعلى في التعيين اليوم عن أي وقت سبق، كما اختلفت وتطورت أساليب التدريب لزيادة استعداد العاملين بهذه المهنة.
فعملية البيع هي عملية تعلم مستمرة، فإننا نتعلم "أشياء صغيرة" بشكل متواصل تصنع "الاختلاف الكبير" في حياتنا المهنية كخبراء بيع وفي حياتنا الشخصية على حد سواء.
اذن قبل أن تبدأ عليك أن تعي النقاط التالية:
- مهنة البيع هي فن وأسلوب حياة، ولكن على كل من يرغب الدخول بعالم البيع ان يكون مستعداً للتحديات التي سيقابلها والا يكون تركيزه فقط على الفوائد.فالوظيفة الشاقة الأعلى أجراً في العالم هي البيع والوظيفة السهلة الأقل أجراً في العالم هي البيع.
- بعد ان تتأكد من مدى استعدادك النفسي لتقبل تحديات هذه المهنة كما تحمسك للفوائد، عليك ان تبدأ بصقل مهاراتك منذ البداية بالطريقة الصحيحة لتصل الى المرحلة التي تزيد بها انتاجيتك وتقل مستويات إرهاقك وضغطك.
- من المهم منذ البداية ان تتبع نظاماً لإدارة الوقت والإنتاجية الى جانب التدريب المطلوب لفهم النظام واستخدامه.
- اعمل على ان تبقى مطلعاً على جميع المجالات الجوهرية ودائمة التغير الخاصة بالمنتج ومهارات الاتصال. ففهمك للمنتج الذي تبيعه ومعرفتك بكيفية توصيل تلك المعرفة سيمحنانك الشعور بالأمان والثقة في أي موقف متعلق بالبيع، وسيجعلك دائما متقدماً على منافسيك.
- مهم جدا عندما تستنفد معلوماتك الفنية ان لا تتردد في ان تقول " لا أعرف" وتطلب كل الدعم المطلوب من الشركة. فكن مبادراً دائماً في طلب المزيد من المعرفة ولا تكتفي بما يقدم لك فقط، حتى تصبح خبيراً في مجالك.
- الالتزام ثم الالتزام بتطوير نفسك وبالتالي تقديم الأفضل في هذه المهنة حتى تصل لمرحلة تكون المهنة بداخلك ولا تستطيع الخروج منها؟
بالمقابل اليك بعض الفوائد الرائعة التي ستحصدها من العمل في هذا المجال:
- من الفوائد العظيمة لهذه المهنة أنك بالعمل بالفعل مدير نفسك، أنت في العمل كما يقول المثل:" تعمل لصالح نفسك ولكن ليس بنفسك".
- مع استقلالية كونك مدير نفسك تأتي مسؤولية مهولة، فالفرصة تولد من الاستقلالية التي تُعامل بمسؤولية، وفي مهنة البيع فرصك ليس لها مثيل.
- لا يوجد أحد في وضع جيد يؤهله لحل المشكلات مثلك، المقنع المحترف. ولا يوجد شيء من شأنه أن يجلب مثل هذا الرضا الشخصي ككونك قادراً على تحفيز شخص آخر على أن يصير أكثر فعالية وكفاءة ونجاحاً بفضل البضائع والمنتجات أو الخدمات التي تقدمها له.
- الأمان، بسبب الدخل المرتفع لهذه الوظيفة في حالة تحقيق النجاح. بالإضافة الى ان الأمان يستمد من قدرتك على الإنتاج ففي مجال المبيعات أنت لا تنتظر حدوث الأشياء بل يمكن أن تجعل الأشياء تحدث.
- النمو والتدريب والتطوير الذي تتلقاه في مهنة البيع ممزوج بالاستقلال والانضباط والإصرار والاهتمام بالآخرين، يجعل منك شخصاً أفضل في حياتك الشخصية أيضاً. بالإضافة الى توسيع شبكة العلاقات والخبرات المستفادة منها.
- مهارات التواصل والإقناع التي تتعلمها، كأن تضع نفسك مكان الآخرين وتنظر للأمور من زوايا مختلفة، يساعدك على ان تكون أكثر فعالية بالتواصل مع أفراد عائلتك وأعضاء مجتمعك أيضاً.
- الترقية والتقدم لمناصب إدارية، فكمندوب مبيعات تتلاقى مع الناس في مستويات عاطفية مختلفة، كالسعداء أو الغاضبين أو المنزعجين على سبيل المثال، مما يجعلك تتقن "مهارات التعامل مع الآخرين".وفي المبيعات نقنع الناس بطريقة تفكيرنا بدلاً من أن نأمرهم بالقيام بالأمور بالطريقة التي نريدهم أن يقوموا بها. بالإضافة الى المهارات المكتسبة الأخرى التي تؤهل مندوب المبيعات لمناصب إدارية ومستقبل أفضل كإدارة الوقت ومنطقة البيع والعادات الشخصية والحياة بشكل عام.
فان كنت قد اقتنعت الآن أن البيع مهنة متطلبة ومثيرة ومرضية بشكل كبير وليست وظيفة مؤقتة إلى أن تأتي وظيفة أفضل، اذن فابدأ اليوم برحلة التطوير والالتزام بأكثر المهن تأثيراً.
المرجع: كتاب زيجلر يتحدث عن البيع- الدليل الكامل لمحترفي المبيعات (لزيج زيجلر)
ألهمني أضف تعليقك
التعليقات